في تطور ينذر بقلب الأوضاع في العاصمة الليبية، تمكنت قوات الجيش الليبي أمس، من السيطرة على منطقتي العزيزية وورشفانة (جنوبطرابلس وشرقها) وتمركزت في منطقة كوبري الزهراء بعد سيطرتها على معسكر اللواء الرابع، وذلك تحت ستار قصف جوي نفذته طائرات الجيش على قوات «فجر ليبيا» التي انسحبت في اتجاه منطقة السواني. تلا ذلك سيطرة قوات القبائل المتحالفة مع الجيش على منطقة بئر الغنم وتقاطع معروف بحرف «تي» إضافة إلى سيطرتها على منطقتي بئر الجديد والوغانة. ويفسح هذا التقدم في حال استمرار وتيرته، في المجال أمام الجيش للتقدم في اتجاه المدخل الجنوبي للعاصمة طرابلس واستعادة السيطرة على مطارها الذي تنتشر فيه قوات «فجر ليبيا». وبثت مواقع موالية للجيش صوراً لدخول عناصره إلى بلدة العزيزية وسط ترحيب السكان. أتى ذلك غداة إعلان القيادة العامة للجيش الليبي «بدء عملية تحرير العاصمة» طرابلس. وأفاد بيان صادر عن غرفة عمليات الجيش الليبي في المنطقة الغربية، أن قوات الجيش وبعض الوحدات العسكرية المتمركزة في منطقة بئر الغنم يدعمها سلاح الجو الليبي، بدأت في التقدم لدحر ميليشيات «فجر ليبيا». وأكدت الغرفة في بيان أن «ساعة الخلاص من هذه الجماعات الإرهابية اقتربت، داعية «كل الليبيين الشرفاء إلى التحرك والمساهمة في تحرير الوطن من هذه الجماعات الإرهابية ومن يساندها من بعض الأفراد والجماعات التي خانت الوطن ودماء الشهداء». وأضاف البيان أن «هدف قوات الجيش الوطني الليبي خلال المرحلة القادمة سيكون تحرير العاصمة طرابلس، وكل المدن الليبية من هذه الجماعات الإرهابية»، متوجّهة بنداء إلى «كل الليبيين في كل المدن الليبية وبالأخص المدن الكبيرة منها الواقعة تحت سيطرة هذه الجماعات على غرار الزاوية وغريان وغيرها، التحرك والمساهمة في معركة الوطن». ترافق هذا التطور مع استئناف جلسات الحوار الليبي في المغرب حيث قال مبعوث الأممالمتحدة إلى ليبيا برناردينو ليون، إن أمام الأطراف الليبيين ثلاثة أيام للوصول إلى اتفاق نهائي حول مسودة معروضة على المتفاوضين تبحث ثلاثة ملفات تتعلق بحكومة الوحدة الوطنية والترتيبات الأمنية وإجراءات الثقة. وأكد ليون خلال مؤتمر صحافي قبل انطلاق الجولة الثانية من الحوار الليبي في منتجع الصخيراتجنوب العاصمة الرباط أمس، أن «هناك حاجة ملحة للوصول إلى اتفاق، ونعتقد أنه ينبغي أن تكون هذه الجولة حاسمة». وانطلقت مفاوضات «الفرصة الأخيرة» برعاية الأممالمتحدة في الصخيرات أمس، بين ممثلي السلطات في طبرق المعترف بها دولياً والمؤتمر الوطني المنتهية ولايته، لكن مصادر أشارت إلى أن المباحثات ستتم في شكل غير مباشر. وقال ليون إن أطراف الحوار الليبي عبروا عن الرغبة في مواصلة هذا النظام من المحادثات غير المباشرة « ونحن بالطبع نحترم مواقفهم». لكنه عبّر عن اعتقاده في إمكان لقاء الفرقاء وجهاً لوجه «ونأمل أن يحدثذلك في الأيام المقبلة». ويناقش المتفاوضون في الجولة الثانية من الحوار الليبي تفاصيل حكومة الوحدة الوطنية لإنهاء حالة الانقسام بين المؤسسات في ليبيا، والترتيبات الأمنية لإشاعة الأمن ووقف الاقتتال، إلى جانب انسحاب المليشيات المسلحة من المدن. وشدد ليون على أن لا خيار أمام الأطراف سوى الحوار، معتبراً أن المجتمع الدولي قلق لتزايد الإرهاب «ولا بد من القيام بشيء». وقال إن الوضع لا يرتبط بليبيا وحسب بل بالمنطقة بأسرها، محذراً من أن استمرار الحرب الليبية يهدد بزعزعة الاستقرار في منطقة شمال أفريقيا في إشارة إلى اعتداء تونس الأخير. ودعا الأطراف الليبيين إلى «إدراك أن اللحظة حاسمة «، وإلا فلا خيار سوى «فوضى يمكن أن تستمر لسنوات». وتحاول الأممالمتحدة إقناع الأطراف الليبيين بأن هناك «عدواً مشتركاً» يجب عليها تركيز جهودها لمحاربته، في إشارة إلى تنظيم «داعش».