سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
العنف والانحراف الخلقي أساس المشكلات مستشار قضائي يحذر من إيذاء الأطفال بسبب النزاعات
يحب التفرقة بين التهذيب والتعذيب
النظام الأساسي للحكم بالمملكة كفل حقوق الأسرة
برزت إلى السطح في الآونة الأخيرة مشاكل وأسرار أسرية لم نكن نسمع عنها من قبل باعتبارها من أشد خصوصيات وأسرار البيوت التي لايمكن لأقرب الأقربين الاطلاع عليها فباتت الصحف تطالعنا مع إشراقة شمس كل يوم جديد بعناوين عن حالات تعذيب الأطفال وأخرى عن هروب للبنات وحالات مفزعة عن عقوق الوالدين ولم نقف عند هذا الحد بل تعدى الأمر إلى حالات الاعتداء الجنسي وبتدخل بعض من ذوي القربى توسعت أشكال الإجرام بكافة صورها البشعة فمن هذه الصور المسيئة والظواهر السالبة في مجتمعنا المحافظ اقدام ابن على سجن والده لدى الحقوق المدنية بالعاصمة المقدسة بسبب تأخره عن سداد الشقة التي يقطنها والتي تعود ملكيتها الحالية لذلك الابن (العاق) وهناك قصص أخرى تدمي الأعين وتشيب الرؤوس على إثر سماعها وتتسارع دقات القلوب إذا ما تمت إعادة صورها فالطفلة غصون والتي اعترف والدها لدى شرطة العاصمة المقدسة مبيناً كيف انهال عليها ضرباً ووحشية وكأنها ليست قطعة خرجت للحياة من جوفه هذه الطفلة (غصون) فارقت الحياة متأثرة بالآلام والحسرات وقد تشوهت براءتها وبح صوتها الطفولي البلبلي فلم يعد يسمعه أحد عدا من إليه الأمر من قبل ومن بعد ومع هذا وتلك قصة الطفلة (أريج) والتي لم تكن بأحسن حال من سابقتها (غصون) والتي مازالت قضيتها تدور فصولها حول قيام والدها بتعذيبها حتى فارقت الحياة وبغية منا في الوقوف على مواطن الداء والتوصل إلى فعالية الدواء كانت لنا هذه اللقاءات مع عدد من المواطنين والمواطنات من ذوي الاختصاص القضائي والقانوني والاجتماعي والتربوي من الجنسين فإلى فحواها: صور غير لائقة بداية يقول المواطن عبدالله بن عارف الحازمي إن مانطالعه من صور غير لائقة بمجتمع محافظ إنما هو دلالة على ضرورة تدخل ذوي الاختصاص والمهتمين بكل مايتعلق بالأسرة وشؤونها وقال الحازمي لعل غلاء المعيشة سبب القى بظلاله على أرباب الأسر وأثر في نفسياتهم الأمر الذي قد يخرج رب الأسرة من حالته الطبيعية إلى حالة ملؤها العنف والقساوة ضد زوجته وأبنائه خاصة إذا ما كانت هناك طلبات لزم عليه احضارها للبيت أو أن أحد أبنائه قد بدر منه تصرف غير مرضي وهنا يجد الأب نفسه في وحشية ومنقضاً على من تسبب في إخراج هذا الغضب وعندما يستفيق يكون قد حدث مالا يحمد عقباه. تدخلات الحماة! وأضاف أيمن محمد المحمادي أن من الأسباب تدخلات أم الزوج إذا ماوجدت أن ابنها قد توجهت كل مشاعره تجاه زوجته وهنا تبدأ في محاولات للإطاحة بها من خلال زرع شحنات عاصفة من داخل المنزل من أجل زعزعة هذه الزوجة أمام ناظري زوجها لتدب المشاحنات فيما بين الزوج وزوجته ولا يجني تبعاتها سوى الأبناء. ضعف الوازع الديني وتضيف سارة. ع. ر أن ضعف الوازع الديني هو السبب الرئيسي وهو الخلاص من مضايقات الحياة والخروج إلى بر الأمان والراحة النفسية والذهنية عبر اتباع