شهدت مصر في الساعات الأولى من صباح أمس سلسلة من العمليات الإرهابية، استهدف الأول مديرية أمن القاهرة بوسط العاصمة مما أسفر عن وقوع 4 قتلى، بينهم 3 جنود وأكثر من 70 جريحاً، أعقبه تفجير عبوة ناسفة بدائية الصنع أمام محطة مترو البحوث بمنطقة الدقي، أسفر عن مصرع شخص وإصابة 14 آخرين بجروح، فيما لم يسفر انفجار عبوة بدائية أمام قسم شرطة العمرانية بالهرم عن أي إصابات، وفقاً لما أعلنت عنه وزارة الصحة المصرية أمس. وأعلن مصدر أمني مصري أمس، عن وقوع انفجار رابع بعبوة ناسفة أمام سينما رادوبيس في شارع الهرم بمحافظة الجيزة، مشيرا إلى أن الانفجار أسفر عن وقوع قتيل وعدد من المصابين، وجار حاليا الوقوف على طبيعة الانفجار. وكان لافتاً أن المواطنين الذين تصادف وجودهم قرب مكان الانفجار بادروا إلى رفع أعلام مصر وصور وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي. كما رددوا هتافات منددة بجماعة الإخوان المسلمين، ودعوا الحكومة إلى التعامل بشدة أكثر مع أنصارها. وأشارت مصادر أمنية إلى أن الانفجار الأول الذي استهدف مديرية أمن القاهرة وقع عندما اقتربت سيارة ربع نقل من المبنى، وعندما اشتبه فيها رجال الشرطة، قاموا بإطلاق النيران الكثيفة، أعقبها انفجار هائل نتج عنه تدمير واجهة المديرية، وبعض الأضرار على المتحف الإسلامي المواجه لها، مما نتج عنه تدمير قطع إسلامية نادرة. وقال مدير إدارة المفرقعات بوزارة الداخلية اللواء محمد جمال شوقي إن الانفجار الذي استهدف المديرية، استخدم فيه أكثر من نصف طن من مادة "تي إن تي" شديدة الانفجار. وكشفت تحقيقات النيابة العامة أن التفجير تم بواسطة أجهزة تحكم عن بعد، وأن هناك 3 أشخاص يقفون وراء الحادثة. وبعد ساعات من التفجير أعلنت جماعة "أنصار بيت المقدس" مسؤوليتها عنه. وأدانت رئاسة الجمهورية بشدة التفجيرات التي شهدتها القاهرة صباح أمس، وأسقطت شهداء ومصابين من أبناء الشعب، وأضافت في بيان لها أن "مثل هذه الحوادث الإرهابية، التي تستهدف كسر إرادة المصريين، لن تؤدي إلا إلى وحدة إرادتهم، وحرصهم أكثر من أي وقت مضى على بلورة أهداف ثورتي 25 يناير و30 يونيو المجيدتين، لتزيد من تصميم مصر دولة وشعبا على اجتثاث الإرهاب من كافة ربوع البلاد، ومن إصرارها على تنفيذ خارطة مستقبل الشعب وإرادته". في السياق ذاته، قالت مستشارة الرئيس لشؤون المرأة، الدكتورة سكينة فؤاد في تصريح خاص إلى "الوطن"، إن تفجيرات الأمس قضت تماماً على أي جهود للمصالحة مع جماعة الإخوان الإرهابية، مشيرة إلى أن الشعب لن يسمح لأي من كان بإعادة الحديث عن المصالحة. وأضافت "على الذين يتكلمون عن المصالحة مع الجماعة الإرهابية أن يتوقفوا الآن"، مؤكدة أن تلك الأعمال الإرهابية لن تثني الشعب عن استكمال خارطة الطريق، وسيزيدهم الحادث إصراراً، مشيرة إلى أن الإخوان أثبتوا أن إسقاط المدنيين كان أمراً ضرورياً لاسترداد الحكم. بدورها، أعلنت وزارة الداخلية في بيان لها أمس، أن تلك الأحداث لن تثنيهم عن مواجهة الإرهاب الأسود، مشيرة إلى أن الضباط والجنود عازمون على اقتلاع الإرهاب من جذوره، وأنهم على استعداد لتقديم الشهداء من أجل إعادة الأمن للبلاد. وقال المتحدث باسم الوزارة هاني عبداللطيف إن عدد الضحايا قليل نسبياً، مع الأخذ بعين الاعتبار قوة التفجيرات. وتوالت ردود أفعال الأحزاب المنددة بالأحداث الإرهابية أمس، وأعلن حزب "النور" أن أعداء الوطن لن ينجحوا في تركيع أو تخويف الشعب، وأن مصر ستعبر هذه المحنة شعباً وجيشاً وشرطة، وأضاف الحزب في بيان له أمس، أن تلك العمليات الإجرامية لن تعيد العجلة إلى الخلف، وأن البلاد ستتعافى قريباً. في السياق نفسه، انتشرت قوات الجيش بكثافة في الميادين العامة أمس، وأغلق الجيش ميدان التحرير وميدان رابعة بمدينة نصر والنهضة في الجيزة، استعداداً لتأمين احتفالات ذكرى ثورة 25 يناير اليوم، في كل الميادين والشوارع. وعلى الرغم من تزايد حدة الغضب لدى الشارع ضد جماعة الإخوان الإرهابية، إلا أن بعضاً من أفراد "المحظورة" خرجوا في مسيرات محدودة أمس في عدة محافظات، وتصدت لها الشرطة بالتعاون مع المواطنين والأهالي، واستطاعت أن تفرقها، ونتج عن تلك المشاحنات قتيل بمحافظة الإسكندرية بعد اشتباكات عنيفة بين الإخوان والأهالي والشرطة.