ما الذي يجعل كتابة الشاعر لقصائده تتفاوت من قصيدة إلى أخرى؟ فقصيدة تجيء كفكرة ومشاعر تحتدم في الفكر والوجدان أياماً تؤرق صاحبها، وتقض مضجعه، ولا تجيء، وقد تجيء على غير ما كان يحس به من فورة يظن أثناءها أنه سينجز نصاً مدهشاً يُضاف إلى قصائده المذهلة. ولنا أن نتصور حالة شاعر كهذا ومشابهته لمستمطر ظل ينتظر هطول المطر من سحابة ملأت السماء برقاً ورعداً، وتفرقت دون.. وتفرقت كما تكونت. وقد يمر بالشاعر أن تلمع في ذهنه فكرة أو صورة رائعة وجديدة، يسجلها في بيت لافت مكتمل العناصر، لكنه حين يستدعي الشعر لأن يصبح البيت قصيدة كاملة يعجز عن ذلك؛ ليتحول إلى ناظم رديء، يكتب بمعرفته بالشعر لا بإحساسه به، وقد تظهر أبياته لا كقصيدة بل لعدد من الأبيات لا يربط بعضها ببعض أي رابط مقنع؛ ليحصل في آخر المطاف على نص مشوّه يسيء إلى شاعره أكثر مما يضيف إليه. وقد يكتب الشاعر بيتاً جميلاً لا يستطيع جعله قصيدة، فيتركه دون إضافة أبيات تشوهه كما في الحالة السابقة، وهنا يقف من يحترم الشعر لشاعر لم يتحايل على مشاعره أن تمده بما يجعل من بيته المدهش قصيدة رديئة، وقد يجيء يوم يحس الشاعر فيه أنه آن أوان إكمال البيت فيكمله، ويظهر بنص مدهش.. وقد سمعت من أكثر من شاعر أنه كتب بيتاً، وتركه سنوات، وأكمله الإكمال الذي كان يتمناه. إن أجمل الشعر وأكثره بقاء وأثراً وتأثيراً أن يبدأ الشاعر في كتابة قصيدته وتكتمل بتلقائية متناهية، يطير بها فرحاً لاكتمالها المنشود دون تخطيط. وقفة لعبد الله البردّوني: وحدي مع الشعر هزّتني عواطفه فرقّصت عطفه النشوان رنّاتي وهبّت للشعر إحساسي وعاطفتي وذكرياتي وترنيمي وأنّتي فهو ابتسامي ودمعي وهو تسليتي وفرحتي وهو آلامي ولذّاتي أحيا مع الشعر يشدو بي وأنشده والخلد غاياته القصوى وغاياتي [email protected] تويتر alimufadhi