الغزل غرض من أغراض الشعر، يعبر به الشاعر عن أحاسيسه ولواعجه، وقد كان الشعراء العرب يبدؤون قصائدهم الحماسية والاجتماعية بالنسيب (الغزل) فهذا كعب بن زهير يلقي قصيدته بين يدي رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في المسجد ويبدؤها بالغزل قائلاً: بانت سُعاد فقلبي اليوم متبولُ متيم إثرها لم يُفدَ مكبولُ وما سعاد غداة البين إذ رحلوا إلا أغن غضيض الطرف مكحول واستمر الشعراء الأقدمون يفتتحون قصائدهم بالنسيب والتشبيب، لكن المتنبي (الشاعر المعروف) له رأي آخر في ذلك، حيث قال: إذا كان شعر فالنسيب المقدمُ أكل فصيح قال شعراً متيمُ وعُرف من شعراء الغزل ناس كثير منهم: عمر بن أبي ربيعة، كثير عزة، جميل بثينة، جرير بن الخطفي. إلا أن الغزل الذي أعنيه هنا هو الغزل الجميل الذي يلمح ولا يصّرح والذي يسمونه (الغزل البريء) ومن قصائد الغزل المشهورة في الأدب العربي قصيدة جرير التي بدأها بقوله: إن العيون التي في طرفها حَورٌ قتلننا ثم لم يحيينَ قتلانا إن الغزل ملازم للعشق وهو أيقونة الشعر ومصدر جماله ورونقه. - إبراهيم بن سليمان الوشمي [email protected]