قال فريق صحفي في إقليم القرم الأوكراني الذي تسيطر عليه روسيا إن قافلة تضم مئات من الجنود الروس في نحو خمسين شاحنة عسكرية دخلت قاعدة قرب سيمفروبول عاصمة الإقليم أمس السبت. ورافق القافلة ثماني عربات مدرعة وسيارتا إسعاف وعربات صهريج محملة بالوقود وغير ذلك من العتاد. وتقول روسيا إن قواتها الوحيدة الموجودة في القرم هي التي تتمركز هناك بشكل طبيعي ضمن أسطول البحر الأسود التابع لها، وهو تأكيد تصفه واشنطن بأنه من «خيال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين». وتقول كييف إن هناك نحو ثلاثين ألف جندي روسي في القرم في حين تقدر وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) عددهم بنحو عشرين ألفاً، واستولت القوات الروسية على الإقليم الأسبوع الماضي. في السياق نفسه، عاد المراقبون العسكريون التابعون لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا أدراجهم أمس بعد محاولة ثالثة خلال ثلاثة أيام لدخول القرم. وقال مصدر من البعثة «أُرغِمنا على العودة أدراجنا، وأُطلِقَت ثلاثة عيارات نارية تحذيرية ليس بسببنا بل لأنه كان هناك سيارة صغيرة» شوهدت بين السيارات التي كانت تقل المراقبين ونقطة المراقبة. من جانبه، دافع رئيس وزراء شبه جزيرة القرم الموالية لروسيا، سيرجي أكسيونوف، عن قرار إجراء استفتاء على انضمام المنطقة إلى روسيا، قائلا أمس إنه «لا أحد» يمكنه إلغاء التصويت. وكان برلمان القرم الذي يسيطر عليه نواب منحدرون من أصل روسي صوَّت الخميس الماضي لصالح الانضمام إلى روسيا وحدد 16 مارس الجاري موعداً للاستفتاء على ذلك مما يصعد من الأزمة. ونتج الصراع عن الإطاحة بالرئيس فيكتور يانوكوفيتش الشهر الماضي بعد احتجاجات في كييف أدت إلى عنف. ويقول زعماء الاتحاد الأوروبي والرئيس الأمريكي باراك أوباما إن خطة الاستفتاء غير قانونية وستنتهك الدستور الأوكراني. لكن أكسيونوف قال إن الحكومة المحلية ستمضي قُدُماً في الاستفتاء. ونقلت عنه وكالة «إيتار تاس» الروسية للأنباء قوله للتليفزيون الروسي «نواب المجلس الأعلى للقرم اتخذوا قرار سكان القرم وصوَّتوا لصالح إجراء استفتاء في 16 مارس ولا أحد بوسعه إلغاءه». وأضاف أن الاستفتاء دُعِيَ إليه في غضون مهلة قصيرة على هذا النحو «لتجنب الاستفزازات نظراً للوضع المتوتر للغاية في أوكرانيا». وفي أثينا، أعلن رئيس المفوضية الأوروبية، جوزيه مانويل باروزو، أنه «لا يزال يأمل» في جهود تؤدي إلى حل سلمي وتفاوضي في أوكرانيا، مشيراً أمس خلال زيارة للعاصمة اليونانية إلى أن «أوروبا لا تريد أن ترى مواجهة» في هذه الأزمة. وبعدما كرر كلمة «سلام» مرات عدة، شرح باروزو، الذي يشارك في القمة السادسة للمناطق والمدن في أثينا، أن «هدف» الاتحاد الأوروبي بالنسبة لأوكرانيا كان «واضحاً جداً وهو السلام والاستقرار والازدهار». وتابع «ليس لدينا أي طموحات في أوكرانيا، نحاول أن نشرح لشركائنا الروس أن شراكتنا مع أوكرانيا ليست موجهة ضد روسيا ولا نريد مواجهة في قضية أوكرانيا، ما نحن بحاجة إليه هو السلام والسلام الإقليمي والسلام القاري والسلام العالمي». وأوضح قائلاً «لذلك آمل دائما أن يحصل جهد للتوصل إلى حل سلمي وتفاوضي يشمل بالتأكيد الحكومة الأوكرانية»، مضيفاً أن «السلام هو الفائدة الأثمن لأوروبا». والتزم الاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع منح 11 مليار يورو على الأقل لأوكرانيا، التي تقف على شفير الإفلاس، كما قرر الخميس الماضي توقيع اتفاق الشراكة مع كييف قبل الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في 25 مايو المقبل. وأمس، أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن بلاده منفتحة على حوار «نزيه وعلى قدم المساواة» مع القوى الأجنبية حول المسألة الأوكرانية، فيما تسيطر القوات الروسية بحكم الأمر الواقع ومنذ أسبوع على شبه جزيرة القرم الأوكرانية. وفي وارسو، أفاد وزير الخارجية البولندي، رادوسلاف سيكورسكي، بأن بولندا أخلت قنصليتها في القرم جراء اضطرابات مع قوات روسية. وقال سيكورسكي أمس على حسابه في موقع «تويتر» إنه «بسبب استمرار الاضطرابات من جانب القوات الروسية هناك.. أخلينا القنصلية في القرم».