شن الطيران الحربي السوري أمس الأحد غارة جوية على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوبدمشق، ما أدى لمقتل 8 أشخاص بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي تحدث عن اشتباكات في داخل المخيم. وقال المرصد: قتل 8 مواطنين على الأقل اثر الغارة الجوية التي تعرض لها مخيم اليرموك بحسب نشطاء من المخيم مشيراً إلى ان العدد مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى بحالة خطرة. وقال سكان في المخيم لوكالة فرانس برس: ان صاروخا استهدف مسجد عبد القادر الحسيني الذي يؤوي 600 نازح من أحياء دمشق. ويعد مخيم اليرموك الأكبر للاجئين الفلسطينيين في سورية ويضم150 ألفا من قرابة 400 ألف لاجئ يقيمون في دمشق وريفها. ويبلغ مجموع اللاجئين الفلسطينيين في سورية نحو 520 ألف شخص بحسب أرقام منظمة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) . وتحدث المرصد عن اشتباكات عنيفة بين مقاتلين من اللجان الشعبية التابعة للجبهة الشعبية - القيادة العامة (الموالية للنظام السوري) من جهة ومقاتلين من كتيبة المهام الخاصة لأسود التوحيد وكتيبة البراء بن مالك وكتيبة الفهود السود وكتيبة مغاوير فلسطين وكتائب أخرى من المعارضة المسلحة تحاول السيطرة على المخيم. وافاد ناشط في اليرموك قدم نفسه باسم أبو محمد وكالة فرانس برس عبر الإنترنت ان المخيم يعيش حالياً حالة حرب حقيقية جراء هذه الاشتباكات وحملَّت القيادة الفلسطينية أمس النظام السوري مسؤولية سقوط قتلى من اللاجئين الفلسطينيين في مخيم اليرموك. وقال ياسر عبد ربه أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية (نحن نحمل بشار الأسد ونظامه مسؤولية هذه الجريمة في مخيم اليرموك التي تكشف بشكل واضح ان هذا النظام لا يعرف حدوداً لنهجه الإجرامي في القتل والتدمير. بدوره دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس في بيان بثته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) الأطراف المتصارعة في سورية إلى تجنيب الشعب الفلسطيني ومخيماته في سورية ويلات هذه المعارك الدائرة في سورية، داعياً إلى عدم إقحام أبناء الشعب الفلسطيني ومخيماته في الصراع الداخلي فيها. سياسياً أكد نائب الرئيس السوري فاروق الشرع أمس ان أياً من نظام الأسد أو معارضيه غير قادر على حسم الأمور عسكرياً في النزاع المستمر منذ 21 شهراً داعياً إلى (تسوية تاريخية) لإنهائه. وقال الشرع في حديث إلى صحيفة (الأخبار) المؤيدة للنظام السوري أجرته معه قبل يومين في دمشق وتنشره اليوم الاثنين انه (ليس في إمكان كل المعارضات حسم المعركة عسكرياً كما ان ما تقوم به قوات الأمن ووحدات الجيش لن يحقق حسماً. واعتبر الشرع بحسب مقتطفات وزعتها الصحيفة أمس الأحد ان (تراجع عدد المتظاهرين السلميين) الذين أطلقوا في منتصف مارس 2011 احتجاجات مطالبة بإسقاط النظام أدى (بشكل أو بآخر إلى ارتفاع أعداد المسلحين.. صحيح ان توفير الأمن للمواطنين واجب على الدولة لكنه يختلف عن انتهاج الحل الأمني للازمة.. ولا يجوز الخلط بين الأمرين) . وأضاف (كل يوم يمر يبتعد الحل عسكريا وسياسياً. نحن يجب ان نكون في موقع الدفاع عن وجود سورية ولسنا في معركة وجود لفرد أو نظام) . ودعا الشرع الذي اقترحته تركيا في أكتوبر الماضي لتولي مسؤولية المرحلة الانتقالية في سورية إلى ان يكون الحل سورياً ولكن من خلال تسوية تاريخية تشمل الدول الإقليمية الأساسية ودول أعضاء مجلس الأمن على ان تتضمن أولا وقف كل أشكال العنف وتشكيل حكومة وحدة وطنية تكون ذات صلاحيات واسعة.