الدرن يعتبر أحد الأمراض التي تم التحكم فيها بنسبة عالية بعد توفر وسائل التشخيص والعلاج الحديثة. وحتى نهاية القرن الرابع عشر الهجري كانت نسبة الإصابة بالدرن تتناقص بشكل تدريجي، إلا أنه مع بداية ظهور مرض نقص المناعة المكتسب وتراخي بعض البرامج الوقائية بدأت نسبة الإصابة بالدرن تزداد مما استدعى عودة الاهتمام به مرة أخرى وتوجيه جهود أكثر للاهتمام به والدرن يصيب أجزاء كثيرة من جسم الإنسان وأكثرها إصابة الجهاز التنفسي لذلك سنورد نبذه عن الدرن الرئوي. فالإنسان يصاب بالدرن عن طريق استنشاق عصياته من الهواء الملوث بها عند وصول هذه العصيات تتخلص الرئتان منها عن طريق الجهاز المناعي إلا أنه تبقى نسبة أقل خاملة بحيث تنشط عند تعرض الإنسان لعارض صحي أو التعرض للعدوى مرة أخرى. الأعراض: أعراض الدرن الرئوي كثيرة وهي تنقسم إلى: أعراض عامة: يشترك بها مع أنواع الدرن الأخرى مثل خمول عام وارتفاع في حرارة الجسم وزيادة في التعرق خصوصاً في الليل وفقدان الشهية للطعام تتسبب في نقص الوزن. أما الأعراض الخاصة بالجهاز التنفسي فأهمها السعال المزمن المصحوب ببلغم أو دم وآلام في الصدر التي تزيد عند السعال أو الشهيق أو كتمة في النفس. فعند قراءة هذه الأعراض ينبغي عدم القلق أن أي شخص لديه مثل هذه الأعراض يكون لديه درن رئوي ولكن إذا استمرت هذه الاعراض لفترة طويلة فإن الدرن قد يكون أحد الأسباب المحتملة خصوصا عند تعامل المريض مع شخص مصاب بدرن مفتوح أو مُعدي لذلك يلزم مراجعة طبيب مختص لتقييم الحالة. التشخيص: هناك كثير من الفحوصات لتشخيص المصاب بالدرن الرئوي وأهمها: 1 - أشعة الصدر التي تبين بعض العلامات الدالة على الدرن مثلا الالتهاب الصدري خصوصا في الفصوص العلوية أو حدوث تجويف في الرئتين أو استسقاء رئوي أو تضخم في الغدد الليمفاوية. 2 - تحليل البلغم بصبغات خاصة تكشف عن عصيات الدرن وهذا تحليل سهل نسبيا ويوجد في الكثير من المستشفيات. 3 - زراعة البلغم والتي تعطي نتيجة أكيدة عند 60 - 70% من الحالات وكذلك يتم عن طريقها معرفة مدى قابلية عصيات الدرن للعلاج. 4 - عند عدم الوصول إلى التشخيص الأكيد فقد يلزم عمل منظار رئوي لعمل مسحة أو غسيل وأخذ عينة من الرئة. وهو إجراء على جانب كبير من الأمان. 5 - هناك بعض الوسائل التي تستطيع الكشف عن جرثومة الدرن خلال فترة قصيرة لا تتجاوز ساعات ولكنها لا توجد إلا في بعض المراكز المتقدمة. العلاج: الوقاية من مرض الدرن ضرورية وذلك بعلاج الحالات المصابة وعزلها لمدة أسبوعين أو حتى يتم التخلص من هذه العصيات على أن يكون المريض منتظما على العلاج. الدرن الرئوي يلزمه 6 أشهر من العلاج المنتظم في أول شهرين تستخدم «3 - 4» أدوية ثم تكمل باقي الفترة «أربعة أشهر» بنوعين آخرين من العلاج. نسبة نجاح علاج الدرن عالية جداً وتتجاوز 90% إذا كانت عصيات الدرن غير مقاومة للأدوية. وفي الختام ندعو الله أن يقينا من الأمراض ويتم الشفاء لمرضانا إنه سميع الدعاء. د. محمد بن سعد المعمري استشاري الأمراض الباطنة والصدرية