في هذه الأيام تتجدد المواقف التاريخية الكبرى والمفصلية في تاريخ بلاد الحرمين الشريفين التي خط مسيرتها قائد تاريخي قاد هذه البلاد من التنافر والخلاف الى الوحدة والإئتلاف فجمع الكلمة ورص الصفوف وأعلى راية التوحيد وحكَّم القرآن دستوراً والسنة النبوية الشريفة منهاج عمل واسترشاد فكانت هذه البلاد الطيبة أرضاً مباركة ترفرف فوقها راية التوحيد خفاقة.. إنه الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه الذي سطر صفحات تاريخية ناصعة تتدارسها الاجيال وتنهل منها الدروس والعبر حيث استطاع بما وهبه الله من الحكمة والشجاعة أن يوحد هذا الكيان العظيم تحت راية التوحيد ومن ثم شرع في معركة حضارية معاصرة فوطد أركان هذه الدولة على أسس راسخة واضحة وجعلها وحدة متكاملة بعد أن كانت كيانات متفرقة متناحرة وشرع في بناء كل مايزيد هذه الدولة الفتية عزة ومنعة وقوة وقدرة على احتواء شعبها ويساهم في المشاركة في بناء الحضارة الانسانية وتحقق له مايطمح اليه وسار على نهجه أبناؤه البررة من بعده وأرسي علاقاتها الدولية على أساس من الثوابت الوطنية والإسلامية وتحولت المملكة في غضون سنوات الى مهوى لأفئدة قادة العالم نظير ماتوفر في هذه القيادة التاريخية من الحكمة والحنكة السياسية والتي انتهجها أبناؤه البررة من بعده.. وتتالت المنجزات الحضارية الكبرى في عهود أبنائه وصولا الى العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وهذه النهضة الشاملة التي تناولت كل جوانب حياة المواطنين وتجاوبت مع متطلباتهم واحتياجاتهم وحققت نقلة كبرى توازي طموحاتهم. ونجحت المملكة بفضل هذه القيادة الرشيدة أن تعكس المعادلة الصعبة بأن تملك زمام المبادرة تجاه مختلف القضايا العالمية المعاصرة سواء كانت سياسية او اقتصادية أو ثقافية بما تملكه من ارث حضاري وما تهيأ لها من ثبات في المواقف واعتدال في النهج. ونجحت المملكة نجاحاً كبيراً في بناء اقتصاد متوازن ومتنوع وتعززت القدرات الانتاجية لمختلف القطاعات الزراعية منها والصناعية الأمر الذي انعكس على التجارة وأحدث نقلة نوعية على صعيدها وأحدث تغييرات كبرى على الميزان التجاري بين المملكة والعديد من دول العالم المتقدم وهي مسيرة تتواصل منذ التأسيس على وتيرة واحدة، وتسير بتوفيق الله من حسن إلى أحسن وفق خطط وبرامج مدروسة جعلت للمملكة صوتاً مرتفعاً ومسموعاً في المحافل الدولية عززه النهج الواضحلأبناء المؤسس البررة حتى هذا العهد الزاهر الميمون عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي أحدث نقلة كبيرة ما زالت تتواصل لمواكبة روح العصر ومعايشة المتغيرات العالمية، ومواكبة كل جديد ، فتحولت المنجزات الكبرى التي يعايشها مواطنو هذه البلاد إلى شواهد مؤكدة على نجاح التخطيط وشمولية العطاء وبعد النظر لقادة هذه البلاد التي تعيش ملحمة تنمية فريدة لتميزها بالشمولية والبُعد عن العشوائية واعتمادها مبدأ التخطيط، ولان عظمة الأمم تقاس بمدى ما حققته من إنجازات ملموسة على أرض الواقع، فان المملكة بحق تعتبر متفردة في هذا الشأن بين نظيراتها من الدول الحديثة. فقد قيض الله سبحانه وتعالى لها قادة مخلصين من أبنائها منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز الذين تم على أيديهم ما نلمسه ونعيشه وننعم به من استقرار و رخاء وأمان ونهضة تنموية شاملة في مناحي حياتنا الاقتصادية والاجتماعية و الفكرية. إن العملية التنموية العملاقة التي تعيشها بلادنا المباركة في مختلف المجالات بدأت منذ عهد المؤسس - رحمه الله - ومن بعده أبناؤه وصولا إلى هذا العهد الزاهر والميمون تجعل جميع المواطنين يشعرون بالغبطة والفخر. وبهذه المناسبة أتقدم لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع وجميع المواطنين بالتهنئة بهذه المناسبة الغالية. * الرئيس التنفيذي لشركة منافع القابضة