دخل العامل الفلسطيني خلال الساعات الماضية على خط النزاع السوري من خلال الاشتباكات التي شهدها مخيم اليرموك في دمشق بين الثوار وفلسطينيين موالين للنظام، فيما ارتكب النظام سلسلة مجازر تضاف إلى سجله الإجرامي في أكثر من منطقة في سورية، خاصة في معرة النعمان. وتأتي هذه الأحداث غداة انتهاء الهدنة المعلنة من أربعة أيام لمناسبة عيد الأضحى التي سقط خلالها، 560 قتيلا. ووقعت اشتباكات عنيفة بعد منتصف ليل الاثنين الثلاثاء بين مقاتلين معارضين للنظام السوري وفلسطينيين موالين للنظام في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق هدأت قرابة الخامسة صباحا، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان وناشطون. وأوضح المرصد أن المعارك اندلعت أولا في حي الحجر الأسود في جنوبدمشق بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين، ثم "امتدت إلى مخيم اليرموك الملاصق للحجر الأسود، حيث دخل مقاتلون من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة على خط القتال إلى جانب جيش النظام". وشهد مخيم اليرموك جولة اشتباكات عنيفة في أغسطس الماضي تخللها قصف من القوات النظامية على أنحاء المخيم ومخيم فلسطين المجاور وأوقعت عددا من القتلى. واشارت الهيئة العامة للثورة السورية إلى "تعزيزات من جنود النظام السوري مدعومين بالمدرعات" استقدمت إلى المخيم "لمساندة قوات القيادة العامة". وينقسم الفلسطينيون في سورية بين مؤيدين للمعارضة السورية المناهضة للأسد، وموالين له، حيث أعلنت حركة حماس حليفة دمشق لفترة طويلة وقوفها إلى جانب "الثورة السورية". ونقلت منذ الأشهر الأولى للنزاع مقر قيادتها من العاصمة السورية إلى الدوحة. على صعيد آخر، أعلن التلفزيون السوري أمس مقتل اللواء الطيار عبدالله الخالدي، في حي ركن الدين في دمشق. وفي الشمال، شهدت بعض احياء مدينة حلب اشتباكات بعد محاولة مقاتلين معارضين شن هجوم من حي بني زيد الذي يسيطرون عليه منذ فترة على ثكنة طارق بن زياد في حي السبيل، حسبما ذكر مراسل وكالة فرانس برس نقلا عن سكان في المنطقة. وكان المرصد السوري أفاد عن مقتل مقاتل معارض في اشتباكات في حي الزبدية في المدينة، مشيرا إلى قصف استهدف أحياء أخرى يتواجد فيها المقاتلون المعارضون. كما أفاد المرصد عن استمرار الاشتباكات "بتقطع في محيط معسكر وادي الضيف في ريف إدلب بين القوات النظامية (من جهة) ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة ومن جبهة النصرة الإسلامية من جهة ثانية. ويحاصر المعارضون المسلحون هذا المعسكر منذ استيلائهم على مدينة معرة النعمان الإستراتيجية القريبة في التاسع من أكتوبر، ما مكنهم من إعاقة وصول إمدادات النظام إلى المنطقة. وتجددت الغارات الجوية أمس على معرة النعمان ومحيطها وقتل فيها 15 شخصا، بينهم أربعة أطفال. كما شهدت مناطق في ريف دمشق غارات نفذها الطيران الحربي السوري. وفي مدينة حمص، قتل مقاتل أمس في اشتباكات مع القوات النظامية في حي دير بعلبة، فيما تعرضت أحياء: الخالدية وجورة الشياح ودير بعلبة لقصف من القوات النظامية.