اتهم الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أمس جماعة الحوثيين بالسعي إلى إعادة نظام الإمامة الذي كان يحكم شمال اليمن قبل 52 سنة، وطلب من سفير إيران الجديد في صنعاء خلال استقباله له أن تكف طهران عن دعم ميليشيا الجماعة، وتحصر علاقتها مع دولة اليمن ومؤسساتها الرسمية. في غضون ذلك أغلقت الجماعة أمس البنك المركزي في صنعاء ومنعت خروج أي أموال من دون معرفة وجهتها، كما اقتحمت مقر شركة «صافر» النفطية الحكومية، وعززت وجود مسلحيها في محيط وزارة الدفاع، غداة اقتحام أنصارها الصحيفة الرسمية الأولى في اليمن، وتولّيهم إصدارها بالقوة بعدما رفض الصحافيون التعامل مع أوامر الجماعة. ونقلت وكالة اسوشيتيدس برس عن مصادر رسمية في صنعاء ان الحوثيين أغلقوا ميناء الحديدة ثاني أكبر مرافئ اليمن ومنعوا مديره من دخول مكتبه. ودانت وزيرة الإعلام نادية السقاف اقتحام مبنى صحيفة «الثورة»، الرسمية وقالت إن العدد الذي صدر «لا يمثل الحكومة ولم يخضع لإشراف هيئة التحرير الرسمية، ومن أصدره صحافيون من خارج المؤسسة يتبعون جماعة الحوثي». وبعد تواتر معلومات عن خطة للجماعة لإطاحة الرئيس اليمني، اتهم هادي ضمناً جماعة الحوثيين بالسعي إلى إعادة اليمن إلى النظام الإمامي، وقال خلال لقائه رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي بتينا موشايت»: «هناك قوى تريد إعادة اليمن إلى ما قبل الثورة اليمنية، سبتمبر وأكتوبر، على مستوى الجنوب والشمال... هذا يعرقل الاتجاه السلمي على أساس تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل». وطلب هادي من السفير الإيراني الجديد سيد حسن أثناء استقباله له أمس، وقف طهران دعم ميليشيا الحوثيين. واعتبر أن العلاقة مع إيران يجب أن تكون عبر «القنوات السياسية والاقتصادية بين الدولتين، وعلى مستوى الدولة والحكومة لا على مستوى العلاقة مع الأحزاب أو الجماعات أو الميليشيات أياً يكن اتجاهها أو نهجها». وتغيَّب أعضاء الحكومة الجديدة برئاسة خالد محفوظ بحاح أمس عن حضور جلسة البرلمان، غداة رفض غالبية نواب حزب «المؤتمر الشعبي» الذي يتزعمه الرئيس السابق علي صالح، منحها الثقة، احتجاجاً على اقتحام قوات أمن مقار الحزب في مدينة عدنالجنوبية، وعدم التزام الحكومة السعي إلى رفع العقوبات الدولية عن صالح وإثنين من قادة الحوثيين. وفي سياق آخر، تجددت أمس هجمات تنظيم «القاعدة» في مدينة سيئون وسط وادي حضرموت. وأكدت مصادر أمنية ل «الحياة» انفجار عبوة في دورية للجيش ما أدى إلى مقتل ثلاثة جنود وجرح أربعة. وجاء الهجوم غداة تفجيرين في مدينة رداع (جنوبصنعاء) استهدف أحدهما باصاً لنقل تلميذات مدرسة، ما أسفر عن مقتل 20 تلميذة. وفيما أكدت اللجنة الأمنية العليا مقتل 16 تلميذة إضافةً إلى عشرة مواطنين في هجوم آخر استهدف تجمعاً للحوثيين في رداع أول من أمس، أكدت مصادر أمنية ل «الحياة» توقيف خلية من سبعة مسلحين يُعتقد بتورّطهم بالهجومين».