يتردد على ألسنة كثير من الناس بعض المفردات والعبارات التي قد يجهلون معناها في الغالب ولا يعرفون التعريف الحقيقي لها. ولعل مما لفت انتباهي هو كثرة استخدام كلمة «الكاريزما» وهي لفظ يُقصد به الجاذبية الكبيرة والحضور الملموس والذي يحظى به بعض الأشخاص من قدرة على التأثير على الآخرين إيجابياً بالارتباط بهم جسدياً وعاطفياً وثقافياً، فهي سحر شخصي يثير الولاء والحماس. والكلمة في الأصل إنجليزية (Charisma) والتي ترجع لأصل يوناني وتعني الهدية أو التفضيل الإلهي. وعلى الرغم من صعوبة إيجاد تعريف دقيق لهذه الكلمة إلا أنه يمكن ربطها بشخصية معينة والقول إن الشخصية الكاريزمية هي التي لها قدرات غير طبيعية في القيادة والإقناع وجذب الآخرين، كما أنها تمتاز بالقدرة على إلهام الآخرين عند الاتصال بهم، وجذب انتباههم بشكل أكثر من المعتاد، وذلك بواسطة التواصل البصري، نبرة الصوت ودرجته، المهارة الخطابية الملامسة لحاجة الناس، الهيئة ولغة الجسد والحالة التي تسود الجو العام. وهذه الصفة موجودة فينا ولكن قد تظهر في بعضنا دون الآخر. فتكون بين البشر بأثر واضح جلي يراه الكل ويظهر على العيان، كالتفاف الناس حول خطيبٍ مفوَّه أو رئيسٍ مبدع، وقياساً على ذلك فإنها قد تكون أيضاً بين المعادن والأحجار؛ فالمغناطيس يجذب أرواحاً فيها مغناطيس انجذابي، وقانون الجاذبيّة هو الذي يثبّتنا على الأرض. وكذلك النجوم والكواكب، والأقمار، كلّها فيها جاذبيّة بل إن البي بي سي أعلنت يوماً أن كوكب نبتون اختطف قمراً ليس له!! فنبتون ثامن كواكب مجموعتنا الشمسيّة اختطف القمر ترابتون الذي كان يدور في الماضي حول كوكب آخر، اختطفه بقوّة جاذبيته! وهذه الصفة هي موهبة إلهية يمن الله بها على من يشاء من عباده بإعطائهم صفات ليست في غيرهم تحبب الناس بهم وتجعلهم يلتفون حولهم ومن الشخصيات التي كان لها الأثر البارز في حياة البشرية هي شخصية رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كان قوي الشخصية ذكياً فطناً، شديد اللحظ، جميل الخلق، كريم الصفات، أثنى عليه ربه سبحانه وتعالى وقال: وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيم (سورة القلم 4). [email protected]