احتفل أقباط مصر أمس بعيد القيامة وسط تدابير أمنية مشددة. وأناب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي كبير الياوران لحضور قداس العيد الذي ترأسه بطريرك الأقباط الأرثوذكس البابا تواضروس الثاني مساء أول من أمس في المقر البابوي في القاهرة. وكانت وزارة الداخلية شددت إجراءاتها الأمنية في محيط الكنائس، وزادت من أعداد القوات المكلفة بالتأمين، ووزعت كاميرات مراقبة فوق أسطحها، ومنعت السيارات من الانتظار في محيطها، كما جرت عمليات تمشيط واسعة لإحباط أي عمليات إرهابية. وكانت الإجراءات أكثر حزماً في محيط الكاتدرائية، حيث منعت الشرطة السيارات من الدخول، وألزمت الضيوف بالدخول مترجلين، كما وضعت بوابات للكشف عن المتفجرات في المداخل. وكان بطريرك الأقباط ترأس قداس عيد القيامة مساء أول من أمس، في حضور كبير الياوران اللواء صبري السيد يوسف مندوباً عن الرئيس السيسي، إضافة إلى عدد من الوزراء وكبار رجال الدولة وسفراء دول عربية وأجنبية عدة وعدد من ممثلي الكنائس الشرقية في مصر. وتوافد أمس كبار المسؤولين على الكنيسة لتقديم التهنئة. وكان في مقدمهم رئيس الوزراء إبراهيم محلب، واستقبله البابا تواضروس الذي كان أيضاً استقبل عدداً من الوزراء بينهم وزير التخطيط أشرف العربي ووزير الري والموارد المائية حسام مغازي، إضافة إلى شخصيات عامة بينها الديبلوماسي المخضرم عمرو موسى وكبار أساقفة الكنيسة والمجمع المقدس. وقال محلب: «كل سنة والمصريين كلهم بخير وطيبون... كل سنة ومصر في محبة وسلام. مصر ترسل رسالة (مفادها) أنها ستعيد حضارتها على رغم أن هناك من لا يريدون ذلك. نعتمد على الله وعلى الاصطفاف الوطني. ولا أحد سيتمكن من عمل أي شرخ داخل بلادنا. لا نملك رفاهية أن لا نعمل. لا بد من أن نبني بلادنا ونعمل لأن لا وقت لدينا». واعتبر أن «العالم بعث برسالة إلى مصر خلال المؤتمر الاقتصادي أنها على الطريق الصحيح». وقال البابا في كلمة أمام الحضور في الكاتدرائية إن «مناسبات الأعياد تعطينا الصورة الجميلة والأصيلة للحياة المصرية». وأضاف: «لا أحد منا يشبه الثاني. لكن التنوع هو أساس الحياة لأنه يعطينا التكامل الذي نحتاجه». ورأى أن «التجمع خلال المناسبات والأعياد يعطينا الصورة الأصيلة للحياة المصرية، ويؤكدها لكل العالم، سواء في المناسبات الوطنية أو القومية أو الدينية». وأضاف: «يقولون إن الجو بارد، وفيه مطر، وهذا خير من عند ربنا، وغداً سيكون أجمل. الربيع يذكرنا بالتنوع، ومبدأ التنوع هو الجمال في حياة الإنسان، والتنوع له هدف أصيل هو الجمال، وهدف آخر وهو التكامل». وشدد على أن «كلنا نحتاج بعضنا بعضاً. حتى الإنسان الذي يعمل أبسط عمل نحتاجه. وأعيادنا في تنوعها تظهر جمال بلدنا مصر، ومحبة إخوتنا المصريين تبدأ بالرئيس في مجاملته واهتمامه ومحبته المستمرة، و(أول من) أمس أناب أحد الأحباء لتقديم هذه التهنئة، وهنأ أقباط الخارج ببرقيات، إضافة إلى محبة رئيس الوزراء وتواجده معنا».