تسلم العراق ممثلاً بوزارة الصحة 8 عيادات طبية متنقلة، سيتم نشرها فوراً في عموم البلاد، إضافة إلى إقليم كردستان، لتقديم الرعاية الصحية وتلبية الاحتياجات الطبية للسكان النازحين المقيمين في أماكن يصعب فيها الحصول على خدمات الرعاية الصحية، كالمخيمات والمستوطنات غير الرسمية، ضمن منحة المملكة العربية السعودية للعراق البالغة 500 مليون دولار، التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله ورعاه - ضمن مبادراته الكريمة لإغاثة ومساعدة الشعب العراقي. وقد أمر خادم الحرمين الشريفين حفظه الله بتقديم مبلغ قدره (500) مليون دولار مساعدة إنسانية للشعب العراقي الشقيق المتضرر من الأحداث المؤلمة، بمن فيهم النازحون، بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية أو المذهبية أو العرقية، فيما يتوقع أن تصل 4 عيادات طبية متنقلة أخرى أواخر شهر كانون الثاني المقبل. وقد قامت منظمة الصحة العالمية بالتنسيق مع برنامج الأغذية العالمي بشراء هذه المركبات المصممة حسب الطلب، التي نُقلت جواً من العاصمة الأردنية عمان إلى أربيل، بهدف توفير وتلبية الاحتياجات الصحية للسكان النازحين المقيمين في أماكن يصعب فيها الحصول على خدمات الرعاية الصحية، كالمخيمات والمستوطنات غير الرسمية والمناطق الحضرية عبر البلاد. وقد أمكن الحصول على هذه العيادات المتنقلة الأولى من نوعها، وجلبها للعراق، من خلال الدعم الذي قدمته حكومة المملكة العربية السعودية للتعجيل بجهود الاستجابة للوضع الطارئ للنازحين العراقيين، وقد تسلمتها الحكومة العراقية في احتفال رسمي أُقيم في مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق الأسبوع الماضي، بحضور وزيري الصحة في الحكومة الفيدرالية وحكومة إقليم كردستان ووفد رسمي من حكومة المملكة العربية السعودية وممثلين من منظمة الصحة العالمية وبرنامج الأغذية العالمي. من جهته، قال الدكتور جعفر حسين، ممثل منظمة الصحة العالمية رئيس البعثة في العراق، ل(الجزيرة) إننا سعداء جداً بوصول هذه العيادات المتنقلة الجديدة، التي ستوفر الخدمات الصحية للفئات الضعيفة من السكان في العراق على مدار الساعة، مشيراً إلى أنه لا تكمن أهمية هذه العيادات الصحية المتنقلة في سرعة الوصول والكلفة النسبية فقط، بل إنها تساعد على تقديم الرعاية الصحية، والوصول إلى أقرب نقطة ممكنة لخدمة المجتمعات المحلية المتضررة. وكل واحدة من هذه العيادات لها إمكانية إجراء الفحوصات للمرضى، وتطعيم الأطفال، وإجراء وتأكيد التشخيصات المختبرية للأمراض، إضافة إلى خدمات رعاية الحوامل والولادة وعلاج الحالات البسيطة، مثل الالتهابات الجلدية والجروح الطفيفة وحالات الجفاف. وقد تم تسليم هذه العيادات بجهد لوجستي مشترك من قِبل منظمة الصحة العالمية وبرنامج الغذاء العالمي؛ إذ تم استنفار الوحدات اللوجستية ووحدات النقل في روما لغرض التهيئة والإعداد لنقل هذه العيادات الطبية المتنقلة بالطائرة. وأكد الدكتور حسين أن منظمة الصحة العالمية ستواصل دعمها لوزارتي الصحة في الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان لزيادة الخدمات الصحية المقدمة للمجتمعات المحلية المضيفة وللسكان النازحين، بما في ذلك الموجودين في مناطق يصعب الوصول إليها. وستدمج هذه العيادات مباشرة في النظام الصحي في العراق. وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها جلب عيادات متنقلة مصممة لأغراض معينة إلى العراق. وكل واحدة من هذه العيادات لها إمكانية إجراء الفحوصات للمرضى، وتطعيم الأطفال، وإجراء التشخيصات والتحاليل