في مقال سابق تحدثت عن أهم المواضيع التي تُعنى بها التنمية البشرية، وهو القلق والقواعد العشر التي نقضي بها على عادة القلق قبل أن تقضي علينا. واليوم سأتحدث عن الطرق السبع لإيجاد نهج عقلي يجلب لنا السلام والسعادة. الطريقة الأولى: ثماني كلمات تستطيع تغيير حياتك، هذه الكلمات الثمانية هي: (حياتنا هي ما تستطيع أفكارنا أن تفعله بها)، وهذا الكلام صحيح، فالإنسان هو بمقدار ما يفكر به، فإذا راودتنا أفكار سعيدة، فسوف نكون سعداء. وإذا ساورتنا أفكار تعيسة، فسوف نصبح تعساء. وإذا فكرنا بأفكار مخيفة، فسوف نصبح خائفين.. وهكذا. هناك لحظات كثيرة من عدم الارتياح تمر بالبشر عامة، فلو استسلمنا لها لوقعنا فريسة للقلق، الخوف، السلبية، ولأصبحنا أشبه بالغلاية بدون صمام، لهذا يجب علينا أن نعالج أنفسنا بأنفسنا، وبدون أي شيء في الدنيا وذلك عن طريق تغيير السلوك العقلي، وتوجيه أفكارنا لتعمل لصالحنا بدلاً من أن تعمل ضدنا. فالظروف الخارجية ليست كلها هي السبب في معاناة البشر، إنما الفكرة عن تلك الظروف هي جزء كبير من السبب. املأ عقلك بأفكار عن السعادة والشجاعة، الصحة والأمل.. اطرد المرارة المتراكمة في عقلك، واتح مساحة للتفكير الواضح العقلاني، فحياتنا هي ما تصنعه أفكارنا. الطريقة الثانية: الثمن الغالي لأن تكون متساوياً نحن عندما نكره من يُؤلمنا او يتسبب لنا في الأذى، فإننا وبكل بساطه نعطيهم سلطة علينا: سلطة على صحتنا، سعادتنا، وضغط دمنا.. وهم قد يرقصون فرحاً فقط لو عرفوا كم يسببون لنا من قلق.. كم يمزقوننا..كم يتساون معنا! إن كراهيتنا لهم لا تضرهم على الإطلاق، لكنها تملأ أيامنا وليالينا ألماً وحزناً وحقداً. لهذا احذف هؤلاء من قائمة علاقاتك، لا تحاول أن تتساوى معهم، لأنك بذلك تضر بنفسك أكثر من إلحاق الضرر بهم . أحب نفسك لدرجة لا تسمح فيها لهم بأن يتحكموا في سعادتك، صحتك، ونظرتك إلى الحياة.. وإن استطعت فسامحهم وانساهم، فلكل إنسان عقاب ما ارتكب من آثام، فلا تغضب من أحد ولا تكره أحداً مهما كان، وعوضاً عن ذلك اشفق عليهم، واحمد الله أن الحياة لم تضعك في مكانهم، وقدم لهم تفهمك لسلوكهم، وتعاطفك معهم، فمن المؤكد أن لينك هذا سيكون له أثر في قلوبهم وإن لم يُظهروه لك. الطريقة الثالثة: إذا فعلت هذا فلن تقلق بسبب الجحود تذكر دائماً أن الطبيعة البشرية ظلت طول الوقت طبيعة بشرية، وقد لا تتغير، فلماذا لا تقبل بها؟ لماذا لا تكون واقعياً حيالها؟، فهناك أناس أنانيون، جاحدون، ذاتيون.. فلم تصبك الدهشة إذا قابلت أيا منهم؟ إذا ظللنا أنا وأنت ندور حول أنفسنا ونتذمر من الجحود الذي يقابلنا به هؤلاء فمن نلوم، طبيعة البشر، أم جهلنا بطبيعة البشر؟، فكن على وعي بهذه الطبيعة البشرية، ولا تتوقع عرفاناً بالجميل، فإذا أصابك شيء منه بحكم الصدفة (لأن الحياة لا تخلو) فسوف يكون مفاجأة سعيدة لك، وإن لم تصادف، فلن تضطرب، ولن يتوجع قلبك. كما أن عليك أن تتوقف عن التفكير في الاعتراف بالجميل أو الجحود، وعوضاً عن ذلك أجزل البذل والعطاء، لأن سعادة العطاء لا تضاهيها سعادة. الطريقة الرابعة: فكر واشكر شعوب كثيرة تعاني من المجاعات ونقص الماء والغذاء، وأفراد كثر يعانون من امراض جسدية استلزمت بتر أحد أعضاء الجسم.. ومع ذلك يبتسمون ويحمدون الله. فلماذا لا تتوقف أنت الآن وتسأل نفسك: من أي شيء أقلق؟ فقد تكتشف أن المسألة غير هامة وغير خطيرة بالمقارنة بغيرها. فحوالي تسعين بالمئة من الأشياء في حياتنا تسير على ما يُرام، وعشرة بالمئة منها خاطئة. فإذا أردنا أن نكون سعداء، يجب علينا أن نركز في التسعين بالمئة الصحيحة، ونتجاهل العشرة بالمئة الخاطئة. أما إذا سعينا إلى القلق والمرارة، ثم أصبنا بقرحة المعدة، فكل ما نكون قد فعلناه أننا ركزنا على العشرة الخاطئة وتجاهلنا التسعين بالمئة الرائعة. (فكر واشكر)، فكر في كل ما يجب أن نكون ممنونين بسببه، ثم اشكر الله لجميع تلك النعم. استيقظ كل صباح وقم بحصر الخيرات التي لا تزال معك، وستجد الكثير، لذا احمد الله. الطريقة الخامسة: اكتشف نفسك وكن من أنت، فليس على الأرض مثلك إن مشكلة أن تكون نفسك، هي مشكلة قديمة قدم التاريخ، وعالمية كالحياة البشرية، فعدم رغبتك في أن تكون نفسك هي الدافع الخفي وراء الكثير من العصبية، الاضطرابات النفسية، والعقد. كن كما أنت، فقد نشأت على أن تكون أنت بكل أخطائك ومحدودياتك، ولن تستطيع أن تكون شيئاً آخر.. فلا تقلد غيرك، اكتشف نفسك وكن كما هي ذاتك. الطريقة السادسة: إذا حزت ليمونة، فاصنع منها عصيراً حلو المذاق عندما تعطيك الحياة ليمونة حامضة، فبدلاً من تمردك الذي سيجلب لك الكثير من المرارة، عليك بتغيير منهاجك العقلي، وحاول قدر استطاعتك أن تحول التجربة البائسة إلى مغامرة مثيرة. وهنا ستشعر بلذة الحياة، ولذة الانتصار عليها. الطريقة السابعة: كيف تتخلص من الكآبة في أسبوعين بكل بساطة، تستطيع التخلص من الكآبة والقلق.. في أسبوعين لو حاولت أن تفكر كل يوم في اسعاد شخص ما. كن رفيقاً، طيباً، متعاوناً، وصديقاً للآخرين وسترى النتائج. فنحن عندما نعطي نأخذ، ومن خلال مساعدة الأشخاص، واعطائهم الحب، سنجدد أنفسنا، نقهر الغل والحزن، ونحصل على السعادة والسلام. وللإستفادة أكثر، فكتاب (دع القلق وابدأ الحياة) لمؤلفه / ديل كارنيجي، من أروع الكتب التي استفاضت في هذا الموضوع، وما ذُكر أعلاه هو موجز مختصر معاد الصياغة لما ورد في الكتاب. الرياض