بعد عشر سنوات من المفاوضات والمناقشات والإعداد، أعلن مدير عام صندوق الأوبك للتنمية الدولية (أوفيد)، الأستاذ سليمان جاسر الحربش نيابة عن صناديق التنمية العربية الوطنية والإقليمية والبنك الإسلامي، عن توقيع اتفاقية شراكة جديدة مع برنامج الأممالمتحدة الإنمائي مدتها ثلاثة أعوام لتعزيز جهود التعاون اللازمة لتطوير بوابة التنمية العربية وإطلاقها في الربع الأول من هذا العام 2016م. وتمثل بوابة التنمية العربية - وهي مبادرة مجموعة التنسيق العربي - مصدراً شاملاً موحداً للبيانات والمعرفة يستهدف في المقام الأول تحسين نطاق وعمق ومصداقية المعلومات المتاحة واللازمة لدعم العملية الإنمائية في العالم العربي. وفي كلمتها خلال مراسم توقيع الاتفاقية التي عقدت في مقر أوفيد بالعاصمة النمساوية، فيينا، أشارت الدكتورة سيما بحوث، الأمين العام المساعد للأمم المتحدة، والمديرة الإقليمية لبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي للدول العربية، إلى «أن مصادر البيانات والمعرفة المتعلقة بقضايا التنمية غالباً ما تكون قديمة وغير موثوقة فضلاً عن كونها مجزأة عبر مصادر دولية واقليمية ومحلية متعددة.» وأضافت أنه «على مدى السنوات الثلاث الماضية، نحن نعمل بشكل وثيق مع مجموعة التنسيق لمعالجة تلك الثغرات.» وقالت «نحن سعداء بالتعاون مع أوفيد للعمل على تنفيذ المراحل النهائية لبوابة التنمية العربية قبيل إطلاقها هذه العام.» وبدوره، أعرب الأستاذ الحربش عن ترحيب أوفيد بالتوقيع على اتفاقية الشراكة الجديدة مع برنامج الأممالمتحدة الانمائي مؤكداً على أن « جهود عملية تطوير بوابة التنمية العربية كانت طويلة ومعقدة، وما كانت لتنجح دون تعاون برنامج الأممالمتحدة الإنمائي.» وعبر الحربش عن امتنانه لرؤية «ثمار الجهود المشتركة في نهاية المطاف على أرض الواقع، خاصة في هذا الوقت الحاسم لجدول أعمال التنمية المستدامة العالمي الجديد، والذي يتضمن 17 هدفا و169 غاية للقضاء على الفقر على مدى السنوات الخمس عشر المقبلة.» وشدد السيد الحربش على أهمية هذه الشراكة، مؤكداً على أن «بوابة التنمية العربية ستكون دون أدنى شك مصدر قيم تشتد إليه الحاجة لمعالجة القضايا الإنمائية الأكثر إلحاحا في البلاد العربية.» ويعد موقع بوابة التنمية العربية على الإنترنت منبراً للمعرفة باللغتين العربية والإنجليزية، حيث يتضمن قاعدة بيانات فريدة من نوعها تشمل أدوات البحث المتطورة، وتقنيات وأساليب استخراج المعلومات الوثائقية والتصويرية وتجميعها وتحليلها وتخزينها فضلاً عن مجموعة غنية من المصادر الأخرى التي تغطي إحدى عشر موضوعاً إنمائياً هاماً في جميع البلدان العربية. وتحتوي قاعدة بياناتها على أكثر من 4,400 مؤشرٍ تم الحصول عليها من مكاتب الإحصاء الوطنية فضلاً عن 400 مؤشرٍ إضافيٍ من المنظمات الدولية. ويحتوي مستودع البوابة على أكثر من 1,000 كتابٍ منشورٍ. وقد شهدت المرحلتان الأوليتان من التعاون بين مجموعة التنسيق وبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي بالإضافة إلى جهود البنك الدولي بدءاً من شهر أبريل/نيسان من عام 2013 وعام 2014 على التوالي، سلسلة من المشاورات مع المستخدمين المحتملين سعياً إلى تفهم احتياجاتهم المعرفية وإدراك الثغرات المعلوماتية والتكلفة التي تتكبدها الشركات التجارية وغيرها من المستفيدين نتيجة لهذه الثغرات، حيث تم تطوير النموذج الأساسي للبوابة وفقاً لنتائج تلك المشاورات من أجل الوصول إلى الشكل الأمثل الذي هو عليه الآن. وجدير بالذكر أن الجمهور المستهدف الأساسي لبوابة التنمية العربية يشمل صناع القرار في كل من القطاع العام والخاص فضلاً عن الأوساط الأكاديمية ووسائل الاعلام والمجتمع المدني مع توجيه الاهتمام بشكل فعال إلى جهود التنمية في العالم العربي. وبالإضافة إلى إطلاق المرحلة الثالثة لبوابة التنمية العربية، تهدف اتفاقية الشراكة الجديدة بين كل من أوفيد وبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي إلى توسيع نطاق البوابة من خلال توحيد وإدماج مجموعات البيانات المستخرجة من مختلف المصادر من أجل الحصول على التحليلات الاحصائية الوصفية وأدوات التصوير المحسنة. كما تهدف هذه المرحلة أيضاً إلى تنسيق تلك البيانات وتوحيدها عبر المصادر المختلفة بما في ذلك مكاتب الإحصاء الوطنية واسنادها إلى أدوات المتابعة التي اِعْتمدت مؤخراً من قبل جدول أعمال التنمية المستدامة العالمي حتى عام 2030م.