شهدت العاصمة المصرية «القاهرة « أمس الجمعة موجة إرهابية جديدة ، قبل ساعات من إحياء المصريين الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير اليوم السبت حيث استهدفت ثلاثة انفجارات فصلت بينها ساعات قليلة مقرات للشرطة ودوريات،وأوقعت خمسة قتلى بالقاهرة وحدها و8 بالمحافظات وعشرات المصابين،وخرجت مظاهرات بالقاهرة منددة بالارهاب وتطالب الفريق أول عبد الفتاح السيسي بسرعة إعلان ترشحه للرئاسة وتعرض مبنى مديرية أمن القاهرة لعملية إرهابية صباح أمس ،أعلنت جماعة «أنصار بيت المقدس» مسئوليتها عنه ،عندما تم تفجير سيارة مفخخة أمام مبنى المديرية ، فيما أعلنت وزارة الصحة والسكان، أن حصيلة الاشتباكات التى وقعت بالمحافظات، بلغ 8 حالات وفاة و59 مصابًا. لتكون الحصيلة الكلية 13 حالة وفاة 5 بالقاهرة العاصمة،و 4 ببنى سويف، وحالتين بالفيوم، وواحدة بكل من دمياط والمنيا، فى حين وقعت الإصابات بمحافظات دمياط والإسكندرية والجيزة وبنى سويف والشرقية والقاهرة والفيوم والبحيرة والمنيا والإسماعيلية وأسفرت العملية الإرهابية عن الانفجار الباب الأمامي للمديرية وتحطمت أربعة طوابق بالكامل ،وتحطيم جزئي ببقية الطوابق، كما نتج عن الانفجار حفرة في الأرض بعرض 6 أمتار، وانهارت الواجهة الأمامية للمديرية،كما تحطم زجاج واجهة مبنى دار الكتب والوثائق القومية بمنطقة باب الخلق المواجهة لمديرية الأمن ، وتحطمت واجهة متحف الفن الإسلامي ،كما وقع انفجار آخر لعبوة محلية الصنع بشارع التحرير أمام محطة مترو البحوث بمنطقة الدقي بالجيزة ، أسفرت عن استشهاد مجند وإصابة 9 ، ضمن قوة الشرطة المكلفة بملاحظة الحالة الأمنية بشارع التحرير،كما تم إبطال مفعول قنبلة محلية الصنع داخل محطة مترو انفاق البحوث. ووقع انفجار لعبوة ثالثة ضعيفة القوة كانت مزروعة خلف لوحة إعلانات قرب مركز للشرطة على الطريق المؤدي إلى أهرامات الجيزة، بحسب وزارة الداخلية التي أكدت أنها لم توقع إصابات، وانتقلت قوات الحماية المدنية والمفرقعات، وبالفحص تبين أن الانفجار ناتج عن عبوة محلية الصنع، جار استكمال الفحص والوقوف على ملابسات الحادث،فيما تم إغلاق شارع الهرم بالكامل تحسباً لمظاهرات دعت إليها جماعة الإخوان الإرهابية. من ناحيتها أعلنت وزارة الصحة ارتفاع حصيلة قتلى حادث التفجير، الذي تم أمام مديرية أمن القاهرة ل5 وإصابة 76 شخصًا، فيما قالت وزارة الداخلية إن الفحص المبدئي يشير إلى أن الانفجار وقع بواسطة استخدام سيارة مفخخة حال اقترابها من الحواجز الخرسانية التأمينية المواجهة لمبنى مديرية القاهرة، وتواصل أجهزة الحماية المدنية والأدلة الجنائية جهودها في فحص موقع الحادث والوقوف على أسباب الانفجار. من ناحيته أكد وزير الداخلية المصري اللواء محمد إبراهيم خلال تفقده للحادث أن الإرهابيين يسعون لتخويف المصريين من الاحتفال بالعيد الثالث لثورة 25 يناير، مشيراً إلى أن تلك الأعمال لن تؤثر على الخطط الأمنية التي تم وضعها لتأمين الاحتفالات ، داعياً المصريين الى الخروج اليوم لإحياء ذكرى الثورة. فيما قالت نيابة جنوبالقاهرة التى تولت التحقيق أن التحقيقات الأولية ونتائج الأدلة