اقتحمت قوات روسية قاعدة جوية أوكرانية في القرم بالعربات المصفحة وإطلاق نيران البنادق الآلية وقنابل الصوت أمس السبت، في الوقت الذي تخلت فيه القوات الأوكرانية عن قاعدة بحرية بعد هجمات لمحتجين موالين لروسيا. والقاعدتان الموجودتان في بلبيك ونوفوفيدروفكا من بين آخر المنشآت التي لا تزال تحت السيطرة الأوكرانية في القرم بعد ضم روسيا لشبه الجزيرة التي تضم أغلبية من اصل روسي وتوجد بها واحدة من اكبر القواعد البحرية الروسية. وقال صحفي من رويترز إن عربات مصفحة هدمت جدران مجمع في قاعدة بلبيك الجوية وإنه سمع دوي إطلاق نار وانفجار قنابل يدوية. وكانت القوات الروسية استولت بالفعل على المهبط في بلبيك وعلى الطائرات الحربية في بداية الأزمة. ويحتوي المجمع الذي تمت السيطرة عليه أمس السبت على ثكنات ومستودعات أسلحة ومقر قيادة. وقال الكولونيل الأوكراني يولي مامتشور قائد القاعدة إن الروس يأخذونه إلى مكان غير معلوم لإجراء محادثات وإن جنديا أوكرانيا أصيب. وأضاف مامتشور أنه بعد دخول الروس بالقوة قال لجنوده انه سيبلغ القيادة العليا بأنهم ظلوا ثابتين في مواقعهم. وهتف الجنود قائلين «تحيا أوكرانيا». وردا على سؤال عما إذا كان سيعاد سالما بعد المحادثات قال «هذا ما سيتضح. في الوقت الحالي نحن نضع جميع أسلحتنا في مخزن القاعدة.» من جهة أخرى كشف مصدر ديلوماسي روسي رفيع ل« الجزيرة » أمس السبت أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف سيلتقي نظيره الأمريكي جون كيري في لاهاي على هامش قمة الأمن النووي المقرر أن تعقد هناك يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين. وكانت الخارجية الروسية قد ذكرت في وقت سابق أن لافروف وكيري اتفقا على إجراء اتصالات مستمرة حول أوكرانيا، بما في ذلك لمناقشة سبل تخفيف توتر الوضع ودعم إطلاق إصلاحات دستورية بمشاركة كاملة من جميع مناطق هذا البلد. وفي السياق ذاته قال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتايماير إن قرار منظمة الأمن والتعاون الأوروبية بشأن إرسال بعثة مراقبين إلى أوكرانيا يعد خطوة في اتجاه حل الأزمة في هذا البلاد, إلا أنه اعتبر أن هذا القرار لا يعد نهاية للأزمة بل خطوة تعزز الجهود الأوروبية الرامية إلى تخفيف حدة التوتر، مشيرا إلى أن بعثة المنظمة سترسم صورة موضوعية ومستقلة للتطورات في أوكرانيا. وأعلن شتاينماير عشية زيارته التي قام بها إلى كييف السبت أن «الوضع في أوكرانيا لا يزال خطرا وغير مستقر. لذلك فإن من الضروري أن يبدأ المراقبون عملهم بأسرع وقت ممكن». وأشار إلى أن أوكرانيا التي تسير في «طريق صعب للإصلاحات السياسية والاقتصادية تستحق دعما من جانب الاتحاد الأوروبي»، مضيفا أنه سيناقش مع قيادة البلاد أساليب المساعدة الغربية لكييف. يذكر أن منظمة الأمن والتعاون الأوروبية نسقت يوم الجمعة بعد أسبوعين من المشاورات قرارا حول إرسال بعثة خاصة للمراقبة إلى أوكرانيا. ومن المقرر أن تُنشر مقرات المراقبين في عشرات المدن الأوكرانية. من جهة ثانية أعرب المتحدث باسم الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش عن الأسف لقرار المجلس الأوروبي فرض عقوبات إضافية على روسيا، واصفا إياه بالمنقطع عن الواقع. وقال في حديث صحفي أمس السبت، «نعتقد أن الوقت قد حان للعودة إلى الأرضية البراغماتية من التعاون الذي يجسد مصالح دولنا». ومع ذلك فقد أكد لوكاشيفيتش إلى أن «الطرف الروسي يحتفظ بحقه في الرد المناسب على الإجراء المتخذ». وكان المجلس الأوروبي قد نشر الجمعة 21 مارس، قائمة إضافية تضم 12 مسؤولا روسيا بعضهم من القرم، تشملهم العقوبات المفروضة على روسيا على خلفية الأحداث الأخير. ومن بين الأسماء المدرجة في «القائمة السوداء» الموسعة أسماء كل من دميتري روغوزين نائب رئيس الوزراء، وفلاديسلاف سوركوف مساعد رئيس الدولة، ورئيسة مجلس الاتحاد فالينتينا ماتفيينكو، ورئيس مجلس النواب (الدوما) سيرغي ناريشكين ومدير وكالة «روسيا سيغودنيا» الإخبارية دميتري كيسيليوف وغيرهم. إلى ذلك أعلنت وزارة الدفاع الروسية ان أقل من 2000 من أصل 18 ألف عسكري أوكراني كانوا يؤدون خدمتهم في القرم عبروا عن رغبتهم في العودة إلى أوكرانيا. وأضافت الوزارة أنه تم رفع العلم الروسي في 147 وحدة ومؤسسة عسكرية تابعة للقوات المسلحة الأوكرانية المرابطة في أراضي شبه جزيرة القرم. وأشارت إلى أن علم الأسطول الروسي رُفع على متن 54 من أصل 67 سفينة أوكرانية بما فيها 8 سفن عسكرية وغواصة «زابوروجي». وكلف وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو قائد أسطول البحر الأسود الروسي بمنح العسكريين الأوكرانيين الذين رغبوا في مغادرة أراضي القرم إمكانية القيام بذلك بشكل منظم.