يعيش نادي الاتحاد على (صفيح ساخن) ووضعية رياضية وغير مواتية على جميع مستوياته؛ كل ما في النادي (منقسم) على نفسه؛ أعضاء الشرف منقسمون، وأعضاء مجلس الإدارة منقسمون، والإعلام الاتحادي منقسم، واللاعبون ليسوا على قلب واحد، إنما الشللية تضرب بأطنابها فيما بينهم، ومظاهر ذلك شاهد الجمهور بعضها في بعض المباريات، من جراء ملاسنات ومشاحنات وتشابك بالأيدي، أما ما لا يشاهده الجمهور مما يحدث خلف الكواليس، فهو أصناف وأشكال لم يسلم منها بعض اللاعبين المحترفين الأجانب، حتى الجمهور الاتحادي في المدرجات منقسم على نفسه. يحدث كل ذلك في وقت اقترب فيه موعد رحيل الإدارة الحالية، وانتهاء تكليفها، وبالتالي حتمية استدعاء الجمعية العمومية لاختيار رئيس مجلس إدارة جديد، والحل لن يكون في ذلك، والانقسام والخلاف الاتحادي لن ينتهِ عند اختيار الإدارة القادمة، حتى إذا كان ذلك سيتم عبر صناديق الاقتراع، بل إن ذلك قد يزيد الأوضاع سوءا، ويكبر الصراع والتشتت، وهو ما يجب علاجه وإزالته، قبل استدعاء الجمعية وقبل انتخاب الإدارة الجديدة، ولكن من يفعل ذلك، من يعلق الجرس في الاتحاد وقد أصبح النادي بلا كبير، وبلا مرجعية وبلا راية يتحد ويتظلل بها منسوبوه جميعا، كما كان في السابق وكما كان ديدنه سنوات طويلة، إنه سؤال لا أعتقد أن أحدا من الاتحاديين يملك الإجابة الشافية عليه أو حتى المقنعة. إن نادي الاتحاد هو (مشروع) رياضي وطني وأحد (مصانع) الشباب والرياضيين وهو ما يعني ضرورة الاهتمام والحفاظ عليه، بل الاهتمام والحفاظ عليه، بل وبقاؤه قويا في مجال احتضان الشباب ومجال المنافسة الرياضية، وهو يعد أحد المعاقل الكبيرة والقواعد الهامة للرياضة السعودية، وتزداد أهميته ومكانته وموقعه في منطقته؛ منطقة مكةالمكرمة، ويصبح بالتالي من المؤسسات التي تحظى بالرعاية والاهتمام من المرجعية الرسمية والحاكم الإداري في المنطقة. إن من حظ منطقة مكةالمكرمة أن على رأسها أمير شبابي وخبير رياضي، وإداري محنك وعلى دراية واطلاع، واهتمام بكل مجالات الحياة في المنطقة، ولأن نادي الاتحاد (مشروع) مهم من مشاريع المنطقة أصبح من رأيي ضرورة أن يتدخل سموه في الشأن الاتحادي مباشرة ويهتم بمعالجة الوضع القائم ويعيد ترتيب أموره والبيت الاتحادي من الداخل، ولن يتم ذلك ولن ينصلح الحال إلا بجمع كبار رجالاته ومسيريه وفرقائه المختلفين على مائدة واحدة يلتقون فيها جميعا، ويتحدون على اختيار رئيس (توافقي) وإدارة يجمع عليها ويتم دفعها بالتالي إلى الجمعية العمومية ليكون عملها ونجاحها ودعمها مسؤولية الجميع. نعم يا سمو الأمير خالد الفيصل؛ مطلوب تدخلك تدخلا مباشرا وجمع كبار رجالات الاتحاد، بدءا من الأمير طلال بن منصور والأمير خالد بن فهد والشيخ إبراهيم أفندي، والشيخ عبد المحسن آل الشيخ، والشيخ حسين لنجاوي والفريق أسعد عبد الكريم ومنصور البلوي على طاولة واحدة، يكفي أن يخرج منها قراران اثنان فقط (تسمية) رئيس لأعضاء الشرف، واختيار رئيس لمجلس الإدارة، يترك له اختيار الأعضاء الذين يكملون النصاب