زار مهرجان سوق هجر الثقافي الذي تنظمه غرفة الأحساء مع لجنة التنمية السياحية، وزير الزراعة الدكتور فهد بالغنيم.. وكان في استقباله رئيس مجلس إدارة الغرفة صالح بن حسن العفالق، وأمين الغرفة عبد الله النشوان، ورئيس اللجنة التنفيذية للسوق عبد اللطيف العفالق.. حيث أخذ بالغنيم جولة تفصيلية على المهرجان شملت كافة الأركان والفعاليات، واختتمها بحضوره عرض ملحمة «الجرهاء.. المدينة المفقودة»، حيث وجَّه بالغنيم شكره لرئيس غرفة الأحساء على دعوته حضور فعاليات السوق.. وأنه تعلم شيئاً جديداً تاريخياً.. وقال: لم أكن أتوقع أن أشاهد جهداً بهذا المستوى، جهد بدني وفكري وثقافي، والحضور لسوق هجر فيه فائدة، فهو يجعل الإنسان يدرك مدى عمق الحقبة الزمنية التي مرت بها الأحساء، ومن المعروف تاريخياً أن الحضارات تبنى على ضفاف الأنهار، وهذا يُؤكد أن الجرهاء منبع ثقافة وتاريخ، وتُعد الزراعة مصدراً للحضارات كلها والاستيطان عند مصادر المياه، وإلى وقتنا الحاضر ما زالت الأحساء والحمد لله منطقة زراعية، وإن كان هناك بعض المعوقات بمحدودية مصادر المياه، والجهود المبذولة من الدولة والمواطنين تأتي أُكلها الآن، والمستقبل سيكون أكثر عندما تزيد التوعية في حسن استغلال الماء، وستكون - بإذن الله - الأحساء رائدة في المجال الزراعي على مستوى المملكة. وعلَّق بالغنيم بأن السياحة الداخلية مهمة جداً، لأن الكثير من المواطنين لم تتح لهم فرصة الاطلاع على مواقع كثيرة في الوطن سياحية وأثرية، لذلك انتشر لديهم الرغبة في التنقل داخل البلاد، والاطلاع على الإمكانيات السياحية والثقافية، ووزارة الزراعة لها تواجد في جميع مناطق المملكة وتملك مواقع مؤهلة أن تكون جاذبة سياحياً، وبالتنسيق مع هيئة السياحة والآثار تم وضع تنظيم لاستغلال المواقع السياحية بالمشاركة مع القطاع الخاص، لذلك بدأت وزارة الزراعة بطرح مواقع لاستثمارها في التنمية السياحية، في ظل مؤشرات جداً متميزة في تزايد عدد المواقع التي تم استثمارها من قبل القطاع الخاص. نقوش الحناء جواهر المريحل إحدى ناقشات الحناء المشاركات في مهرجان سوق هجر الثالث والتي تُشارك فيه لأول مرة تقول: أنا هوايتي الرسم والفن التشكيلي ثم حاولت الرسم بالحناء وتدربت عليه قليلاً حتى أتقنته، فهو يحتاج لشيء من الدقة، وتحمس للمشاركة في المهرجان بعد ما سمعت من الصديقات، وفعلاً وجدت إقبالاً كبيراً من السيدات والأطفال تجاوز حتى الآن أكثر من 300 سيدة وطفلة قمت بالتنقيش لهن، والمردود المادي محفز جداً لمشاركات قادمة. الخواصة أم حسن في إحدى زوايا المهرجان تجلس الخالة أم حسن التي امتهنت حرفة الخواصة منذ أكثر من 45 عاماً وتقول: ورثت هذه المهنة من أجدادي وعلّمتها لأبنائي الذكور والإناث للحفاظ عليها، وأعمل العديد من المنتجات كالحصير والسفر والسلال وغيرها، وما زالت تجد إقبالاً كبيراً من زوار المهرجان، وتأتيني طلبات خاصة حتى من خارج المملكة، وفيها مردود مادي جيد أعيش أنا وأبنائي عليه، فهي مهنتنا التي نقتات منها، وأضافت: شاركت في مهرجان الجنادرية أكثر من 15 مرة متواصلة، وهذا أعتبره شرفاً كبيراً لي أن أُمثل الأحساء في إحدى الحرف التي كانت منتشرة. الخباز في إحدى زوايا القصر يجلس العم عبد الرحمن الربيعة أمام تنورة يخبز في جد ونشاط.. خبزه الذي عرفه الناس به، وسط إقبال كبير من زوار المهرجان - رجالاً ونساءً - ليتمكنوا من شراء أرغفة الخبز، وذكر العم أبو فهد أنه منذ 54 عاماً وهو يزاول مهنه الخبازة التي تعلمها من أحد أصدقائه الذي ما زال يعمل معه، كما أنه شارك في مهرجان الجنادرية أكثر من 15 مرة، كذلك مشاركات عديدة في مهرجانات وفعاليات تراثية في مناطق المملكة. وقال بعفوية: أحمد الله كثير كلما رأيت إقبال الناس للشراء، فهذه بركة من يصدق الله في نيته وعمله يبارك له ويوفقه ويحبب فيه الناس ويرزقه، وأضاف: أجهز العجين للمشاركة في المهرجان منذ الساعة الحادية عشرة صباحاً، ويتكون من خمسة عناصر هي التمر والدقيق البر والملح والخميرة والماء، وبعد الحضور للمهرجان عصراً أبدأ في الخبز حتى الليل. وأضاف العم أبو فهد: هذه الحرفة بعد وفاتي أنا وصديقي ستندثر لأنه لا يُوجد غيرنا سعوديون في الأحساء يتقنونها، أما البقية فهم أجانب ويفتقدون النفس الأحسائي في صنع الخبز، وأنا مستعد لتدريب وتعليم هذه الحرفة مجاناً لكل من يرغب تعلمها، وأدعو كل من له علاقة بالحرف القديمة دعم تعليمها وتدريبها للجيل الجديد حتى لا تندثر، فقد حاولت تعليم أبنائي حرفتي لكنهم رفضوا وأبدوا عدم رغبتهم تماماً في تعلمها للأسف، لكني على أتم الاستعداد لتعليمها الشباب تحت أي جهة تدريبية أو تعليمية للحرف.