لا يشكك أحد منّا على أن ما يحدث في ملاعبنا الرياضيَّة بات أمرًا معيبًا يجب التصدي له وبحزم، فخروج بعض الجماهير عن الخط المألوف سواء بلفظ أو عمل أو حتَّى عبارة مكتوبة وضع التشجيع الرياضي على فوهة بركان. فالجماهير الرياضيَّة بمختلف ميولها ترفض أيّ عبارات خارجة عن الروح الرياضيَّة أو خادشة للحياء أو ما تتعلّق بالشرف المهني والأخلاقي، وقبل كل هذا ديننا الحنيف ينهانا عن مثل هذه الأمور، ولكن أن يَتمَّ شخصنه الأمور وتحديد مقاسها على جهة واحدة فقط فهذا فيه إسفاف وإسراف في المعاملة بالسلب لا بالإيجاب.. منذ زمن كنّا نسمع بأن الفريق الهلالي له حظوة وحصانة وأنه فوق القانون وغير ذلك من العبارات. سمعنا تلك الأصوات التي طالبت بإقصاء الهلال من جميع المنافسات لأنّه وحسب كلامهم (غير شريف).. بحثنا عن شرف المهنة وشرف التنافس فوجدناهم يطعنون في الذمم ويشكّكون في النوايا ويسلبون شرف الآخرين بلا هوادة لأجل إظهار أنفسهم بصورة المظلوم البائس المسكين.. فمنذ انطلاقة المسابقات الرياضيَّة على مرِّ التاريخ الرياضي بمملكتنا الحبيبة كان للفريق الهلالي حظوة وحصانة ولكن بالمقلوب، فكانت القرارات تُطبّق عليه قبل الجميع، فمجرد كلمة ربَّما ردّدتها الجماهير مرة واثنتان أقصت الجماهير الهلالية من دائرة الوطنيَّة وأقصت الهلال من كل شيء يحمل المعاني الشريفة (حسب كلامهم)، عيونهم وآذانهم تكون مفتوحة عندما يحضر الهلال وتسجل كل صغيرة وكبيرة بينما تصم الآذان وتغلق العيون إذا ما كان الأمر يتعلّق بالغير، فكم مرة سمعنا ترديد الأهازيج القبيحة التي فاحت منها رائحة القذارة في مدرجات بعض الفرق تجاه الهلال ولاعبيه وإدارة وجماهيره وسط صمت مطبق من اللجان المسئولة.. فما أدانوا به الهلال هو ما يدينهم به التاريخ والمنطق، فتلك العبارة التي وردت في البيان الاتحادي والقرار الانضباطي ردّدتها جماهير النصر والأهلي على حد سواء للجمهور الاتحادي وزادت بما أبشع وبادلتهم الجماهير الاتحادية بأوصافة مماثلة وأبشع ولكن مر الأمر بسلام وكأنهم بذلك يقرون تبادل العبارات العنصرية والألفاظ المشينة.. الجماهير النصراوية والأهلاوية والاتحادية تكاتفت في مدرجاتها للسبّ والشتم والنيل من قائد المنتخب الأسبق ياسر القحطاني وبمكبرات الصوت ولكن هذا الصوت لا يصل للجان الانضباط؛ لأنّها مشغولة بالتفتيش عن كلمة تدين جمهور الهلال.. وللعودة لتاريخ قرارات لجان الانضباط نجد أن الفريق الهلالي أكثر من تضرر منها؛ (لأن غيره لم يعامل معاملته) والحقائق لا تقبل التزييف والتلفيق. فيوسف الثنيان أول وآخر لاعب أوقف عن طريق الكاميرا في نهائي كأس ولي العهد 1419ه. سامي الجابر ويوسف الثنيان تَمَّ مضاعفة عقوبتهما لمباراتين بدلاً من مباراة بعد نفس المباراة نهائي 1419ه بعد طرد الأول إيقاف الثاني بسبب لقطة كاميرا ولم يشاركا في المربع أمام الأهلي. أحمد الدوخي طرد في نهائي كأس المؤسس وتَمَّ مضاعفة عقوبته لمباراتين ولم يلعب أمام النصر في المربع 1420ه. إيقاف عبد الله الجمعان والكاتو بعد مباراة بيروزي الإيراني وهي تحت مظلة الاتحاد الآسيوي. الهلال أول فريق تنقل له مباريات خارج أرضه، وهو الفريق الوحيد الذي نقلت له مباريات وهو يلعب خارج أرضه كما حدث في مباراتي الحزم والوحدة، وهو أول فريق يلعب من دون جمهور. وأول فريق يعاقب على ما يسمى بالهتافات العنصرية.. تطبيق القرارات ليست مشكلة ومعاقبة الفرق ليست قضية ولكن المشكلة في آلية القرارات وتباينها وتطبيقها على فريق دون الآخر، فتاريخ القرارات يثبت بأن الهلال ناله العقاب الأكثر من لجان الانضباط بينما غابت العقوبات لأندية مماثلة.. عاقبوا جمهور الهلال واردعوهم إذا بدر منهم خطأ ولكن يجب أن يطال العقاب كل من تسوِّل له نفسه مسّ شرف الآخرين والتهجم عليهم بألفاظ وعبارات عنصرية ومقيتة لكي يكون العدل أساس العمل..