كان حلم الشاعر أن يجمع العدد الكافي من القصائد التي تكوّن ديوانا يدفع به إلى المطابع ليحصل على حيز في أرفف المكتبات التجارية التي تقوم ببيع ديوان الشاعر وكان يشاركه ذلك الحلم قارئ متعطش تدفعه اللهفة على العثور على كتاب أو ديوان جديد يحتفظ بنسخة منه يزين بها مكتبته الخاصة ويحس إحساس الغبطة والنجاح بحصوله عليه. وقد شهدت في سنوات مضت من طبع من ديوانه بالآلاف وبيعت كاملة خلال فترة وجيزة وقام بطباعته ربما أكثر من طبعة أما اليوم فلم يصبح الشعر ذلك المطلب العزيز الذي لا يمكن الحصول عليه بسهولة فقد أصبح الشعر أقل أهمية من ذي قبل لوفرته الطاغية ورداءته الواضحة وأصبحت تبعا لذلك طباعة الديوان مجازفة كبرى لايقدم عليها إلا القليل من الشعراء. وقد لعبت الشبكة العنكبوتية دورا كبيرا في تردي مستوى الشعر حيث لا رقيب على ما ينشر من شعر إن سلم من كثير من التجاوز الفج للذوق العام لم يسلم من رداءة الطرح وسطحية الفكر مع ما يحسب لتلك الشبكة من إيصال القليل من القيم الذي يبحث عنه القارئ الواعي والدليل ما يرويه من قاموا بطباعة كتبهم ودواوينهم ولم يجدوا من لديه الرغبة في توزيعه أو عرضه لإعراض القارئ عن شراء الكتب بشكل عام. [email protected] تويتر alimufadhi