قُتل 6 وأصيب أكثر من 70 شخصا في أربعة انفجارات شهدتها العاصمة المصرية في أوقات متفرقة أمس، استهدف أحدها مديرية أمن القاهرة في الساعة 6.15 صباحاً، عندما انتظر انتحاري قيام رجال الشرطة برفع حاجز يؤدي إلى مبنى المديرية ليصدم بسيارته المفخخة السياج الحديدي ما أحدث حفرة عميقة في الشارع، وأدى إلى تحطم واجهة مبنى المديرية وواجهة المتحف الإسلامي المجاور الذي أدى الانفجار إلى تدمير الكثير من القطع الأثرية التي يحتويها.. في حين أسفر الاعتداء عن مقتل أربعة أشخاص وجرح أكثر من 70 بحسب وزارة الصحة. وبعد ثلاث ساعات وقع الانفجار الثاني لعبوة ضعيفة قرب عربة للشرطة على مقربة من محطة مترو البحوث في حي الدقي بالجيزة؛ ما أدى إلى مقتل شرطي.. فيما أعقب ذلك انفجار ثالث لقنبلة أمام مركز شرطة حي الطالبية القريب من شارع الهرم في الجيزة أسفر عن أضرار مادية .. وقبيل المساء انفجرت عبوة رابعة بالقرب من سينما رادوبيس في شارع الهرم ما أدى إلى مقتل شخص وإصابة أربعة من رجال الشرطة. وقد وقف اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية المصري على موقع الانفجار الذي استهدف مديرية أمن القاهرة، حيث تفقد الموقع بصحبة عدد من كبار قادة وزارة الداخلية فيما فرضت الأجهزة الأمنية طوقاً أمنياً حول البوابة الرئيسة للمديرية. وأوردت مصادر أمنية أنه جار تجميع حطام، حيث يقوم خبراء الأدلة الجنائية والمعمل الجنائي بفحصه لبيان نوع السيارة والمادة المتفجرة وكميتها. وأضافت المصادر أن قوات الحماية المدنية بذلت جهوداً لاستخراج الضحايا من الطابق الأرضي لمبنى المديرية، نظراً لسقوط العديد من الخرسانات بداخله، حيث أدى الانفجار إلى تهشم واجهة مديرية أمن القاهرة بالكامل وسقوط بعض الأسقف بداخلها، وكذلك تهشم واجهات متحف الفن الإسلامي، ومحكمة الاستئناف وبعض المحال والعقارات المجاورة للمديرية. وقال وزير الآثار المصري الدكتور محمد إبراهيم إن التفجير الأول أسفر عن تلفيات بمتحف الفن الإسلامي المواجه لمبنى مديرية الأمن، وأن هناك آثاراً دمرها الحادث. وفي السياق نفسه أعلن تنظيم أنصار بيت المقدس مسؤوليته عن تنفيذ الهجوم الذي استهدف مديرية أمن القاهرة .. ويأتي هذا الإعلان كأحدث حلقة في سلسلة استهداف التنظيم لمواقع أمنية وعسكرية اعترف بالمسؤولية عن تنفيذها. من ناحية أخرى عثر خبراء المعمل الجنائي على جثة مشوهة المعالم جار فحصها، ورجحت مصادر أن تكون للانتحاري منفذ العملية، في حين قام عدد من رجال المعمل الجنائي وعدد من القيادات الأمنية وعلى رأسهم وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم بتفقد جثة الانتحاري المشتبه به في هذا العمل الإرهابي، وقالت المصادر إن الجثة تبدو لشاب في الثلاثينات من عمره. من جانبه أوضح اللواء هاني عبد اللطيف المتحدث باسم وزارة الداخلية المصرية أن الإجراءات الأمنية الموجودة حالياً هي التي أدت إلى تقليل الخسائر، حيث لم يستطع الانتحاري الوصول بسيارته إلى مبني المديرية كما حدث في مديرية أمن الدقهلية بالمنصورة مؤخراً. وقد تعهدت الرئاسة المصرية بالقصاص لقتلى ومصابي الحوادث الإرهابية التي تشهدها مصر، وقالت في بيان لها تعقيباً على الحوادث الإرهابية التي شهدتها القاهرة صباح أمس، إنها ستعاقب من قام بهذا أشد العقاب، مشددة على أن العبث بمقدرات الوطن خط أحمر. وأكد البيان أن مثل هذه الحوادث الإرهابية التي تستهدف كسر إرادة المصريين لن تؤدي إلا إلى توحد إرادتهم وحرصهم أكثر من أي وقت مضى على بلورة أهداف ثورتي 25 يناير و30 يونيو المجيدتين، لتزيد من تصميم مصر دولة وشعباً على اجتثاث الإرهاب من ربوع البلاد كلها، ومن إصرارها على تنفيذ خريطة مستقبل الشعب المصري وإرادته. وقد طالبت حركة 6 أبريل قوات الأمن بحماية المتظاهرين في فعاليات إحياء الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير اليوم السبت، وقال عمرو علي منسق الحركة إن حركة شباب 6 أبريل ليست مع أحد ضد أحد ولكنها مع الوطن وان مبادرتها التي أطلقتها هدفها إنقاذ الوطن من تداعيات الانقسام المجتمعي الحاد وخطابات الكراهية والعنف المسيطرين على كل الأطراف. وأكد أن الحركة ستشارك بكل قوة في 25 يناير للمطالبة بتحقيق أهداف الثورة التي لم تتحقق طوال 3 سنوات ماضية للحفاظ على الوطن مطالباً الجميع بالتزام السلمية والحفاظ على مقدرات الوطن. من جهته أدان الأزهر التفجيرات الإرهابية ووصفها بأنها تمثل الجبن والخسة والوحشية وأنها جريمة ضد الدين والوطن والإنسانية. وأكد الأزهر في بيان له أمس أن تلك الحوادث لن تزيد الشعب المصري إلا إصراراً على السير في طريق البناء والتماسك في مواجهته.