حفلت اسطر صفحتك خلال الايام الماضية بموضوعات ومداخلات وتعقيبات تدور عن المعلم.. منها ما يصفه بالقصور ومنها ما يعطيه مكانته المرموقة..ومنها ما يصفه بالجندي المجهول الذي يعاني ما يعاني من صعوبة تلقين الاطفال الابجدية ويكابد من مشاكسة المراهقين في المرحلة الثانوية.. وشاقني ان اشارك تقديراً مني بمكانة المعلم المحفوفة بيمن الطالع وارتباطه بالتنوير والوعي، وقيامه على اداء المهام الجليلة والنافعة في حياة الناس في الكتاتيب والمدارس والجامعات على اختلاف انماط التدريس.. لكن مشاركتي هذه بما عبر عنه الشعر العربي بين دوره في المجتمع ورسالته.. هذا سيدنا علي بن ابي طالب يقول تكريماً للمعلم.. رأيت احق الحق حق المعلم واحسبه حفظاً على كل مسلم لقد حق ان يهدى اليه كرامة لتعليم حرف واحد ألف درهم اما شوقي فيعطيه من الاحترام ما يدنيه من منزل الرسل: قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا اعلمت اشرف او اجل من الذي يبني وينشئ انفساً وعقولا والشاعر عبدالله بن حمد الشبانة يرى ان مهنة المعلم لها شرفها وتبعاتها: اني ارى التدريس اشرف مهنة تبعاته من اثقل التبعات فليتق الله المدرس دائماً فيمن يدرسهم من الفلذات وهنا اذكر ابياتا قالها احد معلمي المرحلة الثانوية معارضاً قصيدة شوقي قال: قم للمعلم وفه التبجيلا كان المعاش ولايزال قليلا ودفاتر «السمان» تشهد انني اصبحت في دفع الديون كسولا لي معطف تحت الليالي لونه فتبدلت ألوانه تبديلا وحذائي المسكين يشكو دائماً من كثرة الترقيع صار ثقيلا ومن اجود من يصف المعلم ومهامه واثره الشاعر محمود محمد بكر هلال.. من ذلك الساري بغير قراري الكادح المكدود ليل نهار لا يستجيب الى الهدوء ولا يني عن بذل ما يدعو الى الاكبار في كفة طرس وتحت ذراعه حمل من الاخطاء في الاسطار هذه الكراريس التي لقي الاذى فيها وحل الضعف في الابصار كم طبيب مر في سيارة ومهندس قد مر في سيار مرّا عليه وهو يمشي راجلاً دون الورى بمشقة وعثار وهما غراس بديه لكن حظه ترب وحظهما كثير نضار واذا ادرك الجميع دور المعلم فالشعراء يطالبون باعطائه الحوافز المادية والمعنوية لما لذلك من اثر في حفزه على اداء رسالته فالشاعر طه محمد طه يتمنى ما اصبح الآن حقيقة واقعة واثراً ملموساً فيقول: زفوا اليه تحية رقراقة فواحة كالزهر في نيسان او قلدوه قلادة براقة تهدى اليه قشيبة الالوان وهناك الشاعر القروي يرى ان مال الارض طراً لا يوفي المعلم حقه.. فيقول: ملأت صدورنا ادباً وعلماً ولم يملأ لك التعليم كيساً ولو اعطيت مال الارض طراً لما وفيت من غال حسيساً واختم حديثي وفي هذه العجالة راجياً ان القيت ضوءاً على دور العلم الذي لم يأخذ مهنة التعليم كمهنة ربما لم تتح له المجال للاختيار فكان مرغماً على هذه المهنة يؤديها كوظيفة تؤمن له راتباً كل آخر شهر بل هو حديث عن المعلم الذي ينظر الى التعليم كجزء من التربية والتربية كرسالة انسانية يجب ان يؤديها على اكمل وجه.. واللبيب بالاشارة يفهم.