القانوني وتستدعي الجمعية العمومية لتنعقد أمام قائمة واحدة تكون (قائمة الجميع)، إن هذا هو الحل من وجهة نظري لعودة الأمور إلى نصابها والمياه إلى مجاريها في نادي الاتحاد وبالتالي عودة هذا المشروع الرياضي الوطني الكبير إلى سابق عهده ووضعه ومكانته واسمه كصرح رياضي شامخ مؤهل للتفوق والتقدم والعمادة الرياضية ليس في المنطقة وحدها وليس في الوطن بأكمله وإنما إقليميا وقاريا.. فهل تفعل يا سمو الأمير؟! إن لم يكن فلا أعتقد أن غيرك يفعل أو قادر عليها؛ فتكفى يا دايم السيف (طلبناك) ..هذا هو لسان حال كل (العقلاْء) من الاتحاديين والرياضيين أصحاب الروح الرياضية. تجاوب مشكور سعدت جدا للتصعيد الكبير الذي مارسته أنديتنا والاتحاد السعودي لكرة القدم والمتعلق بالمخاوف الكبيرة من سفر الفرق السعودية الأربعة إلى إيران وأداء مبارياتها في دوري أبطال آسيا واللعب في طهران وأصفهان، وسعادتي نابعة من أمرين هامين الأول إن ذلك يعكس مدى الاهتمام والمسؤولية والحرص على الرياضي السعودي أكثر من أي شيء آخر، ولا مانع إطلاقا لدى القيادة الرياضية من التوقف وعدم المشاركة في أي مسابقة أو بطولة إذا كان هناك أدنى خطر على أصغر عضو في البعثة التي ستسافر هناك، فحياة الرياضي السعودي أغلى وأهم من نتيجة أي مباراة أو بطولة الأمر الثاني هو أنني كنت أول من خرج (رياضيا) وتحدث عن الموضوع وحذر منه، وطالب بوقفة رياضية وتحرك رسمي، وذلك من خلال مقال نشرته (الحاسة السادسة) في عدد الجزيرة رقم 14055 بتاريخ 18 ربيع الآخر تحت عنوان (رياضيونا.. وميلشيا الباسيج) وقلت في ذلك المقال ما نصه (إن المطلوب من اتحاد كرة القدم هو تحرك سريع عبر المؤسسات الرياضية المعنية وتحديدا الاتحاد الدولي (الفيفا) والاتحاد الآسيوي خصوصا، والأخير يجب الحصول منه على (ضمانات) كافية وتأكيدات بإيجاد حماية أمنية مكثفة أكثر من أي وقت مضى للبعثات الرياضية الأربع منذ لحظة وصولها طهران، حتى مغادرتها..) ولعل اللقاءات الرسمية والتصعيد هو استجابة للطرح الرياضي، وتأكيد على أن الرياضة (تسبق) أحيانا في (استشعار) المستقبل، وهو ما قلته عن توجه هذه الزاوية في أول مقال وعن سبب اختيار اسمها عنوان لها. كلام مشفر في المقال المذكور (رياضيونا.. وميلشيا الباسيج) طالبت الاتحاد السعودي لكرة القدم (ضرورة) الأخذ بفكرة إرسال عضو من اتحاد الكرة ليكون مرافقا رسميا للبعثة داعما للفريق لامتلاكه العلاقة والدراية وربما أيضا سرعة التجاوب مع جهات أخرى. وقد أسعدني أخذ الاتحاد السعودي بالفكرة وقبوله بها، أو عودته إليها، بعد أن أعلن فيصل العبد الهادي الأمين العام للاتحاد السعودي لكرة القدم عن قرار إرسال مندوب أو موفد رسمي من الاتحاد مع الفرق الأربعة في حالة سفرها إلى إيران وفي ذلك تأكيد على أن المسؤولين يقبلون ويستجيبون مع نداءات الصحافة واقتراحاتها، وعلى أن الصحافة ليست فقط (مساحات) للنقد والتقريع وتصيد الأخطاء وإنما قد تكون (سباقة) في استشراف المستقبل وفي طرح الأفكار أو التذكير بالآراء العملية البناءة.