أضرم مستوطنون يهود فجر أمس النار في مسجد حديث وكبير في قرية ياسوف قرب نابلس شمال الضفة الغربية، ما ادى الى احتراق محتوياته من سجاد ومكتبة تضم عشرات المصاحف والكتب الدينية، اضافة الى تدمير شبكة الكهرباء وإحداث تصدعات سطحية في جدرانه الداخلية. ويأتي هذا التصعيد الذي وصفته حركة «حماس» ب «الجريمة الدنيئة» فيما وصفته اسرائيل ب «الخطير»، في إطار سياسة «جني الثمن» التي ينتهجها المستوطنون وتقضي بالانتقام من الفلسطينيين، كلما اتخذت السلطات الاسرائيلية قراراً ضد الاستيطان. وأظهرت تحقيقات فلسطينية أن مستوطنين تسللوا الى القرية من المستوطنات المجاورة عبر طرق فرعية، وأضرموا النار في المسجد. ووقّع المستوطنون اعتداءهم بشعار كتبوه على الجدار الخارجي للمسجد باللغة العبرية يقول: «الانتقام لنار ايفي»، في اشارة الى مستوطن اعتقلته اسرائيل أخيراً على خلفية جرائم قتل ارتبكها بحق فلسطينيين. كما تركوا شعارات آخرى تقول: «سنحرقكم كلكم»، و«استعدوا لدفع الثمن». وقال رئيس المجلس القروي لياسوف عبد الرحيم مصلح ل «الحياة» ان «المستوطنين حطموا الباب الرئيسي للمسجد (مسجد حسن خضر)، وأضرمو النار في الطبقة الثانية منه بعد ان سكبوا كمية كبيرة من مادة البنزين سريعة الاشتعال على سجاده». ورجحت مصادر امنية فلسطينية ان يكون الفاعلون قدموا من مستوطنة «تفوح» المجاورة للقرية. والمسجد المستهدف واحد من أربعة مساجد في القرية التي يبلغ عدد سكانها ألفي مواطن، وتحيط بها سبع مستوطنات تصنف ضمن ما يسمى «كتلة ارئيل» الاستيطانية التي تضم 22 مستوطنة مقامة على اراضي محافظة سلفيت وقرى جنوب غربي نابلس، وتمتد من «الخط الاخضر» حتى مشارف الاغوار. وطالبت اسرائيل في المفاوضات بضم هذه الكتلة الى حدودها، الأمر الذي رفضه الجانب الفلسطيني لانها تفصل بين شمال الضفة ووسطها. ووصلت الى الموقع في ساعات الصباح قوات من الجيش الاسرائيلي، ما أدى الى وقوع مواجهات رشق خلالها شبان القرية دوريات الجيش بالحجارة. واكد الجيش الاسرائيلي للسلطة الفلسطينية انه يعتبر الحادث «خطيرا»، كما دانه وزير الدفاع ايهود باراك، وقال: «هذا عمل متطرف هدفه الاضرار بجهود الحكومة الساعية الى دفع العملية السياسية من اجل مستقبل اسرائيل». في الوقت نفسه، نقلت الاذاعة الاسرائيلية عن رئيس مجلس المستوطنات في الضفة (يشع) داني ديان قوله ان هذا العمل «احمق وكريه» و«يؤذي الاستيطان». من جانبها، نددت حركة «حماس» بالاعتداء على المسجد، وقال رئيس رباطة علماء فلسطين، النائب «الحمساوي» الشيخ حامد البيتاوي ان الحادث «جريمة في سلسلة جرائم الاحتلال في حق الارض والمقدسات الاسلامية». ووصف المستوطنين بأنهم «عنصريون وارهابيون وبربريون في جرائمهم التي تستهدف كل شيء مقدس عندنا»، معتبرا ان حرق المسجد «فعلة دنيئة».