بدأت احتفالات الأقباط المصريين بأعيادهم وسط استنفار أمني لافت وانتشار أمام الكنائس، فيما تجدد الجدل في شأن سفر مئات الأقباط إلى القدسالمحتلة عبر إسرائيل للحج، ما انتقدته الكنيسة التي توعدت مخالفي قرارها منع السفر إلى الدولة العبرية بعقوبات كنسية فور عودتهم. ومن المنتظر أن يشارك رئيس الوزراء إبراهيم محلب وعدد من قيادات الدولة في قداس عيد القيامة الذي سيترأسه مساء السبت المقبل بطريرك الأقباط الأرثوذكس البابا تواضروس الثاني. وكانت أجهزة الأمن استبقت بدء الاحتفالات القبطية ب «أسبوع الآلام» الذي بدأ أمس بإجراءات أمنية قاسية، لا سيما في المحافظات التي شهدت استهدافاً لهم في جنوب البلاد، فنشرت مكامن في محيط الكنائس مدعمة بالكلاب المدربة على اكتشاف المفرقعات، ومنعت وصول السيارات إلى الكنائس. وقال المستشار القانوني للكنيسة نجيب جبرائيل ل «الحياة»: «تحدثنا مع وزير الداخلية وتعهد لنا إجراءات أمنية غير مسبوقة، وهو ما لاحظناه بالفعل». وأكد أن «الأقباط سيتحدون تهديدات الإرهاب وسيخرجون بكثافة للاحتفال بأعيادهم». ويتوقع أن يتسابق المرشحون للرئاسة على الكنيسة للتهنئة بالعيد وأملاً في الحصول على دعمها في السباق الرئاسي، لكن يبدو أن الكتلة التصويتية الأكبر بين الأقباط محسومة لوزير الدفاع السابق عبدالفتاح السيسي الذي أعلن البابا دعمه ضمناً. ورغم أن البابا اعتبر أن ترشح السيسي «واجب وطني»، إلا أن جبرائيل لا يرى هذا دعماً، ويشير إلى أن «البابا أشاد بصباحي كما أشاد بالسيسي». وكان السيسي ألقى بيان عزل الرئيس السابق محمد مرسي في حضور البابا تواضروس الثاني وشيخ الأزهر أحمد الطيب، كما أنه انتقد أكثر من مرة «الخطاب الإسلامي المتشدد»، واعتبر أن البلاد في حاجة إلى إعادة النظر في الثقافة الدينية، وهي التصريحات التي عززت أسهمه بين الأقباط. ويتوقع جبرائيل «ذهاب أصوات غالبية الكتلة القبطية إلى السيسي» الذي يقول ان «الأقباط يرون فيه مخلصاً من كابوس الإخوان». وكشف ل «الحياة» ترتيب لقاءات لعدد من الشخصيات القبطية مع السيسي وصباحي الأسبوع المقبل «سنعرض خلالها عليهم بعض الأسئلة في مقدمها: هل يمانع المرشح في ضم أقباط إلى هيئة مستشاريه في الرئاسة أو نوابه؟ وما موقفه من قانون بناء دور العبادة الموحد؟ ووصول الأقباط إلى الوظائف العليا في الدولة؟ بعدها سنعلن موقفنا رسمياً، وإن كان الاتجاه الغالب دعم السيسي». ويتفق الناشط القبطي عماد العريان مع جبرائيل على أن غالبية أصوات الأقباط ستكون لوزير الدفاع السابق. وقال العريان، وهو عضو «ائتلاف شباب ماسبيرو» الذي تشكل بعد مواجهات بين الجيش ومتظاهرين أقباط قُتل خلالها عشرات المتظاهرين في العام 2011: «سنطالب الرئيس الجديد بالإشراف على إنهاء ملفات أحداث العنف التي وقعت خلال السنوات الثلاث الماضية وتقديم الجناة إلى القضاء عبر عدالة ناجزة وإحياء دولة القانون». وانتقد الاعتماد على الجلسات العرفية لحل الأزمات. إلى ذلك، جدد سفر مئات المسيحيين المصريين إلى القدسالمحتلة عبر إسرائيل للحج وحضور احتفالات عيد القيامة بالمخالفة لتعليمات الكنيسة، الجدال في شأن التطبيع مع الدولة العبرية. وتمنع الكنيسة الأرثوذكسية منذ عهد البابا الراحل شنودة الثالث سفر الأقباط إلى القدس بتأشيرات إسرائيلية. وقال جبرائيل إن «قرار منع السفر لم يكن قرار البابا شنودة وحده، بل كان قراراً صادراً عن المجمع المقدس، وما زال سارياً. وليس كما يعتقد بعض الأقباط أنه لم يعد مفعلاً بوفاة البابا شنودة». ولفت إلى أن البابا تواضروس الثاني «وجه بضرورة إنزال عقوبات بحق المخالفين للقرار». تصريحات صباحي وعلى صعيد الاستعدادات للانتخابات الرئاسية التي يغلق باب الترشح لها الأحد المقبل، اعتبر المرشح الرئاسي المحتمل حمدين صباحي أن أخطاء السلطة الحالية فضلاً عن ضعف القوى السياسية أدت إلى تفكك «تحالف 30 يونيو» الذي نشأ في مواجهة حكم «الإخوان المسلمين»، منتقداً في شدة قانون التظاهر الذي وصفه ب «الخطيئة» واعتبره «أحد الأسباب التي صنعت فجوة بين السلطة وشباب الثورة». وشدد صباحي في مقابلة تلفزيونية على أن «مصر أكبر من أن تكون قضيتها الرئيسة هي الأمن رغم ضرورة الأمن. مصر تحتاج الأمن ولكنها تحتاج أيضاً الصحة والتعليم والعدالة الاجتماعية والحرية والتخلص من المحسوبية». وأكد أنه يخوض معركة الانتخابات الرئاسية «مراهناً على جماهير الشعب المصري التي تعلم من هو مرشح الثورة الحقيقي ومن هو الذي سيعيد استبداد نظام حسني مبارك مرة أخرى»، مضيفاً أن «من يدعي أن المعركة محسومة هم من يريدون حرمان المصريين من حقهم في الاختيار... المعركة ليست محسومة أبداً والأصوات في صناديق الانتخابات هي التي ستحسمها». وأكد أن حملته «لا تعاني أزمة في مسألة التوكيلات». وقال: «اقتربنا من الانتهاء من التوكيلات وسنكمل خلال هذا الأسبوع العدد المطلوب». وأشار إلى أن برنامجه «سيطرح قريباً في أعقاب التقدم بأوراق الترشح وسيكون خاضعاً للتطوير طوال الحملة الانتخابية بمساعدة القوى السياسية». وقال: «لدينا تصورات جادة للقضاء على دولة الفساد وتصورات أخرى في استخدام الطاقة الشمسية كبديل لأزمة الطاقة فضلاً عن تصورات جادة في تنمية الصعيد، وهناك جزء كامل في برنامجنا عن الصعيد وأزماته، والبرنامج يحتوي تصوراً جاداً خاصاً بالعدالة الاجتماعية يشمل توسيع قاعدة الضريبة والحدين الأقصى والأدنى للأجر». وأشار إلى أنه في حال عدم فوزه في الانتخابات سيكون «جزءاً من معارضة وطنية». وقال: «إذا لم نفز في الانتخابات سنكون شركاء في تحقيق أهداف الثورة من موقع المعارضة... وسنبني جبهة وطنية تدافع عن حق المصريين في دولة عادلة».