إسلام آباد، كابول، بروكسيل - «الحياة»، أ ف ب، رويترز - أعلن مسؤولون في الاستخبارات الباكستانية امس ان غارة جوية اميركية شنتها طائرة من دون طيار على منطقة في شمال غربي باكستان امس أدت الى مقتل ثمانية متشددين يحملون الجنسية الألمانية. واضاف المسؤولون ان الثمانية قتلوا حينما أطلقت طائرة بدون طيار صاروخين على مسجد في ميرالي في وزيرستان الشمالية. وجاءت الضربة بعد يوم من اصدار الولاياتالمتحدة وبريطانيا تحذيرين من زيادة خطر وقوع هجمات ارهابية في أوروبا. في هذا الوقت، اتجهت حركة «طالبان باكستان» الى تصعيد الهجمات على شاحنات امدادات قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) الى افغانستان، ما يمكن ان يطيل أمد إغلاق السلطات الباكستانية طريق الإمداد الحيوي عبر اراضيها، الأمر المستمر منذ الخميس الماضي، احتجاجاً على مقتل جنود باكستانيين بغارات شنتها مروحيات تابعة للحلف انطلاقاً من افغانستان. وأحرق مسلحون متشددون نحو 20 شاحنة تموين ل «الأطلسي» محملة بمواد غذائية وتجهيزات ومحروقات وقتلوا 3 من حراسها في احدى ضواحي إسلام آباد، ما شكل الهجوم الثاني من نوعه خلال يومين، بعد الأول في السند (جنوب) الجمعة الماضي، حين احرقت نحو 37 شاحنة. وقال الناطق باسم «طالبان باكستان» أعظم طارق: «نفذ مجاهدونا الهجمات التي سنواصلها للانتقام من الغارات التي تشنها طائرات اميركية من دون طيار داخل باكستان». وكانت طائرات الاستطلاع الأميركية شنت 23 غارة في المنطقة الشهر الماضي، وهو رقم قياسي منذ بدء هذه العمليات صيف 2008، وربطت وسائل اعلام غربية هذا الأمر، بمحاولة وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي أي أي) إحباط مخطط اعتداءات منسقة في مدن اوروبية وضعها قادة تنظيم «القاعدة» في باكستان. وأضاف طارق: «لن نسمح باستخدام الأراضي الباكستانية كممر امدادات لقوات الحلف الأطلسي في افغانستان»، علماً ان استخدام إسلام آباد المخاوف الأمنية ذريعة لإغلاق الطرق حالياً يسمح لها بالتعبير عن عدم رضاها من الأميركيين من دون المخاطرة بإثارة غضب الشارع، في وقت تراجعت شعبيتها فعلياً بسبب اسلوب تعاملها مع كارثة الفيضانات التي ضربت البلاد في آب (اغسطس) الماضي. ورأى محللون ان باكستان لا تستطيع إغلاق طرق الإمدادات لفترة طويلة، في وقت يزودها حليفها الولاياتالمتحدة مساعدات عسكرية قيمتها بليون دولار سنوياً من اجل التصدي ل «طالبان»، خصوصاً بعدما ابدى الأمين العام ل «الأطلسي» اندرس فوغ راسموسن أسفه لمقتل جنود باكستانيين بغارات الحلف، داعياً إسلام آباد الى أن تسمح مجدداً و»في اسرع وقت» بمرور قوافل الإمدادات. وقال راسموسن: «اجريت نقاشاً جيداً وصريحاً مع وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي الذي التزم العمل لإعادة فتح الطريق»، مؤكداً ان الحادث «كان غير متعمد، وهو يكشف ضرورة تحسين الحلف الأطلسي وباكستان تعاونهما وتعزيزه في منطقة الحدود الأفغانية - الباكستانية لمنع مسلحي طالبان من عبورها، ومهاجمة القوات الأجنبية في افغانستان». في غضون ذلك، اعلن الحلف الأطلسي مقتل ثلاثة من جنوده في هجمات شُنت جنوبافغانستان وشرقها حيث ينشط متمردو «طالبان»، ما رفع الى 559 عدد الجنود الأجانب الذين قتلوا في افغانستان هذه السنة، وهو العدد الأكبر منذ اطاحة نظام الحركة نهاية عام 2001.