استهدفت طائرتان أميركيتان من دون طيار متشددين موالين لتنظيم «داعش» في ولاية ننغرهار شرق أفغانستان أمس، ما أدى إلى مقتل بين 25 و49 متشدداً وفق تقديرات متضاربة لمسؤولين أفغان وأجانب. وأوضح مسؤول إقليمي أن الغارتين نفِذتا بفارق ساعتين على موقعين يتجمع فيهما المقاتلون في شكل منتظم، علماً أن عدد المتشددين الذين يبايعون «داعش» يزداد في أفغانستان، ما يجعلهم أهدافاً لهجمات الطائرات الأميركية من دون طيار. وفي ظل تصعيد حركة «طالبان» عملياتها ضمن «هجمات الصيف» السنوية، قتِل شخص وجرح خمسة في هجومين انتحاريين على قوات الحلف الأطلسي (ناتو) ووكالة الاستخبارات الأفغانية في كابول، التي شهدت هجومين كبيرين آخرين في الأسابيع الثلاثة الأخيرة أسفرا عن سقوط أربعة مدنيين. في الهجوم الأول، فجر انتحاري سيارة مفخخة لدى عبور آلية ل «الأطلسي» جنوب غربي كابول، حيث جُرح ثلاثة أشخاص أحدهم أجنبي، علماً أن الحلف أنهى رسمياً مهمته القتالية في كانون الأول (ديسمبر) 2014 بعد 13 سنة على إطاحة نظام «طالبان»، لكنه لا يزال يحتفظ بقوة صغيرة لتدريب القوات الحكومية ودعمها. وبعد ساعة، حاول ثلاثة مسلحين اقتحام فرع مكتب المديرية الوطنية للأمن (الاستخبارات الأفغانية) جنوب غربي العاصمة أيضاً، ففجر أحدهم حزاماً ناسفاً حمله أمام أحد المداخل الذي وصل إليه على متن دراجة نارية، ما أدى إلى مقتل رجل أمن، ثم أردى الحراس زميليه. على صعيد آخر، أرسلت الحكومة الأفغانية للمرة الأولى وفداً إلى إسلام آباد لإجراء «محادثات سلام» مع متمردي «طالبان». وكان وفد من الحركة عقد لقاءات غير رسمية مع ممثلين عن المجتمع المدني الأفغاني في أوسلو منتصف حزيران (يونيو)، وتناولت ظروف النساء الأفغانيات. وسبق ذلك لقاءات أخرى في قطر والصين والنروج. وقال سيد ظفار هاشمي، أحد الناطقين باسم الرئيس الأفغاني أشرف غني: «وصل حكمت خليل كارزاي، نائب وزير الخارجية الى إسلام آباد مع وفد من المجلس الأعلى للسلام»، الهيئة المكلفة ضم «طالبان» إلى المفاوضات. لكنه لم يوضح فحوى المحادثات ولا هوية ممثلي «طالبان». ويراهن غني كثيراً على إنشاء علاقات أكثر ودية مع جاره الباكستاني القريب جداً تاريخياً من «طالبان»، لإرساء السلام في بلاده، علماً أن مراقبين يرون أن النزاع الأفغاني لا تمكن تسويته من دون مشاركة باكستان، خصوصاً أن المنطقة الحدودية المضطربة مع أفغانستان تضم عدداً من الجماعات والفصائل الإسلامية.