المختبرية، وتقديم خدمات رعاية الحوامل والولادة، إضافة إلى علاج الجروح. إن هذه العيادات الطبية ستقدم خدماتها للمجتمعات النازحة في المناطق ذات التغطية الصحية المحدودة، كالمخيمات والمجمعات غير الرسمية والمناطق الريفية والحضرية النائية حيث لا تزال فرص الحصول على خدمات الرعاية الصحية في هذه المناطق من العراق والإقليم محدودة بسبب الوضع الأمني الراهن. مبيناً أن منظمة الصحة العالمية تثمن عالياً الدعم الذي قدمته حكومة المملكة العربية السعودية، بدعم مستمر من قِبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، الذي جعل مثل هذا المشروع المهم ممكناً. وأضاف بأن منظمة الصحة العالمية ما زالت بحاجة إلى مبلغ 133 مليون دولار لتغطية متطلبات عمليات الاستجابة،وتلبية الاحتياجات الطبية المتزايدة للسكان النازحين. وأوضح حسين أن منظمة الصحة العالمية بدأت بمساعدة وزارتي الصحة في بغداد وأربيل مع بدء الأزمة الأمنية، وسيطرة مسلحي داعش على مناطق شاسعة في العراق. مشيراً إلى أن المنظمة بدأت بدعم وزارة الصحة العراقية من ناحية توفير الأدوية وإقامة حملات التلقيح للأطفال والتحري عن النظام المبكر للأمراض.. إلا أنه منذ حزيران وبداية الأزمة مع تنظيم داعش أصبح الدعم الذي تقدمه الحكومة المركزية محدوداً بسبب صعوبة الاتصال وقطع الطرقات؛ ولهذا قامت منظمة الصحة العالمية بمساعدة وزارة الصحة الكردستانية بشكل مباشر. من جهتها، أكدت السيدة أوما ثابا، نائب المدير القطري لبرنامج الغذاء العالمي في العراق، ل(الجزيرة) أنه من المفرح أن يسهم برنامج الغذاء العالمي في شحن وتسليم هذه العيادات الطبية في الوقت المحدد، ومن خلال جهود البرنامج المالية واللوجستية. ونحن نسعى لتقديم المساعدة الطبية المطلوبة للاجئين والنازحين داخلياً من مناطق عدة في العراق. وإن استمرار انعدام الأمن في العراق لا يزال يقتلع الأسر من منازلها مؤدياً إلى تزايد موجات النزوح؛ فتضخم عدد السكان في أجزاء من البلاد، ولاسيما إقليم كردستان العراق؛ ما وضع ضغطاً كبيراً على الموارد العامة والبنى التحتية، خاصة النظام الصحي. فالمستشفيات ومراكز الرعاية الصحية الأولية تناضل من أجل تلبية الطلب المتزايد على الخدمات الصحية، ولاسيما في المناطق التي تعاني نقص العاملين الصحيين والإمدادات الطبية، أو التي تعرضت مرافقها الصحية للهجوم، أو الضرر. كما انقطعت خدمات الرعاية الصحية عن كثير من الناس في مناطق القتال المكثف بشكل تام. وبدوره قال ريكوت حمه رشيد، وزير الصحة الكردستاني، ل (الجزيرة) إنه «يوجد في الإقليم أكثر من مليون ونصف المليون نازح، وهذا أثقل كاهل الحكومة، لكن بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية والدول المانحة والصديقة استطعنا تقديم الخدمات الصحية لهم». وأضاف قائلاً: «نحن بحاجة إلى المزيد من الدعم للاستمرار في تقديم الخدمات الطبية والصحية للنازحين». وكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله قد أمر بتقديم مبلغ قدره (500) مليون دولار مساعدة إنسانية للشعب العراقي الشقيق المتضرر من الأحداث المؤلمة، بمن فيهم النازحون، بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية أو المذهبية أو العرقية. وقد تم إبلاغ معالي الأمين العام للأمم المتحدة بهذه المساعدات. وإن تقديمها سيتم عبر مؤسسات الأممالمتحدة للشعب العراقي فقط. وستتابع المملكة هذه الجهود لضمان وصول المساعدات للمتضررين من أطياف الشعب العراقي الشقيق كافة. وقد تمكن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة