ربما لن ندرك -حاليا- الكم الهائل من الخسائر الزمنية والإدارية والمالية التي تنهار فوق رياضتنا بينما نحن نتفرج على سوء التعامل مع المرحلة الانتقالية المكشوفة التي نستشعر بها دون أن نشعر بتواؤمها مع السياق الصحيح لمثل تلك المراحل..!! نتعامل -إداريا- باستهتار واضح، بينما الآخرون يرسمون استراتيجيات ويعملون بموضوع وبيئتهم العملية فائقة النظافة والوضوح..!! لدينا لا أحد يمكنه أن يبصم على بقائه في منصبه لأن العاطفة من الممكن أن ترميه في أي وقت دون أدنى تساؤل..!! بالأمس نتداول خبر تعيين الأستاذ محمد المسحل أمينا عاما للجنة الأولمبية وهو الخبر الذي انفردت بنشره صحيفة الجزيرة لكن السؤال الملغم يقول: هل الخبر يؤكد مصداقية صحيفة الديلي ميل البريطانية بشأن خروقات سعودية ببيع تذاكر منافسات أولمبياد لندن؟ سؤال آخر: لماذا المسحل بالذات؟ هل كونه قريبا من رئيس اللجنة الأولمبية في لندن ومن ضمن الوفد المرافق أعطاه الفرصة ليكون بطل التغيير الأولمبي؟ المسحل شخصية إدارية مميزة للتو بدأ بنهضة عملية للتخطيط بالمنتخبات السعودية، وكان أكثر الناس تصريحا بأهمية الاستقرار الإداري والتخطيط البعيد.. هل يأتي إبعاده عن المنتخبات ضمن سياق التخطيط والاستقرار مع ريكارد؟! مشكلتنا بالقرارات الفردية، وحتى لو لم يكتمل خبر تعيين المسحل فستبقى مشكلتنا بالقرارات العاطفية الفردية الناتجة عن رد فعل لأي موقف، لذلك لا يشعر العاملون بالمؤسسات الرياضية بالأمان ولا يشعرون بنوع من الدعم القانوني الذي يجبر أي قرار فردي على التكسر أمامهم باعتبارهم سلطات تنفيذية مستقلة..! وضعنا الرياضي سيئ والآمال التي علقها المجتمع الرياضي على الأمير نواف تضاءلت بقوة وهزلت ولم يعد الأمير نواف حاليا ذا شعبية والسبب استمراره على ذات المنهجية السابقة بنفس الأسماء الاستشارية وعدم شجاعته بالتغيير، الأمر الذي جعله يستقيل من اتحاد الكرة، لكن الأمر لم يحرك ساكنا، فحتى مخرجات رعاية الشباب هي الأسوأ حكوميا وليس لديه سوى كرة القدم فقط..! الآن نأتي للحل الذي نضمن من خلاله أن يكون متوائما مع واقعنا وإجراءتنا الإدارية التي لا يوجد لها مثيل بالعالم..! يجب أن نحاكي تجربة صندوق الفروسية مع منتخب المملكة العربية السعودية للفروسية حيث يشرف الصندوق على دعم ورعاية الفرسان ويذلل كافة صعابهم ويعينهم على تحقيق نتائج مميزة كان آخرها برونزية الأولمبياد للفرق، ولولا خطأ فارق الزمن لخطف أيضا الفارس كمال باحمدان برونزية الفردي قبل أمس..! صندوق الفروسية بعيد عن الإعلام والصحافة يعمل بهدوء وبإخلاص وبجد وأعضاؤه من محبي الفروسية وعشاقها بقيادة الأمير المتواضع تركي بن عبدالله ولا أحد يعرف أسرار الفروسية، يعتقد أن اتحاد الفروسية قادر على تحمل ربع تكاليف إعداد الفرسان لأولمبياد لندن، بل لا يوجد كادر متخصص يمكن أن يدعم ويراقب ويذلل الصعاب كما يفعل صندوق الفروسية. وحتى نضمن أن تكون منتخباتنا الوطنية بعيدة عن الفوضى الإدارية وتأثير المتغيرات ومزاجية القرارات يجب أن نخوض تجربة صندوق المنتخبات السعودية بضوابط وحدود وسلات معينة تحت لواء اتحاد الكرة، إذ نضمن استمرارا وتنافسا كبيرا يعيد لكرتنا بريقها وهيبتها بدلا من الإهمال الحاصل وعدم الرغبة بالعمل والملل، الأمر الذي أوصلنا لنحصل على الرقم 104 عالميا، وهو أسوأ رقم بتاريخنا يسجل علينا جميعا، فنحن نعيش اللحظة فقط والباقي على الله..!! مشاريع الصناديق الداعمة تصلح لكل رياضاتنا فلنفتح المجال للأمراء ولرجال الأعمال ومن لديه الاستعداد للدعم والتخطيط وتذليل الصعاب ليعمل ويخرج بالصورة، فاللجنة الأولمبية بميزانيتها وحجم كوادرها وطريقة إدارتها لن تفي بمتطلبات المرحلة القادمة للاتحادات، والحل في أن تستنجد بمن يساندها كما تم الاستنجاد بصندوق الفروسية الذي يرعاه والدنا الكبير خادم الحرمين الشريفين، وذلك لنقدم رياضة وطن مشرقة عالميا.. لدينا المواهب الآن فلا تضيعوها.. جيل الغد لن يكون رياضيا بهذا الشكل وسترون..! قبل الطبع: الصادقون في نواياهم هم الأقرب دائما للنجاح [email protected] https:/twitter.com/#!/ msultan444 تويتر