دمشق- لندن- عمان- نيويورك- وكالات: اتهم ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة في مقابلة نُشرت أمس الثلاثاء سوريا بتدريب شخصيات بالمعارضة البحرينية، ونفى حدوث انتهاكات منهجية للحقوق خلال الاضطرابات التي شهدتها البحرين هذا العام. وتأتي المقابلة، التي أجرتها صحيفة ديلي تليجراف البريطانية مع الملك حمد بن عيسى آل خليفة، بعد يوم من اجتماع الملك حمد بن عيسى آل خليفة مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، الذي حثه على المضي قدماً في المصالحة الوطنية والتحاور مع المعارضة البحرينية. وقال الملك: «لدينا أدلة على أن عدداً من البحرينيين الذين يعارضون حكومتنا يجري تدريبهم في سوريا. رأيت الملفات، وأخطرنا السلطات السورية، لكنها تنفي أي مشاركة». ولم يذكر مزيداً من التفاصيل. وقد زار الملك حمد لندن الاثنين بعد أسابيع من توصل تحقيق مستقل إلى أدلة على انتهاكات حقوقية منهجية بالبحرين، وإلى أن الحكام استخدموا قوة مفرطة لقمع المحتجين والمعتقلين. وقال الملك حمد: «ليست سياسة وزارة الداخلية أن تذهب وتقتل الناس على الطرقات. رجال الشرطة والجنود الذين شاركوا في القتل لم يعلموا بالجانب الانضباطي للأمور». وأضاف بأنه ستتم محاسبة المخطئين. من جهة أخرى, أعلنت المفوضة العليا لحقوق الإنسان في الأممالمتحدة نافي بيلاي في حصيلة جديدة الاثنين سقوط «أكثر من خمسة آلاف قتيل» من جراء أعمال القمع في سوريا، محملة مجلس الأمن عدم تحرك الأسرة الدولية حيال الأزمة في هذا البلد. وقالت بيلاي خلال مؤتمر صحفي في ختام اجتماع لمجلس الأمن «أبلغت بأن عدد (القتلى) تخطى خمسة آلاف». وذكرت بيلاي بحسب دبلوماسيين حضروا اجتماع مجلس الأمن أن لدى الأممالمتحدة معلومات تفيد بمقتل أكثر من مائتي شخص منذ الثاني من ديسمبر بأيدي القوات السورية. وكانت آخر حصيلة للأمم المتحدة تفيد بمقتل أكثر من أربعة آلاف شخص. من جهته أكد السفير الفرنسي في الأممالمتحدة جيرار ارو الاثنين أن مجلس الأمن الدولي «يتحمل مسؤولية معنوية عما يحصل اليوم في سوريا». وقال ارو بعدما أعلنت نافي بيلاي أن القمع في سوريا أدى إلى مقتل «أكثر» من خمسة آلاف شخص «إن فرنسا وأعضاء آخرين في مجلس الأمن يعتبرون أن صمت المجلس يشكل فضيحة». إلى ذلك, أكد وزير الدولة الأردني لشؤون الإعلام والاتصال راكان المجالي في تصريحات صحفية نُشرت أمس الثلاثاء أن بلاده ترفض بشدة أي تدخل عسكري أجنبي في سوريا. وقال المجالي، وهو أيضاً المتحدث الرسمي باسم الحكومة، لصحيفة «الغد» اليومية المستقلة إن «الموقف الأردني ثابت حيال هذا الموضوع». مشيراً إلى أن «الأردن يرفض أي تدخل أجنبي عسكري في الشأن السوري». بدوره قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس الثلاثاء إنه أمر «لا أخلاقي» أن يتهم الغرب روسيا بعرقلة قرار في مجلس الأمن الدولي حول القمع في سوريا، معتبراً الغربيين يرفضون الضغط على «المتطرفين» السوريين. وقال لافروف في تصريحات نقلها التلفزيون الروسي «إن أولئك الذين يرفضون ممارسة الضغط على الجانب المتطرف والمسلح في المعارضة (في سوريا) هم أنفسهم الذين يتهموننا بعرقلة عمل مجلس الأمن الدولي. أعتبر أن هذا الموقف لا أخلاقي». وما زالت الحكومة السورية تواصل قمعها الدموي؛ حيث قُتل 32 شخصاً أمس الثلاثاء في مختلف أنحاء سوريا, بينهم 18 شخصاً بمحافظة إدلب شمال غربي البلاد، حسبما ذكر ناشطون. وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن 26 شخصاً قُتلوا أمس برصاص القوات الأمنية في مدن وقرى سورية عدة. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن 18 شخصاً لقوا حتفهم أمس في محافظة إدلب، بينهم سبعة من عناصر الأمن. وأوضح المرصد في بيان أن 11 شخصاً قُتلوا، وأُصيب نحو 26 آخرين، إثر إطلاق رصاص من قبل قوات الأمن والشبيحة فَجْر أمس في قريتي معرة مصرين وكفريحمول. ثم قتل سبعة من عناصر الأمن إثر هجوم نفذه منشقون على موكب أمني كان يسير على طريق إدلب - باب الهوى ردًّا على سقوط الأحد عشر قتيلاً. وليل الاثنين/ الثلاثاء وقع انفجار في أنبوب غاز في منطقة حمص بوسط سوريا, حسبما أعلن المرصد. وأفاد المرصد نقلاً عن ناشط في المكان بأنه «لا علاقة للثوار أو المنشقين بتفجير الخط (الغاز) بين بلدة تلبيسة ومدينة الرستن». وهو رابع حادث يستهدف البنى التحتية لنقل النفط والغاز منذ مارس الماضي.