قتل ثمانية اشخاص الاحد جراء الغارة الجوية التي شنها الطيران الحربي السوري على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوبدمشق، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان الذي تحدث عن اشتباكات في داخل المخيم. وقال المرصد "استشهد ثمانية مواطنين على الاقل اثر الغارة الجوية التي تعرض لها مخيم اليرموك بحسب نشطاء من المخيم"، مشيرا الى ان العدد مرشح للارتفاع "بسبب وجود جرحى بحالة خطرة". وكان المرصد قال في وقت سابق "نفذت طائرة حربية غارة جوية على محيط مشفى الباسل وحي الجاعونة في مخيم اليرموك"، وهي واحدة من ست غارات استهدفت مناطق في جنوبدمشق بينها حيا الحجر الاسود والعسالي. من جهتهم، قال سكان في المخيم لوكالة فرانس برس ان صاروخا استهدف مسجد عبد القادر الحسيني الذي يؤوي 600 نازح من احياء دمشقالجنوبية، مشيرين الى "سقوط عدد كبير من الضحايا". واظهر شريط فيديو بثه المرصد على موقع "يوتيوب" الالكتروني حطاما على طريق اسفلتية بينما يهرع المصور واشخاص آخرون الى المكان المستهدف وسط صيحات "الله اكبر" و"يا الله". وفي ما يبدو انه الباحة الخارجية للمسجد، يتجمع اشخاص حول عدد من الجثث الموزعة على الارض والدرج المؤدي الى المسجد نفسه. ويسمع المصور يقول "مخيم اليرموك 16/12/2012. الله اكبر، مجزرة". وبدت احدى الجثث مقطعة الاطراف. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع فرانس برس ان "القوات النظامية تشعر بحاجة الى تعزيز حملتها للقضاء على المقاتلين المعارضين في جنوبدمشق، ولا يمكنها محاربتهم من دون اللجوء الى قوتها الجوية". وتحدث المرصد عن "اشتباكات عنيفة بين مقاتلين من اللجان الشعبية التابعة للجبهة الشعبية- القيادة العامة (الموالية للنظام السوري) من جهة، ومقاتلين من كتيبة المهام الخاصة لأسود التوحيد وكتيبة البراء بن مالك وكتيبة الفهود السود وكتيبة مغاوير فلسطين وكتائب اخرى" من المعارضة المسلحة من جهة ثانية تحاول السيطرة على المخيم. وافاد ناشط في اليرموك قدم نفسه باسم "ابو محمد" وكالة فرانس برس عبر الانترنت ان المخيم "يعيش حاليا حالة حرب حقيقية" جراء هذه الاشتباكات، مشيرا الى ان الغارة الجوية "تزامنت مع تحقيق الجيش السوري الحر تقدما في داخل المخيم". من جهتها، قالت الجبهة الشعبية-القيادة العامة ان "المجموعات الارهابية المسلحة حاولت اتخاذ المخيمات الفلسطينية منصة وممرا لاستهداف الجيش العربي السوري، لكن اللجان الشعبية افشلت هذا المخطط"، بحسب شريط عاجل للتلفزيون الرسمي السوري. كذلك، يستمر سقوط قذائف الهاون على المخيم، وهي ادت في وقت سابق الاحد الى مقتل امرأة وفتاة، بحسب المرصد. ويعد مخيم اليرموك الاكبر للاجئين الفلسطينيين في سوريا، ويضم 150 الفا من قرابة 400 الف لاجئ يقيمون في دمشق وريفها. ويبلغ مجموع اللاجئين الفلسطينيين في سوريا نحو 520 الف شخص، بحسب ارقام منظمة الاممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الاونروا". ودعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس الاحد الى "الوقف الفوري" للقصف الذي تقوم به القوات السورية النظامية على مخيم اليرموك. وقال عباس في بيان بثته وكالة الانباء الفلسطينية الرسمية وفا "اننا نتابع بغاية القلق ما يجري في سوريا من اقحام الشعب الفلسطيني والمخيمات الفلسطينية في الصراع الدائر المؤسف في سوريا حتى وصل الامر الى القصف الذي تعرض له مخيم اليرموك والذي سقط به عدد كبير من الشهداء والجرحى وهو ما يجب ان يتوقف فورا". واضاف الرئيس الفلسطيني في بيانه "ندعو الاطراف المتصارعة في سوريا الى تجنيب الشعب الفلسطيني ومخيماته في سوريا ويلات هذه المعارك الدائرة في سوريا كما ندعوهم الى عدم اقحام ابناء شعبنا ومخيماته في الصراع الداخلي فيها(...) وندعو المجتمع الدولي ونطلب منه توفير الحماية لأهلنا وشعبنا الفلسطيني في سوريا". وادان رئيس الوزراء الفلسطيني ما فعلته "طائرات الاسد" في مخيم اليرموك. وقال فياض امام عدد من الصحافيين الفلسطينيين "ليس امامنا الا الادانة الشديدة لما فعلته طائرات الاسد في مخيم اليرموك". كما ادانت حركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية حماس الاحد استهداف السلطات السورية بطائرات الميج مخيم اليرموك. واضافت حماس" استهداف مخيم اليرموك اليوم بالطيران الحربي، أدى إلى سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى، وترويع الآمنين ونزوح عدد كبير من أهالي المخيم".