هبة العقل التي من الله بها على الإنسان كنز ابدي طالما هناك حياة،والاعجب من هذا أن العقل البشري كنز للآخرين حتى بعد وفاة الإنسان، حقيقة لا تحتاج إلى مفسر أحلام، ولا قارئ للكف والفنجان، تحتاج فقط إلى الإيمان بقدرات العقل والفكر، الإيمان بقدرات ذلك المخلوق البشري الذي وان طال الزمان، استطاع أن ينجح في الابتكار والاختراع، ولهذه الحقيقة فقد صنف التفكير على انه أصعب الأعمال وهذا هو السبب في أن القلائل هم الذين يختارونه كعمل،ولأن النجاح الوحيد في الحياة هو أن تستطيع أن تحيا حياتك بالطريقة التي تريدها وفق الإطار المشروع لك، فإن لغة العقول باتت تمثل محورا فكريا بارزاً في حياة الشعوب، لغة يسهل فهمها وإدراجها ومسايرتها في كثير من الأحيان طالما هناك الرغبة في التعلم،قال الإمام أحمد : الناس إلى العلم أحوج منهم إلى الطعام والشراب لأن الرجل يحتاج الى الطعام والشراب في اليوم مرة أو مرتين وحاجته إلى العلم بعدد أنفاسه. من البديهي أن العقل هو الذي يجعلك سليما أو مريضا، تعيسا أو سعيدا، غنيا أو فقيرا، فحقا عليك أن تبادر ببناء بيتك العقلي طوال الوقت، وتأكد بأن لديك ساعة ذهبية تعمل معك لحظة بلحظة، تلهمك القوة والقدرة على بناء صحة متألقة ونجاح وسعادة، بواسطة الأفكار التي تعمل في عقلك، والمعتقدات التي تقبلها، والمشاهد التي تعيد الاستماع إليها في الأستوديو الخفي في عقلك الباطن، لتكتب بنفسك سيناريو تلك الحياة العقلية وتختار إبطالها ومصورها، وبالتأكيد أنت مخرجها، ولا تحتاج إلى من يساعدك في كتابة المشهد الأخير، لأنه حتما وبالفعل سيكون مؤثرا للغاية، وهو ذهاب روحك إلى بارئها، وبقاء فكر عقلك وفكر وجدانك لصديقك الذي يفهمك وبالتالي سوف يلعب دورا مهما في تشكيل شخصيتك حتى بعد رحيلك، ليعرض تجاربك يوميا على كافة القنوات العقلية عند البشر للاستفادة منه في نمو عقلهم، وليأتي من هو بعدك ليكمل المسيرة، ويكتب بعقله وفكرة أجزاء وأجزاء لهذا السيناريو، وتستمر الحياة والإبداع والرقي... حقا اليس هذه هي سنة الحياة !! تلك حقيقة كامنة في عقول البشرية بأكملها وتحتاج فقط إلى المزيد من الاجتهاد والمثابرة، الى الثقة بالذات حول المعتقدات الفكرية البناءة امتثالا لقول النبي صلى الله عليه و سلم: "ما خلق الله خلقا أكرم عليه من العقل". أخشى أحيانا أن نتجاهل رأي العلم في العقل البشري حينما أثبتت اكتشافات العلماء أن خلايا العقل ومائة واربعون مليار خلية، كل واحدة ينشأ حولها زوائد تساعدك على المزيد من التفكير، ولكنها تزيد لو فكرت، و تموت إذا لم تفكر. اجعل من نفسك نافذة أمل تفتح عندما تكون شمس الحياة ساطعة وتبث حرارتها الدافئة على عقلك ووجدانك، ودعنا نفتش سويا عن تلك الساعة الذهبية لعقلك، والفرصة الثمينة لفكرك، واللحظة الماسية لوجدانك، التي تستطيع من خلالها أن تحقق بها طموحاتك، ولكن فقط ما عليك إلا أن تكتب سيناريو أحلامك، تلك الغريزة المباحة التي لا تكتمل بمجرد الوصول اليها، وإنما تكتمل عندما تصل إلى نهايتها. محمد دهشان جدة