الجنائية كشفت أن جثة الشخص المتفحمة والتى تم العثور عليها بجوار السيارة المفخخة ليس لها صلة بعملية التفجير التى تمت، وأنه تم تحديد شخصية صاحب الجثة وتبين أنه من محافظة بنى سويف. وكشف التحقيقات الأولية، أن صاحب الجثة المتفحمة كان يمر بالمصادفة فى هذا التوقيت، كما كشفت التحقيقات والمعاينة الأولية لمكان الحادث أن عملية التفجير تمت عن بعد باستخدام جهاز ريموت كنترول. وأفادت التحقيقات، أن وراء الحادث أكثر من ثلاث أشخاص استقلوا سيارة «لانسر» كانت تسير خلف السيارة المفخخة وفور ترك السيارة أمام مبنى مديرية الأمن استقلوا السيارة الأخرى وقاموا بعملية التفجير وفروا هاربين. وتحول محيط مديرية أمن القاهرة عقب صلاة جمعة أمس إلى ساحة تجمع فيها آلاف المواطنين ،رافعين الأعلام المصرية ،مرددين هتافات تندد بجماعة الإخوان الإرهابية ،وتدعم الجيش والشرطة في مواجهة الإرهاب،وتوجه المئات منهم إلى مقر وزارة الصحة للتبرع بالدم لإنقاذ الجنود الضحايا،كما انطلقت مسيرة حاشدة من مسجدى الأزهر والحسين إلى مديرية أمن القاهرة ضمت الآلاف ،ورددت هتافات تطالب الفريق أول عبد الفتاح السيسي بسرعة إعلان ترشحه للرئاسة،كما توافد آلاف المصريين الشباب إلى ميدان عابدين القريب من التحرير، للاحتفال بثورة 25 يناير، مرددين هتافات منددة بالإرهاب، وتطالب «السيسي» للترشح للرائسة المصرية،مؤكدين استمرار بقائهم بالميدان من اليوم ، وحتى رضوخ»السيسي» لرغباتهم بالترشح، كما توافد العشرات من شباب بولاق الدكرور أحد الأحياء العشوائية الفقيرة بمحافظة الجيزة إلى محطة مترو البحوث موقع الانفجار الثانى،رافعين الأعلام المصرية، مؤكدين دعمهم للجيش والشرطة، وتكرر المشهد فى عدة مناطق أخرى بمدينة نصر والمعادى وحلوان ومحافظات أخرى. فيما توالت الإدانات المحلية والدولية للعمليات الإرهابية التى تتعرض لها مصر ،حيث تعهدت الرئاسة المصرية بالقصاص من مرتكبي التفجيرات التي وقعت في البلاد، وقالت الرئاسة إن «مثل هذه الحوادث الإرهابية التي تستهدف كسر إرادة المصريين لن تؤدي إلا إلى توحد إرادتهم، وحرصهم أكثر من أي وقت مضى على بلورة أهداف ثورتي 25 يناير و30 يونيو المجيدتين، لتزيد من تصميم مصر دولة وشعباً على اجتثاث الارهاب من كافة ربوع البلاد، ومن إصرارها على تنفيذ خارطة مستقبل الشعب المصري وإرادته»،كما وصفت مشيخة الأزهر العمليات الإرهابية بأنها خروج على مبادئ الشريعة الإسلامية السمحة . على الصعيد الأمني انتظمت حركة مرور مترو الإنفاق، وسط إجراءات أمنية مشددة على الداخلين والخارجين، وتنفيذ حملة تفتيشية لخبراء المفرقعات على محيط محطات المترو، وتم إعلان حالة الطوارئ القصوى بمديرات الأمن والأقسام الشرطية بالمحافظات والسجون المختلفة،فيما شددت أجهزة الأمن من إجراءاتها الأمنية فى الميادين الرئيسية ،حيث تم إغلاق ميدان التحرير بصورة تامة ،وكل الطرق المؤدية إلى وزارة الداخلية القريب من الميدان ،وعززت القوات من تواجدها من رابعة العدوية والنهضة ومصطفى محمود بضاحية المهندسين، والقصور الرئاسية، ودفعت قوات الجيش بمدرعات تابعة لها ووضعت أسلاك شائكة وحواجز حديدية.