ما أمر به الله تعالى واجتناب مانهانا عنه وتوصى سارة جميع الأمهات بتقوى الله في السر والعلن وتحملهن المسؤولية كل المسؤولية عما يحدث بداخل مملكتهن وتقول إن البيت الخرب المليء بالمشاحنات غير الثابت إنما هو دلالة على أن الزوجة غير قادرة على زرع المحبة والهدوء في جنبات بيتها وترسيخ قواعد الرحمة في قلب زوجها وأطفالها وإنها ليست جديرة بتحمل أعباء الحياة. مخافة الله هي الأساس أما المواطنة جميلة حسن فتقول: على كلا الزوجين مخافة الله واحترام بعضهما البعض وتقديم جل الاهتمام ببعضهما والرضى بما يقسمه الله والتقرب إليه في التمسك بالاعتصام بحبله المتين وكثرة الأذكار والاستغفار لتنشئة أبناء صالحين بارين محبين لبعضهم البعض وللخير دائماً ومن هنا تنمو النواة وتخرج منها الشجرة المتفرعة الطيبة وقد ترسخت جذورها بكل صلابة وثبات ليستحيل أن تعصف بها الرياح أو الأعاصير لاقدر الله. مراعاة ظروف الطرفين أما المواطنة أزهار حسن تقول يجب أن تراعي الزوجة ظروف زوجها وأن لا تبدي مصلحتها أياً كانت على حساب راحته وأن تهيء أجواء البيت بالحب والحنان والعطف وأن تكون لزوجها أيضاً الأم والأخت والصديقة المخلصة وأن لاتجهده فيما لايقوى عليه وعلى الزوج تقوى الله في زوجته وأولاده في السر والعلن ومشاركتهم أفراحهم وآلامهم والصبر عند الشدائد والاستعاذة من الشيطان والتقرب من الله وذكره وشكره على نعمه الكثيرة. هذه كانت آراء المواطنين والمواطنات حملناها معنا لنضعها بين يدي ذوي الاختصاص بغية نيل العلاج. إيذاء الأطفال تحدث المستشار القضائي الخاص والمستشار العلمي بالجمعية العالمية والصحة النفسية لدول الخليج والشرق الأوسط والعضو العالمي لاتحاد المؤرخين العرب فضيلة الشيخ صالح بن سعد اللحيدان ل(الندوة) قائلا: فيما يتعلق بقضايا الأسرة والأسر عموماً فإنه منذ فترة إلى اليوم قد تفاقمت بعض المشاكل من الأسرة أحياناً تكون كبيرة وأحياناً متوسطة وأحياناً ضعيفة لايؤبه بها وأضاف فضيلته حسب دراساتي القضائية العليا وعلم النفس التطبيقي التشخيصي فإن هناك أسباباً وقفت عليها من ذلك الطلاق بين الزوجين فيكون الابن أو البنت ضحية وأحياناً يكون الأب هو المؤذي وأحياناً الأم خاصة إذا كان أحد الأبوين تربيته السابقة أثناء الطفولة المبكرة مضطربة وهو هنا يسقط نفسياً ماتربى عليه على ولده وأشار اللحيدان أنه قد يتجاوز الأب والأم الإيذاء باسم التربية فيحصل العكس لافتاً يحفظه الله إلى أن من الأسباب سوء اختيار الزوجة أو الزوج لعدم توافق الطبيعتين أو العقليتين وهنا يكون الضحية هم الأبناء وشدد بأن تقديم العاطفة بالنسبة للمرأة أو الرجل تحل المشاكل محذراً فضيلته من العجلة والتهور أو أن تسيء المرأة التصرف فتقحم أهلها في موضوع الخلاف مما ينجم عنه الأذى للأطفال كونهم هم الذين في الواجهة واستطرد قائلاً ومن الأسباب أيضاً انحراف الأب سلوكياً أو أخلاقياً وهذا يجعل البيت قلعة لسوء التربية وتعمد الأذى أو الأم بأن تكون سيئة الاتجاه قبل الزواج وبعده فيحصل أثر عكسي عند العلم بها فيكون الأبناء هنا هم الضحية فيولد لديهم شعور