واصل الجيش الروسي تمدده في القرم، وسيطر امس على موقع تابع لحرس الحدود في القرم واحتجز نحو 30 جنديا، بينما اعلن رئيس الوزراء الأوكراني ارسيني ياتسينيوك امس، ان بلاده لن تتنازل "عن شبر واحد من اراضيها" لروسيا، فيما قال وزير الخارجية البريطاني: ان روسيا "أخطأت في الحسابات بشكل كبير"؛ بسبب تدخلها في اوكرانيا، ويمكن ان تواجه عواقب اقتصادية كبيرة اذا لم يتم التوصل الى حل دبلوماسي، وابلغ وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، نظيره الروسي ان خطوات ضم شبه جزيرة القرم إلى روسيا ستغلق المجال أمام الدبلوماسية. وقال رئيس الوزراء الاوكراني في تجمع في الذكرى المائتين لولادة الشاعر الاوكراني تاراس شفتشنكو، رمز استقلال اوكرانيا: "انها ارضنا، لن نتنازل عن شبر واحد منها. فلتعلم روسيا ورئيسها هذا الامر". عمل عسكري من جهته، قال متحدث باسم حرس الحدود الأوكراني: إن قوات روسية سيطرت على موقع تابع لحرس الحدود في القرم امس الأحد، واحتجزت نحو 30 جنديا بداخله. وأضاف عبر الهاتف: إنه تمت السيطرة على قاعدة تشيرنومورسكوي الواقعة على الطرف الغربي لشبه جزيرة القرم دون إراقة دماء. وقال المتحدث: إن القوات الروسية تسيطر الآن على 11 موقعا تابعا لحرس الحدود في القرم. وكانت سيطرة القوات الروسية على المنطقة في جنوبأوكرانيا قبل 11 يوما تمت دون إراقة دماء. والقوات الأوكرانية محاصرة في عدد من القواعد لكنها لم تبد أي مقاومة مسلحة. وكان وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، قال السبت، في مكالمة هاتفية مع وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف: إن خطوات ضم شبه جزيرة القرم إلى روسيا ستغلق المجال أمام الدبلوماسية . روسيا أخطأت من جهته، قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ امس: ان روسيا "أخطأت في الحسابات بشكل كبير"؛ بسبب تدخلها في اوكرانيا ويمكن ان تواجه عواقب اقتصادية كبيرة اذا لم يتم التوصل الى حل دبلوماسي. وقال هيغ: ان الدول الاوروبية يمكن ان تستبدل الغاز الروسي بإمدادات طاقة من الولاياتالمتحدة او غيرها من الدول؛ احتجاجا على تحركات موسكو. وصرح لتليفزيون بي بي سي: ان اجراء استفتاء حول انضمام شبه جزيرة القرم الى روسيا المقرر ان يجري في 16 مارس يأتي "متسرعا جدا". واضاف: ان "العالم لن يعتبر ذلك استفتاء حرا ونزيها". وردا على التلميح الى ان موسكو لا تهتم بغضب الغرب من سلوكها في القرم، قال هيغ: "اعتقد ان الروس يهتمون برد الفعل الدولي على ما فعلوه، فقد كان رد الفعل قويا".وقال: انه اذا لم يتم التوصل الى حل دبلوماسي فستترتب على التحرك الروسي "عواقب تجارية واقتصادية كبيرة". واضاف: ان عقوبات مثل تجميد منح التأشيرات والحظر على السفر "يمكن ان يأخذها الاشخاص المعنيون على محمل الجد". وقال: ان "هذه الأمور ستعني مع مرور الوقت ان التدخل في اوكرانيا كان خطأ جسيما في الحسابات". وحذر من انه رغم عدم وقوع اشتباكات مسلحة بعد، إلا ان عدم احراز تقدم من خلال التفاوض "سيجلب خطرا فعليا من اندلاع نزاع حقيقي". تأكيد أوكراني وكان وزير الخارجية الأوكراني أندريه داتشيتسا، قال: إن شبه جزيرة القرم كانت وستبقى أرضا أوكرانية، وأضاف: إن بلاده تسعى مع القادة الأوروبيين إلى تشكيل لجان تواصل مع الجانب الروسي، مهمتها فتح حوار مباشر بين موسكو وكييف. واعتبر - في تصريحات للجزيرة - أن ما تتعرض له بلاده من قبل روسيا لا يمكن وصفه إلا بالعدوان، وتابع: "لا يمكننا قتال روسيا ولا نرغب في قتالها، نريد أن ننال الدعم الدولي لوقف العدوان، وأيضا نطالب روسيا باحترام اتفاقية بودابست وباقي الاتفاقيات والقوانين الدولية". تظاهرات من جهة أخرى، تظاهر مئات من التشيكيين والأوكرانيين في ساحة فاتسلاف وسط العاصمة التشيكية "براغ"؛ احتجاجا على ما سموه الاحتلال العسكري الروسي لشبه جزيرة القرم. وشارك في المظاهرة وزراء سابقون في الحكومة التشيكية، وطالب المتظاهرون الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بسحب قواته من شبه جزيرة القرم، واعتبروا التدخل الروسي في أوكرانيا انتهاكا للقانون الدولي.