تزامنا مع النشاطات التعبدية والاجتماعية الموسمية، في ظل تقلب الطقس، والتزاحم في أماكن الشعائر الدينية والتسوق، ترتفع نسبة الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي العلوي الفيروسية، وتزداد أعراض رشح الأنف، وآلام الحلق، والسعال، وارتفاع درجة حرارة الجسم، وسهولة الإعياء. ولا يستدعي ذلك أكثر من العلاج التحفظي، كالراحة البدنية، وشرب كثير من السوائل، إضافة إلى تناول مخفضات الحرارة ومضادات الاحتقان، أو أدوية السعال لبضعة أيام. لكن بعض الناس يمكن أن يعاني من التهابات بكتيرية تصيب اللوزتين، أو الجيوب الأنفية، أو الرئتين، مما يسبب ارتفاعا حادا في درجة الحرارة، وصداع الرأس، وتلونا في إفرازات الأنف أو البلغم، مما يضطر الطبيب إلى وصف المضادات الحيوية للقضاء على العدوى. ومن الملاحظ، إساءة كثير من الناس استخدام المضادات الحيوية، عند شعورهم بأول أعراض التهاب الحلق، دون سبب طبي وجيه، مما قد يساعد على انتشار أنواع من البكتيريا، تتميز بمناعة ضد عدد من المضادات الحيوية المختلفة. ويمكن أيضا الإصابة بعدوى الانفلونزا الموسمية، ذات أعراض الارتفاع الحاد في درجة الحرارة والصداع، والإعياء الشديد وآلام المفاصل والعضلات، والسعال الجاف المزعج، إضافة إلى اضطرابات الجهاز الهضمي. وفي حال عدم الاهتمام بوسائل العلاج التحفظية أو قلة جدواها، أو وجود أمراض مزمنة أخرى، قد تتطور الحالة إلى الإصابة بالتهاب رئوي بكتيري، يضاعف الأعراض، ويجعل من الضروري في بعض الأحيان إدخال المريض إلى المستشفى لعلاج نقص السوائل والأملاح، وإعطائه المضادات الحيوية الملائمة عن طريق الوريد. ومن الضروري التنبيه على احتمال إصابة بعض الناس بعدوى الدرن (السُّل)، نتيجة انتقال بكتيريا الدرن من شخص لآخر عن طريق رذاذ الجهاز التنفسي أثناء التزاحم، واتخاذ الإجراءات المناسبة لتشخيص وعلاج هذا النوع الخاص من عدوى الرئتين. وتتلخص وسائل الوقاية بإذن الله في التغذية السليمة المتنوعة، وأخذ الكفاية من النوم الجيد، وتجنب الجفاف، وتغطية الفم عند السعال، أو ارتداء الكمامة الواقية أثناء التزاحم في أماكن العبادة، إضافة إلى أخذ لقاح الانفلونزا قبل موسم الحج، خاصة لمن يعانون من أمراض صدرية أو طبية أخرى مزمنة. * استشاري الأمراض الصدرية واضطرابات النوم [email protected]