بالنفرة فيقع عليهم التعذيب من طرف أو طرفين وهناك التهم المجردة كأن يتهم ا لرجل زوجته اتهامات لاحقيقة لها إلا في نفسه فقط أو أن تتهم المرأة زوجها اتهامات لاحقيقة لها إلا في نفسها كذلك فيتولد من هذا المبالغة في الغيرة وتفتيش الجوالات وتفتيش الرسائل والتشديد من المراقبة. وقال معلوم أنه في علم القضاء الجنائي الدقيق وعلم النفس التجريبي أن المرء إذا سار في هذا الطريق فإنه يصدق نفسه فيوقع على الطرف الآخر شيئاً لاحقيقة له أصلاً ولفت فضيلته إلى أن من الأسباب خروج الزوجة مع بعض أقاربها دون إذن الزوج وقال إنني ألوم الزوجة هنا أو أن يأتي أحد أقاربها المحارم ليأخذها من بيتها مثل الأب أو الأخ دون إذن الزوج وهذا فيه خطورة بأن ولي الأمر في هذه المرحلة هو الزوج لقوله تعالى(الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض) ونوه الشيخ صالح اللحيدان إلى أن الصحبة السيئة ومشاهدة الفضائيات من الأسباب إذ ينقدح في الذهن أن هذه التي شاهدها أجمل وامتع من الزوجة ومع استمرارية المتابعة قد يمل من الزوجة إذا لم يكن لديه خوف من الله وكذلك هو الحال بالنسبة للزوجة.وبين فضيلته قائلاً ومن الأسباب وهي التي تعرض عليَّ شخصياً دون رسميات هي المخدرات والتي تسبب عبئاً كبيراً على الأسرة من حيث سوء الأخلاق وسوء التربية ويمتد هذا إلى القتل أحياناً ومن الأسباب أيضاً ضعف الوازع الديني لأنه من المعروف أن المرأة أمانة عند الرجل كما وأن الرجل أمانة عند المرأة فيجب أن نوظف هاتين الصفتيت توظيفاً حكيماً عاقلاً لأن منشأ الأسرة في الأصل ليس على تبادل المصالح إنما لتكوين بيت مستقيم وأبناء صالحين ودعا اللحيدان إلى الابتعاد عن الحساسية الزائدة وشدة الملاحظة فيما بين الزوجين. مسؤولية الآباء نحو الأبناء وقال مدير عام هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر بمنطقة مكةالمكرمة الشيخ أحمد بن قاسم الغامدي إنه مما لاشك فيه أن مسؤولية الآباء نحو الأبناء مسؤولية شرعية مرتبطة بأحكام الشرع فلايجوز فيها استخدام القسوة والغلظة تحت مسمى التربية والتهذيب وصور القسوة والغلظة متنوعة إنما المنضبط هو الجانب الصحيح في التربية والتهذيب فيكون الأب في تهذيبه لسلوك أبنائه منطلقاً مما فضل الله تعالى الناس عليه من الرحمة والشفقة بالأبناء حاثاً الغامدي إلى الابتعاد عن كل ماقد ينجم عنه الحاق الأذى بالأبناء لئلا ينشأ عنه عقوق وعناد مشدداً على استخدام الحكمة واللين والرفق في التربية مشيراً الشيخ أحمد الغامدي إلى التدرج في عملية التربية من الأدنى إلى الأعلى مشدداً على أن يزاد في تأديب الأبناء عن الأمر المتعارف عليه عند العقلاء لتحقيق المقصود من تهذيب سلوك الأبناء وقال الغامدي إن القسوة والغلظة تورث أخلاقاً سيئة كالكذب والتحايل والخداع وضعف الشخصية عند الأبناء وربما أورثت أموراً نفسية عميقة وربما كانت سبباً في عقوق البعض منهم أو الاعتداء على أحد الوالدين أو كليهما معاً والله سبحانة وتعالى يقول(ولو كنت فظاً غليظاً لانفضوا من حولك) وقال صلى الله عليه و سلم (كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته). وأضاف الغامدي قائلاً إن هذه الرعية أمانة فلايجوز لمن استرعاه الله تعالى شيئاً أن يسلك فيه مسلكاً لايتناسب مع النصح المحض الذي يعين الجاهل على التعليم والعاصي على التأدب والمعاند على التراجع مشيراً إلى الاقتداء بالمصطفى عليه أفضل الصلاة واتم التسليم في معاملته لأهل بيته وابنائه لافتاً إلى أنه جاء أعرابي فرأى النبي صلى الله عليه وسلم يقبل أحد أبناء فاطمة فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم أو تقبلون أبناءكم والله ان لي عشرة من الولد ماقبلتُ واحداً منهم فقال صلى الله عليه وسلم وهل أملك لك شيئاً إن نزع الله من قلبك الرحمة. وأضاف الشيخ أحمد أن الرحمة للصغار ومن هم تحت رعايتنا أمر فطر الله تعالى الناس عليه فجاء الشارع فحث عليه وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال (إنما يرحم الله من عباده الرحماء) وقد صح عليه الصلاة والسلام (إن الله تعالى يعذب يوم القيامة الذين يعذبون الناس) أو كما قال عليه الصلاة والسلام واستطرد الغامدي قائلاً إن النبي صلى الله عليه وسلم قد نهى عن الكي مع كونه للتداوي لما فيه من التعذيب لقوله عليه الصلاة والسلام ( إنما يعذب بالنار رب النار) فلايجوز لمن استرعاه الله تعالى أن يجنح إلى إيذاء من استرعاه الله تعالى لافي نفسه ولافي جسده وموضحاً أن على الأبناء ممن عقلوا وفهموا أن يجتنبوا المواطن التي تثير آباءهم وأمهاتهم عليهم بعداً عن العقوق محذراً في الوقت نفسه تسببهم في وقوع شيء يغضب والديهما وذلك استجابة لقوله عز وجل(وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا) وقال يجب على الأبناء أن يخفضوا لوالديهم جناح الذل من الرحمة ونوه الغامدي إلى أن التربية مسؤولية عظيمة من حيث بناء العقل أو الجسد وأن الواجب في ذلك أن يراقب الولي الله تبارك وتعالى في هذه المسؤولية حاثاً على تمسك الجميع بأحكام دينهم والعمل بها. قدوة الأسر لأبنائها وطالب الراقي الشرعي الشيخ حسن بن عبدالله الشنبري بأن تكون الأسر قدوة لأبنائها من باب الأخلاق والعبادة وأن يحرص الأب كل الحرص على المثالية حتى يكتسب الابن مايراه في أبيه وأضاف الشنبري إن الأب لايعتني بالمأكل والمشرب والملبس فحسب وإنما بتوجيه الابن إلى العبادة وكذلك الأم لما لها من دور كبير { فالأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق« ودعا الشيخ حسن إلى ضرورة عدم اغفال الآباء مصادقتهم لأبنائهم خاصة في فترات سن المراهقة مشيراً إلى أهمية تقيد المعلمين بأن يكونوا قدوة حسنة في تعليمهم وارشادهم داعياً إلى تضافر جهود أبناء العائلة الواحدة بأن يكونوا على قلب واحد ليستشعر الأبناء بالمسؤولية العظيمة تجاه العبادات وبر الوالدين وغرس حب الأسرة والأهل والأقارب في نفوسهم ناصحاً إلى عدم اختلاق الوالدين المشاجرات أمام أبنائهم في أي حال من الأحوال وعدم معاقبة الابن المخطئ أمام الغير مع تجنب التفرقة بينهم أو تفضيل جنس على الآخر وإشغالهم في كل مايعود عليهم بالخير والنفع وتجنبهم الوسائل المفسدة من الفضائيات