قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال كلمته في افتتاح القمة العربية ال 26 اليوم السبت إن الأمة العربية لم يسبق أن شعرت بتحدٍّ لوجودها وبتهديدٍ لهويتها العربية كالذي تواجهه اليوم على نحو يستهدف الروابط بين دولها وشعوبها، ويعمل على تفكيك نسيج المجتمعات داخل هذه الدول ذاتها والسعي إلى التفرقة بين مواطنيها واستقطاب بعضهم وإقصاء البعض الأخر على أساس الدين أو المذهب. وتسلّم السيسي رئاسة القمة العربية من أمير الكويت الشيخ الصباح الأحمد الجابر الصباح، مرحّباً في كلمته بملوك ورؤساء وأمراء الدول العربية، قائلاً: «أرحب بكم في بلدكم الثاني مصر، واسمحوا لي أن أبدأ الجلسة بإلقاء كلمة مصر». وأضاف: «يسعدني أن أرحب بكم جميعا أخوة أعزاء على أرض مصر، وأن أنقل إليكم كل تقدير ومودة الشعب المصري الذي طالما اعتز بانتمائه إلى أمته العربية التي بذل المصريون وسيبذلون دوماً أغلى ما يملكون صونا لاستقلالها وكرامتها». ووجه السيسي الشكر إلى أمير الكويت الشيخ الصباح الأحمد الجابر الصباح «لقيادته الحكيمة ورؤيته السديدة خلال تولي الكويت رئاسة الدورة الماضية للقمة العربية، والتي أضافت لبنة جديدة إلى بناء العمل العربي المشترك، ولا يفوتني أن أشيد بالجهود التي بذلتها الأمانة العامة لجامعة الدول العربية وأمينها العام الدكتور نبيل العربي طوال الدورة السابقة وللإعداد إلى اجتماعنا اليوم». وقال السيسي: «السيدات والسادة. استشعر عظم المسؤولية لتزامن مشاركتي الأولى في قمة عربية رئيساً لمصر (بيت العرب) مع تشرفها باستضافة ورئاسة الدورة الحالية، فلا يخفى عليكم أن خطورة العديد من القضايا التي تواجهنا في هذه المرحلة في أنحاء الوطن العربي بلغت حداً جسيماً بل وغير مسبوق من حيث عمق بعض الأزمات واتساع نطاقها وسوء العواقب المترتبة عليها في الحاضر والمستقبل»، مشيراً إلى أن انعقاد القمة اليوم تحت عنوان «التحديات التي تواجه الأمن القومي العربي» إنما «يمثل تعبيراً عن إدراكنا لضرورة أن نتصدى لتلك القضايا من دون إبطاء أو تأجيل من خلال منهج يتسم بالتوازن والمصداقية وعبر أدوات ذات تأثير وفاعلية. عانت أمتنا العربية من المحن منذ إنشاء جامعتها ما بين الكفاح من أجل تحرير الإرادة الوطنية أو للتخلص من الاستعمار أو الحروب التي خاضتها دفاعاً عن حقوقها وبين تداعيات المشكلات الاقتصادية الخارجية والداخلية». وتابع: «لكن هذه الأمة وفي أحلك الظروف لم يسبق أن استشعرت تحدياً لوجودها وتهديداً لهويتها العربية كالذي تواجهه اليوم على نحو يستهدف الروابط بين دولها وشعوبها، ويعمل على تفكيك نسيج المجتمعات في داخل هذه الدول ذاتها والسعي إلى التفرقة بين مواطنيها واستقطاب بعضهم وإقصاء البعض الأخر على أساس من الدين أو المذهب أو الطائفة أو العرق. تلك المجتمعات التي استقرت منذ مئات السنين وصهرها التاريخ في بوتقته ووحدتها الآمال والآلام المشتركة وسواء اكتسى ذلك التهديد رداء الطائفة أو الدين أو حتى العرق، وسواء روجت له فئة من داخل الأمة أو أقحمته عليها أطراف من خارجها بدعاوي مختلفة. فإن انتشاره سوف يكسر شوكة هذه الأمة وسوف يفرق جمعها حتي تغدو في أمد قصير متشرذمة في ما بينها ومستضعفة من حولها، بسبب انهيار دولها وشدة انقسامها». وأشار السيسي إلى أن «ذلك التحدي الجسيم لهوية الأمة واستقرار مجتمعاتها وطبيعتها العرببة الجامعة يجلب معه تحدياً آخر لا يقل خطورة لأنه يمس الأمن المباشر لكل مواطنيها، وهو الإرهاب والترويع الذي يمثل الأداة المثلى لهؤلاء الذين يروجون لأي فكر متطرف يهدم كيان الدولة ويعمل على تقويضها».