أعلنت أمس وزارة الداخلية أنه في إطار العمليات الاستباقية والهجوم على مواقع تحصنت بها العناصر الإرهابية بالمناطق الجبلية ومواصلة لعملية التنسيق بين قوات الأمن الداخلي وقوات الجيش الوطني في مجابهة الإرهاب ، انطلقت حملة تمشيط مشتركة بين قوات الحرس والجيش الوطنيّين، بجبل للة عيشة وجبل المرقودة ووادي الغول وعين الصيد ووادي العنق ووادي ماعز من جبل كسار القلال بسياقية سيدي يوسف من محافظة الكاف الواقعة على الحدود مع الجارة الجزائر شمال البلاد. كما تولت مروحية تابعة للجيش الوطني تنفيذ طلعات بعمق المناطق المذكورة حيث تمّ العثور على مخيم للمجموعات الإرهابية المتحصنة بالفرار بمنطقة وادي عنق يحتوي على مواد غذائية ودواب وهاتف جوال مع شريحة هاتف تابعة لمشغل اتصالات جزائري واوعية طهي الطعام وبعض الأدوية. كما تولت في نفس اليوم الوحدات المذكورة قصف جبال محافظة القصرين، ثم انطلقت حملة تمشيط تمّ التركيز خلالها على المغاور والتنوءات الكثيرة في الجبل، حيث تمّ العثور على مخيم للمجموعات الإرهابية، وتم حجز حربة لسلاح تابعة للجيش الوطني، 21 موقع فردي مغطى بأغطية بلاستيكية وكمية من المواد الغذائية وأدباش وأحذية رياضية ومعدات طبخ وولاعات وقوارير بلاستيكية معدة لصنع الألغام الأرضية. وقال بعض المتتبعين للشان المحلي بان فرار العناصر الإرهابية في كل مرة من الأماكن التي يتحصنون بها دليل إثبات على ان هناك من يتصل بها ليعلمها بمواعيد وتحركات القوات الأمنية بما يمكنها من الإفلات من قبضة الأمن والجيش، خاصة بعد اعلان وزارة الداخلية عزل 110 عناصر من أجهزة الأمن المختلفة للاشتباه في ارتباطهم بجماعات «إرهابية». وقالت مصادر اعلامية محلية بانه وفي إطار متابعة كيفية الكشف عن تورط هؤلاء الأمنيين مع الارهابيين، بان عملية الإطاحة بهم جاءت عبر مراحل ونتيجة لأحداث متتالية انطلقت عندما تفاجأت وحدات أمنية تابعة لوحدة مكافحة الارهاب وهي بصدد القبض على زوجة ارهابي خطير بتهمة مساعدة الارهابيين في سيدي بوزيد، باتصال هاتفي من إطار أمني يطالبهم بالعودة فورا إلى الثكنة وعدم الاستفسار عن السبب رغم أن المخبر الأمني أكد لهم أن المتهمة متواجدة برفقة ارهابيين آخرين. ورغم المعلومات الاستخباراتية التي كانت تصل إلى الوحدات الأمنية ودقة متابعتها من قبل الأجهزة المعنية إلا أن هناك العشرات من المداهمات الأمنية التي تم إفشالها دقائق قبل المداهمة وهو ما جعل المؤسسة الأمنية تفتح تحقيقا سريا لمعرفة حقيقة فشل هذه المهمات ومن يقف وراءها، كما تمكنت الأجهزة الأمنية من اكتشاف علاقة بين عدد معين من الأمنيين والمجموعات الارهابية ليتم وضعهم تحت المراقبة السرية إلى حين الإطاحة بهم متلبسين بالتخابر مع الارهابيين في الجبال وداخل المدن. وكشفت نفس المصادر أنه تم مؤخرا القبض على عدد من الأمنيين كانوا يقدمون الدعم اللوجستي للارهابيين في جبال الشعانبي والسلوم وسمامة من محافظة القصرين، ويوفرون للخلايا الارهابية المحاصرة المؤونة مقابل مبالغ مالية، وإثر التحقيقات تبين تورط أعوان من الأمن في التجسس لحساب عناصر كتيبة عقبة ابن نافع التي تمركز عناصرها في 3 جبال من المحافظة المعنية.