وخلافها بمتابعتهم وفق ما أمر به ديننا الحنيف وأضاف قائلاً لقد حضرت إلي ذات مرة امرأة تشكو من ابنها بأنه لايؤدي الصلاة فطلبت منها احضاره في المرة القادمة وعندما أحضرته توجهت إليه متسائلاً لماذا لاتسمع نصائح أمك وتؤدي الصلوات وفي أماكنها بالمسجد فقال لي الابن أنا أسهر الليل كله وأنام النهار فقلت له لماذا فأجابني لجلوسي الطويل في مشاهدة القنوات الفضائية وعندما سألته من جلب هذه القنوات للبيت قال لي الابن والدي فسألته عن والده فأخبرني أنه توفى منذ مايقارب الشهرين وأضاف الشنبري إن النبي صلى الله عليه وسلم ( من مات وهو غاش لرعيته حرم الله عليه الجنة) وقال إن مثل هذا غش للأسرة مشيراً إلى مخافة الله في السر والعلن مشدداً على الأبناء أن بر الوالدين عظيم وكذلك الاحسان إليهم وأن طاعتهما في غير معصية الله تفتح لهم الطريق إلى الخير في الدارين وأن الجنة تحت أقدام الأمهات. الأسرة والنظام الأساسي وأّهاب المشرف العام بالجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بمنطقة مكةالمكرمة الدكتور حسين بن ناصر الشريف على تعامل كافة الإعلاميين مع هذا الملف بكل حكمة وجدية عند طروحاتهم في كونه يمس نواة المجتمع وهي الأسرة مشيراً إلى أن النظام الأساسي في الحكم بالمملكة كفل حقوق كثيرة لهذه الأسرة وأضاف الشريف بأن قضايا الأسرة تأتي في مقدمتها عملية الطلاق مسببة الكثير من المشاكل في الأسرة منها التشتت الأسري الأمر الذي يأتي بالانتقام من خلال تعذيب وضرب الأطفال والحرمان من الوثائق الثبوتية ثم تأتي الحضانة والنفقة وأضاف الدكتور حسين وهناك شق يحدث نتيجة خلط مابين العادات والتقاليد الموجودة مع صفاء وتسامح الشريعة الاسلامية في تفسير الضرب وتعذيب الأبناء وكفاءة الرجل على المرأة فيأتي انتهاك الحقوق وأردف الشريف قائلاً ومن وجهة نظري أن العلاج الأمثل يكمن بداية بالتوعية بهذه الحقوق وتنوير المجتمع بما يحدث في الأسرة وتكفل الحقوق والواجبات لكل أطراف الأسرة ووجود نظام يجرد العنف ضد المرأة والطفل بجانب تركيز مناهج التعليم ووسائل الإعلام على أهمية الأسرة وتوجيهها منوهاً إلى الدور الذي تقدمه المحاكم من خلال الأحكام التي تصدرها وقال الشريف إنها في غاية الروعة والجمال والقوة في الحفاظ على ترابط المجتمع وردع كل من يحاول التعسف وتفكك الأسر وأضاف قائلاً يجب أن يكون التعامل بين الأسر تعاملاً إنسانياً على نهج نبراسنا وقدوتنا رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم فكان صلى الله عليه و سلم يساعد زوجاته وأبنائه وحنوناً عليهم إذ لابد من المحبة والتسامح والعطف والحنان فبدونها لن تستقر حالة الأسر فواجب الأب رعاية وتربية أبناءه وعلى الأبناء التعامل برد الجميل وفي طاعة الله بالبر للوالدين وإن كان من الملاحظ تعسف بعض الآباء في استخدامهم للسلطة الذكورية على الأبناء بجانب عقوقهم تجاه ابنائهم فإن عليهم أن يدركوا حقيقة أن هؤلاء الأبناء ليسوا ملكهم إنما هم أمانة في أعناقهم ولهم حقوق تؤدى لهم وهي واجب على الآباء كفلته شريعتنا السمحاء ودعمته الأنظمة المحلية والدولية