أجزم بأن تأهل الملكي والعميد في الليلة التي سبقت ليلة مواجهة الزعيم مع أولسان شكلت قدرًا كبيرًا من الضغط النفسي على لاعبي الهلال فانعكس على أدائهم وارتباكهم داخل الملعب وزاد من هذا الارتباك ولوج هدفين في الشوط الأول صعبا من مهمة الأزرق قبل أن ينقض الكوريون على بقاياه في الشوط الثاني وزادوا الغلة إلى أربعة مع الرأفة ولم نكن نتصور أبدًا هذا السيناريو ولم نتمناه لفريق كنا نود أن يرافق الأهلي والاتحاد إلى الدور نصف النهائي من دوري أبطال آسيا لتعزيز مكانة الكرة السعودية وتأكيد علو كعبها ، وإذا ما أراد الهلاليون العودة القوية في هذه البطولة في مشاركتهم القادمة فما عليهم سوى التشخيص الحقيقي لمشكلة الفريق الفنية والعناصرية أو الإدارية والشفافية في مناقشة أوضاع فريقهم الكروي بعيدًا عن تصنيف أولسان بأنه أقوى الفرق الآسيوية وتبرير هزيمة الهلال منه بالأربعة لأن صاحب هذا القول ينتقص من قيمة الهلال ومكانته حتى وإن حقق أولسان كأس آسيا فهناك وجه شبه بين أولسان وأم صلال في أن كليهما حولا أحلام الهلال إلى كابوس وهنا لا يتم الاختلاف على مصدر الخروج بل الاتفاق على أن الهلال لم يكن في أوج استعداده الفني والمعنوي عكس الأهلي والاتحاد اللذين دخلا مواجهتي سباهان وجوانزو بثقة كبيرة وجاهزية معنوية مكنتهما من اجتياز هاتين العقبتين الكبيرتين لكون سباهان وجوانزو يعدان أقوى الفرق الآسيوية حاليًا على الإطلاق بلغة الأرقام والنتائج.. - وطالما أن الأهلي والاتحاد تجاوزا كبار الفرق الآسيوية فإنهما أثبتا أنهما من أقوياء هذه القارة ومن كبارها الأربعة الذين وصلوا لهذا الدور والأهم أننا ضمنا مقعدًا سعوديًا في النهائي وكنا سنضمن نهائيًا سعوديًا خالصًا لو تأهل الهلال لأنه كان سيقابل فريقًا ليس صعبًا في نظري في الدور نصف النهائي وهو فريق بونيوديكور الأوزبكي الذي تجاوز فريقًا صعبًا ومنظمًا وهو أديلايد الأسترالي ولكن قدر الله وما شاء فعل.. - يا حظ الملكي بجمهوره .. عبارة اعتدت سماعها من نصراويين وهلاليين وحتى اتحاديين يبدون إعجابهم الكبير بهذا الجمهور الرائع الذي سطر أروع الملاحم والتضحيات وشد الأعين ولفت الأنظار بجماليات التشجيع والطرب الأصيل ، فمن شاهد المباراة الأخيرة أمام سباهان أدرك أن الأهلي لا يملك محترفين داخل المستطيل الأخضر فقط بل يملك جمهورا محترفا أيضًا يستهوي الألباب ويشحذ همم اللاعبين ويزيد وقودهم المعنوي داخل المستطيل الأخضر ، بل إنه كان له تأثير مباشر على الفريق الإيراني الذي أرهق داخل الملعب وأرهق كذلك بهتافات سبعة عشر ألف مشجع أهلاوي في المدرجات ، وبودي هنا أن يكون الإيرانيون الذين شاهدوا جماهير الأهلي في جدة أن ينقلوا صورة التشجيع المثالي والمعاملة الجميلة التي وجدها سباهان من جماهير الأهلي وتركيزها في مساندة اللاعبين فلم نشاهد ألعابا نارية خطيرة ولا لوحات وهتافات مخالفة كما حدث في ملعب أصفهان بل إن مراقب المباراة يجب أن يقارن بين الصورتين ويهدي النسخة الأصل للاتحاد الآسيوي مع التحية.. - ثلاثة رواد تعليق واكبوا لقاء الأهلي وسباهان بجمال المفردة والشجاعة في التشخيص والوصف هم : محمد غازي صدقة وفارس عوض وعامر عبدالله ، احترموا نشيد الأهلي وردده الفارس وتباهوا في روائع أداء الملكي وجودته داخل الملعب وامتدحوا العمل الإداري والدعم الشرفي الذي يجده الأهلي ، وقد ذكرت في مساحة سابقة أن عامر وفارس يملكان مقدرة فائقة على الإنصاف وأزيد عليهما هذه المرة المبدع محمد صدقة الذي أضحى إحدى علامات التعليق المضيئة في القناة السعودية الرياضية.. - لمطلقي الشائعات ومحبي اللغط ، الأهلي لديه قائد شرفي كبير يملك فن المهارة في القيادة بتراكمات خبراته الرياضية هو الأمير خالد بن عبدالله ويملك إدارة محترمة واثقة بقيادة الأمير فهد بن خالد وإدارة كرة منظمة يقودها الخبير طارق كيال ، لذا فمثل تلك الأخطاء لا تحدث في الأهلي ، فالأهلي مختلف.