في زمن مضى كانت تقاس الشاعرية إضافة إلى مقومات القصيدة الأساسية بعدد الابيات، فمتى كانت القصيدة طويلة حُكم على شاعرها بالفحولة، رغم ان جُلّ مطولات الشعر تعاني من الحشو الذي لا طائل من ورائه إلا الإطالة، فالشاعر قد يمهد لمعنى معين بعشرة ابياتٍ لا تضيف إلى القصيدة شيئا سوى استعراض الشاعر انه قال قصيدة طويلة، وقد مر بي وربما بالكثير من القراء من يفاخر بان قصيدته قد تجاوزت المائة أو المئتين بيت، وربما كان لسعة الوقت في ذلك الزمان دور بارز في ذلك النهج، حيث كان الشعر هو الوسيلة الوحيدة لتزجية الوقت والمسامرة. والحقيقة ان القصيدة الحقيقية هي التي تعطي لسامعها متعة المعنى الجيد والإدهاش المطلوب والبقاء في الذاكرة والوجدان، وقد جاء الزمن الذي جعل الاختصار لا خيار للشاعر فيه من خلال تغريدات تويتر، وربما انتج ذلك شعراء برعوا في ذلك النهج وابدعوا فيه لم يُسبقوا إليه، ولكن السؤال هل تصل القصيدة إلى ان تكون هي المطلوبة المختزلة ببيت أو بيتين، وان القصيدة متى تجاوزت ذلك الحد اعتّبرت من المطولات فالعلم في تقدم مذهل. وقفة ل/ راكان بن حثلين : ماقل دل وزبدة الهرج نيشان والهرج يكفي صامله عن كثيره