عاش التونسيون ليلة هلع حقيقية بعد العملية الإرهابية الجبانة التي استهدفت طفلا ( 16 عاما) كان يرعى اغنامه بجبل المغيلة الواقع في المنطقة العسكرية المغلقة الرابطة بين محافظتي القصرين وسيدي بوزيد بالجنوب الغربي للبلاد، حيث أقدم حوالي 20 عنصرا مسلحا يشتبه في انتمائهم لكتيبة عقبة بن نافع الإرهابية، على ذبح الراعي وتسليم رأسه الى ابن عمه ( 14 عاما) الذي كان يرافقه وطلبوا منه تسليمه الى اهله ولاذوا بالفرار بعد ان استولوا على مواشي الطفل الشهيد. ونشر الإرهابيون مقطعا من فيديو يصور عملية الذبح، فيما انتشرت قوات الأمن والجيش في محيط الجريمة وتولوا القيام بعمليات تمشيط واسعة لم تفض الى القاء القبض على المجرمين، فيما عم غضب شديد قرية الطفل المذبوح والقرى والمدن المجاورة التي هب سكانها الى مسرح الواقعة وتولوا هم ايضا تمشيطها بغاية العثور على جثته في غياب السلطات الرسمية التونسية التي لم تتحول الى منزل العائلة المنكوبة. يأتي هذا الخبر الصاعق بعد ان أفاد الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع الوطني المقدم بلحسن الوسلاتي، ان وحدات الجيش القت القبض على 3 افراد خلال العمليات العسكرية بجبل «بيرينو» بالقصرين على متن شاحنة خفيفة محملة بمؤونة تحتوي على 600 كغ من المواد الغذائية. وأكد الوسلاتي انه تم العثور على شرائح هواتف جديدة وغير مستعملة بحوزة الشبان الثلاثة مبينا انه تم تسليمهم لفرقة الابحاث والتفتيش للحرس الوطني بالقصرين للاشتباه بتقديمهم الدعم اللوجستي للعناصر الارهابية المتحصنة في منطقة جبل «بيرنو». كما توفق اعوان الأمن في الكشف أثناء عملية مداهمة لاحد المنازل بمحافظة جندوبة بالشمال الغربي للبلاد عن ورشة لصنع الاسلحة التقليدية، حيث تم حجز اسلحة مصنوعة وايقاف صاحب الورشة. الا ان هذه النجاحات الأمنية التي كان ابرزها كشف لغز عمية محاولة قتل احد الشخصيات المعروفة بسوسة منذ أسابيع والقبض على كافة افراد الشبكة التي قامت بالعملية، لم تحجب فظاعة ما اقدمت عليه عصابة الإجرام مساء اول امس، حيث عمت حالة من الغضب على البيوت التونسية التي شعرت بالخوف يتهددها خاصة وقد اصبح استهداف العناصر الإرهابية للمدنيين امرا مألوفا، بعد ان كانت الجماعات المسلحة تخص عملياتها الإرهابية طيلة 3 اعوام بالقوات الأمنية والعسكرية فحسب.