تأليف المؤرخ: عثمان بن عبدالله بن بشر (1210) (1290) ه. تحقيق: أ.د. حمد بن ناصر الدخيل. تتحفني دارة الملك عبدالعزيز بما صدر من مطبوعاتها وقد حرصت على تنوع إصدارتها وشمول مؤلفاتها وهذا الكتاب لمؤرخ نجد الشهير عثمان بن بشر الذي عرف بكتابه (عنوان المجد في تاريخ نجد) وهذا الكتاب طبع مؤخراً (1431ه) قام بتحقيقه وعلق عليه أ.د. حمد الدخيل أستاذ الأدب والنقد بكلية اللغة العربية بعد وجود نسخة خطية عند أحفاد المؤلف كتبها بخط يده وتعد من فرائد التراث الحديث في المملكة. ويورد هذا الكتاب الأدبي آداب المعاشرة والتربية الخلقية من خلال بعض الأخبار الأدبية في ذم الثقلاء والمتطفلين الذين يلمون بالمجالس من غير دعوة ويطيلون الجلوس فيها من غير رغبة في بقائهم كما يذكر جملة من الآداب والحكم والأمثال المتعلقة بالزيارة وعدم الإطالة فيها كما يتناول الكتاب الحماقة ويذكر صفات الأحمق ويورد بعض أخبار الحمقى وينقل الأقوال والأشعار التي كتبت عنهم ويشير إلى صفاتهم معتمداً في معلوماته تلك على كتاب (المستطرف) للأبشيهي. ولقد جاءت أهمية هذا الكتاب وما حفل به من موضوعات طريفة من مكانة مؤلفه التاريخية وهو الشيخ عثمان بن بشر الذي حظي بدراسات ومؤلفات كثيرة وقد أبرز هذا الكتاب تنوع ثقافته واهتمامه الأدبي واطلاعه وإلمامه بنصيب كبير من كتب الأدب العربي واهتمامه وحرصه على نقل ما احتوت عليه تلك الكتب التراثية من أبيات وحكم بليغة فما زال الشعر العربي علم قوم حفظوا به لغة العرب التي هي وعاء القرآن الكريم والسنة النبوية واستعانوا به على فهمها وفي تراثنا العظيم كان أئمة القرآن والحديث من الأوائل علماً بالشعر ورواية له ونقداً مثل الإمام الشافعي وابن قتيبة وأبي عمرو بن العلاء ولقد قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إن من الشعر لحكمة وإن من البيان لسحراً ولقد ضم الكتاب بين دفتيه حكماً وآداباً تربي النشء على حسن الأخلاق وصالح الأعمال وفوائد تربوية ولقد بذل المحقق الأستاذ الدكتور حمد بن ناصر الدخيل أستاذ الأدب والنقد بكلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود جهداً كبيراً حيث قام بالتحقيق وتخريج نصوصه وضبطه بدراسة موجزة تناول فيها حياة المؤلف وشيوخه وثقافته وعلمه وتحدث عن الكتاب وأهميته وسبب تأليفه ومضمونه ومصادره ومخطوطته ومنهج التحقيق كما ختم الكتاب بالفهارس الفنية - ولقد لاحظت رجوعه إلى عدد كبير من المصادر المراجع- المشهورة والمعروفة بأمهات كتب الأدب والتراث وبالجملة فإن الكتاب يتحدث عن جانب اجتماعي في القرن الثالث عشر الهجري ويحتوي على جملة من الحكم والأمثال والأشعار تهدف إلى العظة والعبرة. فتحية للدارة على اهتمامها بنشر الكتب التراثية والاهتمام بتاريخنا الفكري والعلمي ودراسته ونشره ليبقى للأجيال صفحة مضيئة فهناك الكثير من المخطوطات تحتاج إلى جهود مضاعفة للوصول إليها ومن ثم تحقيقها ونشرها وهذا يستدعي البحث المتواصل وجمع المزيد من المصادر والوثائق والمخطوطات مما سيؤدي إلى الكشف عن الكثير من جوانب تاريخ بلادنا وآدابها وخصوصاً أن هذا التراث الأدبي سوف يسهم في إغناء التاريخ وإثراء الدراسات حوله ويدفع بعدد من الدارسين والباحثين نحو ذلك. وفق الله الجميع لخدمة تاريخنا وتراثنا وبالله التوفيق. عبدالله بن حمد الحقيل