لا تقتصر الحملات الأمنية الشاملة التي تقوم بها بصفة دورية وحدات الأمن على العاصمة أو الأحياء الشعبية دون غيرها، فقد توسعت رقعة الحملات والمداهمات بعد تأكد وجود عدة عناصر مسلحة تنتمي إلى التنظيم الإرهابي « داعش» موزعة على مختلف مناطق البلاد، في خطة لتشتيت جهود القوات الأمنية من جهة، ولسهولة انصهار هذه العناصر صلب عامة الشعب خاصة بعد أن غيروا ملابسهم المميزة لهم وحلقوا اللحى ليظهروا كشباب عاديين، بل أكثر من ذلك، فقد خير عدد من الإرهابيين ارتداء ملابس موضة الشباب التي لا تلفت الانتباه باعتبار أنها وبالرغم من كونها مستوردة، إلا أنها منتشرة كثيراً في الأوساط الشبابية. ففي حملة أمنية كبيرة شهدها حي الزهور (الذي تقطن به عائلة وزير الداخلية الأسبق والذي وقع الهجوم الإرهابي عليه منذ 3 سنوات واستشهد فيه 6 حراس أمنيين على يد مجموعة إرهابية) من مدينة القصرين الواقعة في الجنوب الغربي للبلاد، وقادتها وحدة خاصة تابعة للإدارة العامة للأمن الوطني قدمت خصيصاً من العاصمة وبدعم من الوحدات الأمنية المحلية بالقصرين وتشكيلة من الجيش الوطني، تمت مداهمة منزل عائلة الإرهابي حلمي الرطيبي الذي وقعت تصفيته يوم غرة فبراير 2012 في حادثة إرهابية سابقة من طرف قوات الجيش والحرس الوطنيين في أول عملية إرهابية بعد الثورة. وقد تولت وحدات متعددة أمس الأول محاصرة محيط منزل الإرهابي ثم اقتحامه بعد أن وصلتها معلومات عن تواجد أسلحة داخله قام قريب له مفتش عنه في جرائم إرهابية بجلبها وإخفائها هناك، وبعد تفتيش دقيق لكامل أرجاء المسكن لم يتم العثور على أي قطعة سلاح حيث تأكد أن المعني بالأمر غير مكان إخفائها ولكن الوحدات الأمنية مصرة على تعقب آثار هذه الأسلحة وهي مقرة العزم على العثور عليها وحجزها والقبض على العناصر التي تخفيها في انتظار مد الجماعات المتحصنة بالجبال بها أو استعمالها في تنفيذ مخطط إرهابي جديد.