لافتاً إلى الأبناء بضرورة التعامل الحسن مع الآباء مشيراً إلى أن فيه من الأجر الكثير أيضاً عدم الغفلة أو التهاون تجاه حقوق الوالدين قال تعالى(وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا). أسباب أسرية تنشئية وتوضح الأخصائية الاجتماعية الاستاذة اعتدال مقبول الحربي أن العنف الأسري هو أشهر أنواع العنف البشري انتشاراً في زمننا الراهن رغم أنه لم يتم الحصول على دراسة دقيقة لتبيان نسبته إلا أن الآثار بدأت تظهر بشكل ملموس على السطح مما بنبئ أن نسبته في ارتفاع وتحتاج من كافة أفراد المجتمع التحرك وبشكل سريع وجدي لوقف نموه وإصلاح مايمكن إصلاحه وتضيف الحربي أن العنف الأسري كما عرفته منظمة الصحة في عام 2002م هو سلوك يصدر في إطار علاقة حميمة ويسبب اضراراً جسيمة ونفسية جنسية لأطراف تلك العلاقة وتستطرد اعتدال قائلة إن للعنف الأسري أسباباً كثيرة ومختلفة منها أسرية تنشئية كأسباب ذات علاقة بنمط التربية والتنشئة الأسرية كالعنف المدرسي الممارس ضد الطلبة من معلميهم أو اقتصادية كالفقر أو البطالة أو الاعتماد على دخل واحد أو انخفاض مستوى الدخل وعدم الزيادة الدورية المواكبة لنسبة التضخم أو أن تكون أسباباً تعليمية ومهنية كانخفاض مستوى التعليم أو تدني مستواه التدريبي الفني والتأهيلي المهني وعدم مواكبته مع العصر، وتستطرد اعتدال الحربي قائلة وهناك اسباب اجتماعية من خلال الاعتقاد السائد أن استمرار الحياة الزوجية يعلو فوق كل اعتبار وتجاهل العنف وقبوله اجتماعياً بشكل نسبي على اعتبار الحديث عن العنف الأسري موازياً لهدم الأسرة وتقاليدها وقيمها وأيضاً من الأسباب ضعف الوازع الديني والثقافة الدينية وهناك أيضاً أسباب ثقافية إعلامية من خلال بث البعض لنماذج سيئة ونشر مفهوم خاطئ عن القوامة الحقيقية والابتعاد عن الطرح العلمي والديني المفهوم لكل مافيه التنشئة الحقة عن القوامة ولفتت الحربي إلى أنه لا يوجد أي اختلاف حول أهداف الآباء تجاه تربيتهم لأبنائهم ولكن قد يأتي عند البعض أكثر ضرراً وقد يكون ناتجاً عن ضغوط عملية أو مستلزمات أسرية مايؤدي به إلى تفريغ كل هذا على ابنه أو زوجته وبشكل عنيف داعية الجهات المعنية إلى تكثيف الاستشارات النفسية والأسرية الاجتماعية على أفراد الأسر وكذا المقبلين على تكوين حياة أسرية جديدة وإيجاد خطوط ساخنة على مدار الساعة للرقي بمستوى الاستشارات وتكثيف وتفعيل أدوار خطباء المساجد وأئمتها عبر إيجاد حلقات توعوية تثقيفية اضافة إلى الاستفادة من الدور التخفيظية الخاصة بالنساء بجانب الرفع من مستوى الاخصائيين والاخصائيات للتعامل الأمثل تجاه بعض الأسر التي تظهر بها بعض أساليب العنف من أجل الحفاظ على ترابط الأسر وتقويتها بعد نفض الغبار عن علاقتها. التفرقة بين التعذيب والتهذيب ويرى المحامي والمستشار القانوني في القانون الدولي الخاص الدكتور ابراهيم بن احمد زمزمي أن هناك محاور مهمة وهي التفرقة بين التعذيب والتهذيب وماهو الموقف الشرعي والنظامي حيال الاثنين وواجب الاعلام المطلوب عند التحدث حيال ذلك فالتعذيب هو الفعل الذي يتجاوز حد التأديب