الخسارة في كرة القدم واردة ولكن بمثل ذلك المنظر الذي رأيناه من منتخبنا في افتتاح المونديال يوم أمس أمام المنتخب الروسي فهو أمر غير مقبول إطلاقاً، فلا مستوى ولا أداء ولا روح ولا جهد ولا عطاء داخل الملعب من جميع اللاعبين بلا استثناء. فقد خيب منتخبنا آمالنا كما لم يحدث من قبل، لقد كانت مباراة افتتاح المونديال وأمام مرأى سكان الكرة الأرضية قاطبة، لذلك ستبقى هذه الخسارة تاريخية في سجلات كؤوس العالم، ولن يذكر افتتاح أي مونديال قادم إلا بذكر هذه الهزيمة المؤلمة. ولم تحدث هذه الخسارة من منتخب قوي ليمكن تبريرها تحت أي بند من بنود المبررات المعتادة. ولكنها حدثت من منتخب يتأخر عن منتخبنا في التصنيف العالمي حيث يحل في المركز 70 فيما منتخبنا 67. لذلك فالمنطقي هو فوز منتخبنا أو التعادل لتقارب مراكز التصنيف. أو في أسوأ الأحوال الخسارة بنتيجة متقاربة جدا. أما أن تكون الخسارة بخمسة أهداف دون مقابل!! فهي غير مقبولة وغير مبررة فنيا. والتبرير الوحيد هو تقصير اللاعبين دون استثناء. وليس من المنطق تحديد اسم لاعبين أواثنين وتحميلهم وزر الهزيمة. فكل اللاعبين كانوا مقصرين. ولم يستشعروا أهمية المباراة ولا واجبهم تجاه جماهيرهم التي لاحقتهم إلى ملعب المباراة بالأمل والهتاف والمساندة. حتى عذر رهبة البداية غير مقبول لأن المنتخب المقابل أقل فنياً من منتخبنا ويقع في مركز وراء منتخبنا في تصنيف الفيفا. وهذا كفيل بزوال رهبة البداية، إضافة إلى أن المستويات التي قدمها المنتخب في مبارياته الإعدادية والتي واجه فيها الأخضر منتخبات أقوى من منتخب روسيا بكثير كالمنتخب الألماني والإيطالي قد أعطت إشارات ايجابية للغاية. فلماذا تغير المستوى بين تلك المباريات ومباراة الافتتاح!؟ لا جواب سوى تقصير اللاعبين. وأي عذر منهم غير مقبول مالم يفوزوا في المباراتين القادمتين أمام الارغواي ومصر. حينها فقط يمكن أن يستعيد المشجع السعودي بسمته وينسى ألم صدمة البداية. لقد قدم اتحاد الكرة وكذلك الهيئة العامة للرياضة كل دعم مادي ومعنوي ونفسي للاعبين وفاق الدعم كل تصور. ومع ذلك خذل اللاعبون المسؤولين كالجماهير تماما. ومازال هناك متسع من الوقت والأمل. ونحن في الانتظار.