تصاعدت حدة الخلافات بشكل كبير بين الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، وحزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وذلك في اعقاب قيام قوات أمنية قبل أيام باقتحام مقرات الحزب في مدينة «عدن» واغلاقها. وفيما تقول قيادات بارزة بحزب المؤتمر إن اقتحام مقرات الحزب تم بتوجيهات رئاسية، فإن من شأن هذه الخطوة أن تلقي بظلالها على العلاقة بين السلطتين التشريعية ممثلة بالبرلمان، والتنفيذية ممثلة بالحكومة، وهو ما بدا واضحاً من خلال فشل الحكومة التي يرأسها خالد بحاح، في الحصول على ثقة البرلمان الذي يستحوذ حزب المؤتمر الشعبي العام غالبية المقاعد البالغة 301 مقعد. وعقد مجلس النواب «البرلمان» جلسة جديدة الخميس ووافق على منح حكومة بحاح الثقة بعد تدخل سياسيين يمنيين لانهاء الازمة بين الحكومة وحزب المؤتمر الشعبي العام، والتي كانت تطالب بمطالب سياسية ابرزها انسحاب قوات الامن من مقرات الحزب في عدن، واعلان الحكومة رفض العقوبات التي فرضها مجلس الامن الدولي على الرئيس السابق علي عبدالله صالح واثنين من قيادات جماعة الحوثي، إضافة الى العمل على إخراج اليمن من تحت البند السابع، لمجلس الأمن. وعلى الجانب الاخر فإن ازمة أخرى تفجرت بين الرئيس عبد ربه منصور هادي وجماعة «الحوثي» التي قام مسلحوها بمحاصرة مبنى وزارة الدفاع اليمنية بصنعاء لعدة ايام، فيما شن زعيم الجماعة، عبد الملك الحوثي، هجوماً عنيفا على الرئيس هادي، متهماً إياه بعرقلة تنفيذ اتفاق السلم والشراكة الذي وقعت عليه الاطراف السياسية في اليمن عقب سقوط «صنعاء» بيد المسلحين الحوثيين، في 21 سبتمبر الماضي. وقال عبدالملك الحوثي، في خطاب متلفز: «إن الرئيس هادي جعل من نفسه مظلة للفاسدين، وأنه كان يتصدر القوى المضادة للثورة الشعبية التي شهدتها اليمن في 21 سبتمبر». وبرغم ما يثار حول الخلافات بين الرئيس عبد ربه منصور هادي، وجماعة المتمردين الحوثيين المدعومة من «طهران»، يرى بعض المراقبين أن تلك الخلافات لا وجود لها وأن ما يتردد في هذا السياق عنها هو عبارة عن تسريبات إعلامية، للتمويه عن حقيقة التحالف السري القائم بين الطرفين، في حين يعتقد آخرون ان التصريحات تعد بمثابة استجداء ايران بعد ان تزايد الضغط الحوثي عليه وتراجعت الدول الاقليمية عن دعم اليمن. ولعل ما يعزز مثل هذا الطرح هو ان تحولا مفاجئاً طرأ مؤخراً في موقف الرئيس هادي، تجاه ايران، وبدا ذلك واضحاً في تصريحات أدلى بها الرئيس اليمني، يوم الأربعاء، خلال تسلمه أوراق اعتماد السفير الإيراني الجديد لدى اليمن، سيد حسن، بعد أن ظلت اليمن ترفض لسنوات استقبال سفير لطهران او ترشيح سفير يمني لدى إيران حيث مازال هناك قائم بأعمال. وفيما هنأ الرئيس عبد ربه منصور هادي، السفير الإيراني بالسلامة من محاولة التفجير التي استهدفت منزله بالعاصمة مؤخرا، واصفا إياها ب»الإرهابية الغادرة».. ودعا ايران لمساعدة اليمن في حربها على الارهاب. ووفقا لما أوردته وكالة الانباء اليمنية الرسمية «سبأ» فقد طالب، الرئيس هادي، إيران بأن تنسجم علاقاتها مع اليمن على أساس القنوات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية بين الدولتين وعلى مستوى الدولة والحكومة وليس على مستوى العلاقة مع الأحزاب أو الجماعات أو المليشيات أياكان اتجاهها أو نهجها، مؤكدا أن « تلك المسألة حيوية ومهمة وتكتسب بعدا سياسيا أخويا على أساس العلاقة بين الشعوب». وفيما أشار، إلى أن إيران دولة إقليمية كبيرة ولها مصالح ونحن في اليمن دولة وحكومة نستطيع حماية المصالح المشتركة والاستثمارات، دعاها إلى الاستثمار في اليمن وتطوير العلاقات على الأساس المتعارف عليه بين الشعوب.