كشف تقرير متخصص أن المستثمرين استعادوا ثقتهم بالاستثمار في الأسهم العالمية، وسط تحسن جذري لأحوال السوق وتنامي التفاؤل بنمو الاقتصاد العالمي وقال التقرير ان مخصصات الاستثمار بالأسهم سجلت أكبر قفزة شهرية من نوعها منذ 2011، حيث عزز 26% من مسؤولي تخصيص الأصول من استثمارهم في الأسهم، بزيادة 12% عن الشهر الماضي. وازداد الإقبال على الأسهم الخاضعة لتأثير الدورات الاقتصادية، بما فيها أسهم الشركات الصناعية والمواد الأولية، بينما تراجعت مخصصات الأسهم الدفاعية بما فيها أسهم شركات المستحضرات الصيدلانية والاتصالات. كما خفض المستثمرون حصة الحيازات النقدية في محافظهم الاستثمارية، وانخفضت نسبة مسؤولي تخصيص الأصول الذين عززوا حيازاتهم النقدية من 27% في يناير الماضي إلى 13% في فبراير الحالي. ووفقا نتائج استبيان لبنك أوف أميريكا ميريل لينش لآراء مديري صناديق الاستثمار لشهر فبراير فقد أعرب أغلب المديرين المشاركين في الاستبيان عن توقعهم بتحسن الاقتصاد العالمي، حيث توقع 11% منهم تحسن الاقتصاد خلال الشهور الاثني عشر المقبلة، مقارنة مع 27% توقعوا تدهور أحوال الاقتصاد العالمي في ديسمبر الماضي. وأشار المستثمرون إلى تحسن ظروف السيولة النقدية وسهولة المتاجرة، حيث أكد 32% منهم أن حالة السيولة النقدية «إيجابية»، بينما وصفها 7% منهم بأنها «سلبية» في يناير الماضي، في أكبر تحسن شهري من نوعه منذ أن طرح هذا الاستبيان هذا السؤال للمرة الأولى في أكتوبر 2007. وقال مايكل هارتنت، كبير المحللين الاستراتيجيين للأسهم العالمية في شركة بنك أوف أميريكا ميريل لينش :أسهَمَ تحسن السيولة في هذا التطور، إلا أنه من المهم أن نؤكد أنه يعكس أيضاً تحسن مستوى التفاؤل الاقتصادي. ولا بد للإحصاءات الاقتصادية من أن تواصل التحسن لتضمن استدامة الانتعاش الاقتصادي المرتقب». من ناحيته، قال جاري بيكر، رئيس دائرة استراتيجية الأسهم الأوروبية في شركة بنك أوف أميريكا ميريل لينش للبحوث العالمية: يعتبر التحول الحاسم للمستثمرين باتجاه الأسهم الخاضعة لتأثير الدورات الاقتصادية والابتعاد عن الأسهم الدفاعية والتخلي عن سياسة تخفيض الاستثمار في أسهم البنوك وخاصة في أوروبا، أقوى مؤشر على تزايد استعداد المستثمرين لتحمل المزيد من المخاطر».ووفقا للاستبيان عزز المستثمرون من مخصصات استثمارهم في أسهم الأسواق الصاعدة مع تزايد استعدادهم لتحمل المخاطر، حيث أكد 44% من مسؤولي تخصيص الأصول أنهم عززوا من استثماراتهم في أسهم الأسواق الصاعدة هذا الشهر، بزيادة 20% عن الشهر الماضي. كما ارتفع الطلب على السلع الأساسية، حيث أكد 10 % من المسؤولين العالميين عن تخصيص الأصول أنهم عززوا من استثماراتهم في أسهم شركات تلك السلع، بارتفاع 5% عن الشهر الماضي. وعلى صعيد استشراف آفاق المستقبل، أعرب 36% من المستثمرين المشاركين في الاستبيان أنهم يعتزمون تعزيز استثماراتهم في الأسواق الصاعدة أكثر من أية منطقة أخرى. وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي خفّض فيه المستثمرون العالميون والإقليميون من تشاؤمهم إزاء الاقتصاد الأوروبي. وتراجعت نسبة المستثمرين العالميين الراغبين في تقليص استثماراتهم في أسهم منطقة اليورو من 29% في يناير الماضي إلى 5% فقط في فبراير الجاري.