أبرق العزاف، والأبرق عبارة عن جبل من الرمل والصخور ويقع أبرق العزاف شرق مدينة الحناكية واقترب منه طريق المدينة والقصيم حالياً ، سمي أبرق العزاف – كما يقال – يسمع في بعض الليالي صوت عزف يشبه صوت الآلات الموسيقية والعرب تقول بأن بأبرق العزاف من الجن أكثر من ربيعة ومضر، ويسمى الأبرقية ويطلق عليه حالياً القوز. وكم مرّ الكاتب بجواره ولكن نهاراً خوفاً من سماع العزف ليلاً ( في بعض الليالي ) كما يقولون . وقد ورد أن كعباً وبجيراً ابنا زهير بن أبي سُلمى كانا يرعيان الغنم في أبرق العزّاف وعندما سمعا بخبر النبي صلى الله عليه وسلم أرسل كعبٌ أخاه بجيراً ليعرف أمر محمد صلى الله عليه وسلم في المدينة ، فلما وصل بجير إلى المدينة ، أسلم، وكتب إلى أخيه بذلك، فكتب إليه كعبٌ شعراً يذمه لتركه دين أجداده، ويهجو رسول الله صلى الله عليه وسلم. فأطلع بجيرٌ رسول الله صلى الله عليه وسلم على الشعر، فأهدر رسول الله صلى الله عليه وسلم دمه، وبعد عودة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة من غزوة الطائف، أرسل بجير إلى أخيه ويحذره وينذره، ويطلب منه القدوم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنه لا يقتل أحداً جاء تائباً فقدم كعبٌ المدينة متخفياً، ونزل على صاحب له، فأوصله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأعلن إسلامه، وأنشد رسول الله صلى الله عليه وسلم قصيدته " بانت سعاد " فأهداه رسول الله بردة كانت عليه .. وهذه البردة وصلت إلى خلفاء بني أمية ثم إلى خلفاء بني العباس، وقد بدأت البردة: بانت سعادُ فقلبي اليومَ متبولُ متيمٌ إثرها لم يفْدَ مكبولُ وما سعاد غداة البينِ إذ رحلوا إلا أغنُّ غضيضُ الطرفِ مكحولُ تجلوا عوارض ذي ظلم إذا ابتسمت كأنه منهل بالراح معلول.