الانهيار الذي يحدث لأي استراتيجية سياسية أو إدارية أو مالية أو حتى اجتماعية يأتي بسبب أمرين لا ثالث لهما - برأيي الشخصي -، الأول عدم وجود الخبرة اللازمة لتكوين الاستراتيجية واستحالة مواءمتها للمتغيرات المستقبلية، والثاني الاستهتار بالتفاصيل الصغيرة ومحاولة التقليل من تأثيرها؛ لتتحول إلى بؤر كبيرة وخطيرة، تجبر الاستراتيجية على الانهيار أو التغيير القسري الذي يحدث غالباً بعد فوات الأوان..!! في الرياضة السعودية هناك حالة انهيار واضحة وضوح الشمس في أساسات عديدة، منعت من ظهور ما يسمى استراتيجية، التي يتغنى بها المسؤولون، وهي منهم براء؛ فالخبرات الموجودة تصطدم بعائق خطير، هو سلاح السلطة المطلقة، الذي وحده يبني أساس إدارة رياضة بلد، فيما الآخرون يتفرجون على تجاربه المتغيرة من يوم إلى آخر تحت ذريعة الاستراتيجية التي لو كانت رجلاً لانتحر بسبب تشويه سمعته رياضياً هنا..!! بدأ أول مشاريعنا الحديثة كروياً عام 1993م عندما أطلقنا الاحتراف الكروي بين لاعبي الدرجة الممتازة والأولى؛ فكان حدثاً تاريخياً، تعاملنا معه بمنطلق (لزق ولصق)؛ فعانينا من الخسائر الفنية والمالية الكثير، وها نحن نجني بعد سبعة عشر عاماً خيبة احترافية عجزت عن أن تمنع لاعباً سعودياً من مقاومة السهر أو حتى شرب الشيشة بشكل لا يصدقه عاقل..!! بين مشروع الاحتراف والفترة حالياً عشرات المحاولات الإسعافية لتكوين ما يسمى استراتيجية للرياضة وللكرة السعودية، كلها فشلت؛ لأن صناعتنا المحلية كانت رديئة أو بمعنى أدق لم تُعطَ الفرصة لتكون حسنة؛ فالقرار والمتغير يأتي من فرقة قرار واحدة فقط، دون معرفة كل الأطراف، حتى من يحق لها أن تعرف كأعضاء اللجنة الأولمبية الورقيين أو أعضاء مجلس اتحاد الكرة الصوريين، الذين تُطبع القرارات قبل وصولهم للاجتماع، وما عليهم سوى الجلوس والاستماع، وهذا ليس وحياً من خيالي بل هو اعتراف أحد الأعضاء لي شخصياً..!! ربما يكون النجاح الوحيد الذي تحقق - جزئياً- هو العمل الذي تقوم به رابطة دوري المحترفين السعودي، والسبب لأنه مفروض آسيوياً، وإلا العقوبات بالطريق. وللتاريخ، فقد كانت فرقة القرار معارضة لتكوين المتغير الآسيوي المحلي لولا الضغوط، وهذا للتاريخ فقط..!! في انتخابات الجمعية العمومية لاتحاد الكرة كان من السهل جداً تحقيق الفوز لشخصيات دون أخرى؛ لأن النظام كفل لها الترشح، وهي تتبوأ مناصب رياضية مؤثرة، وساعدهم بذلك اشتراط الترشيح في مدينة الرياض فقط حيث مكان الانتخابات، وهو ما جعل الكثيرين يمتنعون عن الدخول للانتخاب؛ ليغيب معها أساس عادل بين الجميع..!! لا أريد الإطالة عليكم، فقط أذكركم بما بدأت به المقال؛ فالاستراتيجيات التطويرية إذا لم تقم على أساسات صحيحة ستنهار في لحظة ما، والانتخابات أساسها ضعيف ومضحك أحياناً، والشيء الذي أعترف بأنني أخاف من حدوثه - ولأول مرة أعلنه بشفافية - هو أن نتحول إلى مجتمع يغلي من فوق، أي من جانب الأعضاء في الجمعية أو في مجالس الاتحادات الرياضية؛ فالترسبات الصغيرة وغير العادلة ستجعل صورة الاتحاد المصري لكرة القدم - مثلاً - تعود بصورة سعودية، وعندها سيجد الفيفا نفسه محرجاً وهو يهدد بإيقاف أنشطتنا، وهو ما يريده - ربما - أصحاب الاستراتيجيات السرية.. أقول ربما..!! قبل الطبع: وخز الإبرة يفضح قوة البشر..!! [email protected] https:/twitter.com/#!/ msultan444 تويتر