نفذت قوات «فجر ليبيا» مجزرة ذهب ضحيتها 5 من أفراد عائلة عقيد في الجيش في منطقة ترهونة جنوب شرقي طرابلس. ووقعت المجزرة إثر غارة لسلاح الجو الليبي على معسكر للميليشيات في ترهونة التي تبعد 88 كلم عن العاصمة الليبية. وأفادت تقارير أن مسلحين اقتحموا أمس، منزل عائلة العقيد أبو عجيلة الحبشي، المختطف منذ فترة، وقتلوا ابنه وابنته و3 من أبناء عمومته، فيما أصيبت زوجته بجروح خطرة. كما دهم مسلحو «فجر ليبيا» مزرعة في المنطقة للسفير الليبي السابق لدى كوريا عبدالحميد فرحات، وأطلقوا النار، ما أدى إلى مقتله وثلاثة آخرين كانوا معه. ودانت السفيرة الأميركية لدى ليبيا ديبورا جونز المقيمة في مالطا، الغارة التي شنها سلاح الجو الليبي، مشيرة إلى أنها أدت إلى مقتل 8 من المهجرين من تاورغاء. واعتبرت السفيرة في تغريدة لها على «تويتر» أن «العنف لا يخدم أحداً». لكنها لم تأت على ذكر حادث مقتل عائلة العقيد في الجيش ولا الضحايا الآخرين. إلى ذلك، أسقطت قوات الدفاع الجوي في الجيش الليبي طائرة حربية من طراز «ميغ 23» تابعة لمليشيات «فجر ليبيا» في منطقة الرجبان أمس. وأفادت وكالة الأنباء الليبية الرسمية التابعة للحكومة المعترف بها دولياً، أن هذه الطائرة قامت بقصف مدينة الزنتان (غرب)، إلا أن قوات الدفاع الجوي التابعة للجيش أسقطتها بصواريخ أرض- جو موجهة بالقرب من مدينة الرجبان. وأضافت أن قائد الطائرة لقي مصرعه، فيما حاصرت قوات الجيش المنطقة التي سقطت فيها الطائرة. في الوقت ذاته، أشارت تقارير إلى اشتباكات بين الميليشيات والجيش في مدن عدة غرب ليبيا، خصوصاً في جنوب الجميل ورقدالين والعسة والعجيلات وشلغودة، فيما تحدثت أنباء عن اشتباكات في مدينة الزاوية. ويأتي ذلك في إطار حملة الجيش لاستعادة السيطرة على العاصمة طرابلس. على صعيد آخر، استؤنفت جلسات الحوار الليبي أمس في منتجع الصخيراتجنوبالرباط، بين ممثلين عن مجلس النواب المنعقد في طبرق المعترف به دولياً والمؤتمر الوطني المنتهية ولايته. أتى ذلك بعدما قرر مبعوث الأممالمتحدة إلى ليبيا برناردينو ليون تمديد الحوار يومين، في أعقاب الفشل في تحقيق أي تقدم خلال المشاورات بين الفرقاء الليبيين المستمرة في شكل غير مباشر منذ الخميس الماضي. وغادر ليون الرباط أمس باتجاه بروكسيل للمشاركة في اجتماع ممثلي البلديات والمجالس المحلية الليبية، للبحث في تدابير بناء الثقة، ودعا المشاركين إلى تحويل المناقشات إلى أفكار ملموسة. وقال ليون: «سيظهر لليبيين أنه هناك إفادة حتى قبل التوصل لاتفاق نهائي». وكان ليون أعرب خلال مؤتمر صحافي في اليوم الثالث من الحوار في المغرب، عن أمله في الوصول إلى اتفاق حول تشكيل حكومة وحدة وطنية وترتيبات أمنية. وقال: «الأجواء بناءة والجميع متفق على أن ما نحاول القيام به هنا هو أكثر أهمية، ومن الأهمية أكثر البقاء هنا». وشدد على ضرورة وقف الاقتتال، مشيراً إلى أن احتمال إلغاء الحوار أو مغادرة بعض الوفود كان مطروحاً بعد المعارك في طرابلس. وقال إن الأممالمتحدة مصرة على التسريع في المحادثات، و»سنقوم بكل ما هو ممكن لمواجهة هذا التصعيد العسكري». وأضاف «ليس سراً أننا نريد الإسراع في المحادثات، يمكنكم أن تتخيلوا مدى قلق المجتمع الدولي والأممالمتحدة حول هذه الهجمات وهذا التصعيد العسكري». ورأى مصدر ليبي أن تمسك الفرقاء في حوار المغرب بالمفاوضات غير المباشرة، تعبير عن «استمرار انعدام الثقة» بينهم. وتأمل الأممالمتحدة في الانتقال بحلول نهاية الأسبوع الحالي، إلى مناقشة أسماء الشخصيات المرتقب أن تكون جزءاً من الحكومة. وأشار المصدر إلى أن هذه المرحلة من النقاش هي «الأدق والأصعب» وأن التوافق حول أسماء الشخصيات يظل «التحدي الحقيقي» أمام حوار الصخيرات. وكان ليون أعلن أن الأممالمتحدة تستعد لطرح مبادئ إضافية ستشكل قاعدة لمناقشة حل شامل ونهائي للأزمة في ليبيا. معتبراً أن «اللحظة إيجابية رغم التصعيد العسكري». وزاد أن «ليبيا غير مقسمة إلى معسكرين ولكنها منقسمة على نفسها». وأضاف «ليس كل من في ليبيا يدعم الحوار، هناك من يدعمون الحوار بشدة ويعرفون أن الحل الوحيد هو الحوار وهناك من لا يدعمونه». وأكد أن «النية هي عزل أقلية منهم، تعارض الحوار والحل السياسي وجمع الغالبية من المعسكرين للبدء بالعمل المتعلق بالمفسدين الذين يفضلون الحل العسكري».