في كرة القدم تعتمد نتائج المباريات على ثلاثة محددات رئيسية هي الفارق الفني بين الفريقين أو الحظ والتوفيق أو ظروف المباراة. وخلال مباريات الفرق السعودية في دور الثمانية في دوري أبطال آسيا حضرت المحددات الثلاثة. ففي مباراة الاتحاد وجوانزو الصيني برز الحظ والتوفيق مع الاتحاد فتأهل لدور الأربعة، وفي مباراة الأهلي وسباهان الإيراني حضرت ظروف المباراة بطرد وضربة جزاء ففاز الأهلي وتأهل لدور الأربعة، وفي مباراة الهلال و أولسان غاب الحظ وغابت الظروف وحضر الفارق الفني فخسر الهلال. ولو أن الحظ والتوفيق الذي ساند الاتحاد في الصين رافق الهلال أمام أولسان لأصبح اليوم من المتأهلين، ولو حضرت ظروف مباراة الأهلي وسباهان وتحصّل الهلال على ضربة جزاء وطرد قبل أن يسجل أولسان لكان الزعيم من الواصلين. وبدلاً من الجلد الإعلامي للهلال كما يحدث الآن .. لا نقلب الحال إلى مدح وتمجيد غير طبيعي. وليس الغرض من هذا تبرير خسارة الهلال وخروجه المرير من البطولة الآسيوية أو التهوين من فداحتها أو الدفاع عن الإدارة واللاعبين. ولكنها حقيقة يجب أن تقال .. من جانب آخر .. أؤكد أنّ الإدارة الهلالية قصّرت كثيراً رغم جهودها .. فلاعبون مثل مانجان وهرماش ويونج سو ليسوا بالعناصر التي يعتمد عليها في البطولة الآسيوية وبالأخص في الأدوار المتقدمة. فطالما الأمير عبد الرحمن بن مساعد قد أكد أكثر من مرة أنّ البطولة الآسيوية أصبحت أكثر صعوبة .. فهل بهذه العناصر الأجنبية يمكن أن يخوض الفريق المنافسات الآسيوية المتقدمة ويفوز بلقبها..!!؟ هنا نحمّل الإدارة المسئولية .. فإذا كانت تعلم أنّ البطولة صعبة جداً .. فلماذا تخوضها بعناصر غير مؤهّلة لهذه المرحلة .!؟ الإدارة الهلالية أنفقت الكثير وبذلت جهداً غير عادي .. ولكن انطبق عليها قول الشاعر .. لم أر في عيوب الناس عيباً كنقص القادرين على التمام الهلال بعناصره الحالية يمكن أن يفوز ببطولة محلية أو أكثر .. ولكن البطولة الآسيوية تتطلّب رباعياً أجنبياً مميزاً جداً .. ليس واحداً ولا اثنين ولا ثلاثة .. بل رباعياً كاملاً. أما غير ذلك فليس للهلال أمل ببطولة آسيا إلاّ بالحظ الذي حمل الاتحاد لنصف النهائي، أو بالظروف التي مهّدت الطريق للأهلي.