سواء النفسي أو البدني مما يؤثر سلباً على الشخص الموجه إليه الفعل وأضاف الدكتور زمزمي بأن التهذيب هو الفعل الذي يقف إلى حد الاعتدال بغية التقويم للسلوك الصحيح وقد يكون بالعقاب البدني أو النفسي شريطة ألا يتجاوز المعقول ولايؤثر على الشخص سلباً واستطرد الزمزمي قائلاً إن التعذيب أمر لايمكن قبوله شرعاً أو نظاماً حيث كفلت الشريعة الاسلامية السمحة الحرية والأمان لكل إنسان ولايبرر ذلك للآباء أو الأمهات أو المربين تخطي حدود التأديب إلى مرحلة العنف وصولاً إلى التعذيب إلا أنه يحق للوالدين تأديب أبنائهم وهذا من أسباب الإباحة المكفولة لهم شرعاً لكي يدرأوهم عن الخطأ ويوجهوهم إلى الصواب سواء كان ذلك بالعقاب البدني أو الردع المعنوي في حدود استعمال الحق الممنوح لهم. مشيراً الزمزمي إلى أهمية دور الاعلام في الوقوف بمنطقة الحياد الفاصلة بين الجانب المضيء والآخر المظلم وأنه ليس من الواقعية الاشارة إلى العنف الأسري وتصوير الآباء والأمهات كمجرمين دونما تسليط الضوء إلى الجانب الايجابي المضيء الذي يحتاج إلى ضرورة هذا الردع لذلك الابن أو الابنة بغية تنشئتهما بشكل صالح وسليم محملاً الزمزمي خروج بعض وسائل الاعلام عن الحياد عند مناقشتها وتصنيفها لبعض القضايا الأسرية وقال إن هذا من الأسباب الرئيسية في شطط وتمرد الأبناء على أولياء أمورهم في اعتقاد منهم أن ماينشر يكفل لهم الأمان وقال آمل أن تتدارك الوسائل الاعلامية عندما تبث المعلومة أن تكون كخيوط الشمس لتدخل نافذة كل أسرة فالقلم أمانة يكتب عليك قبل أن يكتب به ونوه الزمزمي إلى فقدان التأديب أو التهذيب سواء في المنزل أو المدرسة وباتت نتائجه أكثر سلباً وهناك عقوق الوالدين وإساءة الأدب مع المعلمين والانحراف الخلقي وغيرها وهي تؤكد غياب الوازع الديني والأب المربي الصالح والأم الصالحة المربية والاعلام الصادق الذي يسعى للتجبير على الخير لا للبتر عن طريق الشر الذي تهمه سلامة وراحة أبناء مجتمعه بغض النظر عن مصلحته الشخصية أو الذي ستجنيه الوسيلة التابع لها.ولفت الدكتور ابراهيم إلى أن الأم هي المسؤولة في المقام ا لأول كأم وزوجة فالأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق. المدرسة والأسرة روح واحدة في جسدين ويقول الاستاذ بدر عايد الحربي (معلم) كوني تشرفت بحمل مهنة التعليم فإني أرى أن المدرسة والأسرة روح واحدة في جسدين فكل منهما مكمل للآخر وهناك بعض النماذج غير المحببة في مجتمعنا الاسلامي وقفنا عليها فمثلاً زوج يضرب زوجته أو العكس أن ينهال أب أو أم على طفلهما وهناك بعض الأبناء والفتيات يطالعوننا في أبشع صور العقوق متناسين غضب الله عليهم والذي أوصى ببر الوالدين والاحسان إليهما والدعاء لهما بالرحمة وطالب الحربي بالرجوع إلى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وعلى الزوج أن يكون أكثر تفاهماً مع أبنائه وأن يكون مجالساً لهم حتى يستشعر احتياجاتهم ويؤكد قربه منهم بكل صور الأبوة الحانية بعيداً عن التفريق فيما بينهم وعليه أن يعي أن ماسيزرعه هو الذي سيحصده فليزرع خيراً ليجني نفعه وفوائده.