من زيادة المساعدات الغذائية لمئات الآلاف من العراقيين الذين نزحوا عن منازلهم في الأسابيع الأخيرة؛ وذلك بفضل مساهمة سخية من المملكة العربية السعودية، بلغت قيمتها 148.9 مليون دولار أمريكي. وقد ساعدت هذه المنحة برنامج الأغذية العالمي على تقديم الغذاء للأشخاص ذوي الاحتياجات الملحة، ممن فروا من النزاع الذي بدأ في الموصل في منتصف شهر يونيو. وتشمل المساعدات الغذائية الأسر المسيحية والمسلمة والأيزيدية التي نزحت بسبب العنف في سنجار، ولجأت إلى دهوك والمحافظات الأخرى في إقليم كردستان. وتأتي المساهمة التي تلقاها برنامج الأغذية العالمي كجزء من منحة إجمالية، تبرعت بها المملكة العربية السعودية لوكالات الأممالمتحدة في شهر يوليو، قيمتها 500 مليون دولار أمريكي، بهدف تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة لمن يحتاجون إليها في العراق. ويقول محمد دياب، المدير الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ووسط آسيا وشرق أوروبا: «إن حالة الأمن الغذائي في العراق مقلقة، وهي أسوأ ما شهدته البلاد منذ العقوبات في أوائل التسعينيات. وقد أدى انهيار نظام توزيع السلع التموينية في أجزاء عديدة من العراق، وتدمير المنتجات الزراعية ومصادرتها، إضافة إلى انعدام الأمن على نطاق واسع والتشريد الجماعي للمدنيين، إلى ضائقة كبيرة ومعاناة إنسانية لا توصف. فأغلبية العراقيين إما محاصرون في بيوتهم أو باتوا نازحين في ظروف محفوفة بالمخاطر. ورغم تحديات الوضع الأمني، وزيادة أعداد النازحين منذ منتصف شهر يونيو، قام برنامج الأغذية العالمي بتوزيع المواد الغذائية لأكثر من 524 ألف شخص موزعين على 10 محافظات في أنحاء البلاد. كما لدى البرنامج خطط لتوسيع نطاق عملياته لتصل إلى 1.2 مليون شخص. كذلك ساعدت مساهمة المملكة العربية السعودية الأسر الأيزيدية التي فرت من العنف والاضطهاد في منطقة سنجار. فمنذ الرابع من شهر أغسطس أعد برنامج الأغذية العالمي ثمانية مطابخ للطوارئ، معظمها في دهوك. وقد قدمت هذه المطابخ وجبات ساخنة لأكثر من 173 ألف شخص فروا من سنجار». وأضاف دياب: نحن نعمل لتفادي مأساة إنسانية؛ ولهذا تأتي مساهمة المملكة العربية السعودية في التوقيت المناسب وبشروط مرنة؛ لتساعدنا على تلبية الاحتياجات الإنسانية الملحة. من دون هذا التبرع لن يكون باستطاعة برنامج الأغذية العالمي الاستجابة الطارئة للأزمة الإنسانية التي تتدهور في العراق بصورة سريعة. ومن بين 524 ألف شخص حظوا بمساعدات برنامج الأغذية العالمي منذ منتصف يونيو، تلقى أكثر من 268 ألف شخص حصصاً غذائية تحتوي على المواد الأساسية، مثل الأرز وزيت الطهي. كل حصة تكفي أسرة مكونة من خمسة أفراد لمدة شهر. كما تلقى أكثر من 83 ألف شخص حصصاً من المواد الغذائية الجاهزة للأكل، التي تشمل الأغذية المعلبة. هذا بالإضافة إلى أكثر من 173 ألف شخص حصلوا على وجبات ساخنة من مطابخ الطوارئ في الأسابيع الأخيرة. وقالت جين بيرس، المدير القطري لمكتب برنامج الأغذية العالمي في العراق، إن برنامج الأغذية العالمي «يشعر بالامتنان للمملكة العربية السعودية، وهي الدولة المانحة الرئيسية لعمليات برنامج الأغذية العالمي للإغاثة الإنسانية وبرامج تقديم الغذاء للأسر النازحة في العراق؛ إذ يستفيد منها مئات الآلاف من العراقيين من مختلف الطوائف والأديان. وقبل موجات النزوح الأخيرة كان برنامج الأغذية العالمي يقوم بمساعدة نحو 240 ألف عراقي نزحوا من جراء الصراع في محافظة الأنبار، إضافة إلى أكثر من 180 ألف لاجئ سوري فروا إلى العراق بسبب الأزمة في سوريا».