فاصلة: (النفوس الكبيرة وحدها تعرف كيف تسامح) - جواهر نهرو - في حالات عقوق للوالدين تبدو القضية أكبر من أن الأبناء طائشون أو غير مدركين لعواقب العقوق. هناك شيء أكبر من أن يدرك العاقون من الأبناء حقوق الوالدين وبرهما إنه عدم قدرة الأبناء بالفعل على التسامح مع الوالدين مما يجعلهم يمارسون ذات الأساليب التربوية التي عانوا منها عندما كانوا صغارا. في حياة كل من يسيء معاملة أبنائه قصص من الاضطهاد الذي مورس عليه في طفولته وسلسلة من المواقف التي تدخل فيها الوالدان بشكل أو بآخر لتغيير حياته العلمية بالضغط عليه لاختيار تخصص دراسي معين أو باختيار الحياة الأسرية، وقبل ذلك الطفولة التي لم تخرج عن دائرة الاضطهاد الذي يمكن أن يكون خفيا وغير ظاهر، مثل التأنيب واللوم والتخويف والتحبيط، التي تترك آثارا سلبية على المدى البعيد في حياة الإنسان وبصرف النظر عن تقييمنا لتدخل الآباء أو تسلطهم مهما كانت المبررات فعلى الأبناء أن يكونوا واعين إلى أن عدم تخلصهم من المشاعر السلبية تجاه أحداث الطفولة والمراهقة، سوف ينعكس على تعاملهم مع أبنائهم إن لم يستطيعوا إدراك أنهم يمارسون نفس الاضطهاد على أبنائهم لأنهم لم يستطيعوا التسامح مع آبائهم والتماس العذر لهم فيما فعلوه، أياً كان فهو في طي الماضي والتسامح هو الخطوة المهمة لعدم تكرار ذلك على الجيل الجديد الذي يحتاج لأن يعيش دون ترسبات الماضي التي لا ذنب له فيها. [email protected]