أضفت الأخبار التي تمّ تناقلها عبر شبكة التواصل الاجتماعي من جهة والقنوات الفضائية الموالية لأحد طرفي النزاع في ليبيا من جهة أخرى، قدراً من الضبابية والبلبلة في شأن حقيقة الوضع على الأرض في طرابلس، بعد أن أعلن الجيش أول من أمس، سيطرته على منطقتي العزيزية وورشفانة الواقعتين في جنوب العاصمة وشرقها، تنفيذاً لقرار الحكومة الليبية المعترف بها دولياً بدء هجوم لتحريرها. وأصدر ناطقون باسم تشكيلات مسلحة تابعة للمؤتمر الوطني المنتهية ولايته بيانات أشارت إلى تقدمهم على المهاجمين من جيش القبائل والقوات الموالية ل»عملية الكرامة» التي يقودها القائد العام للجيش اللواء خليفة حفتر، فيما رد ناطق باسم «الجيش الوطني» التابع للبرلمان الليبي الذي يتخذ من طبرق مركزاً له، إن قواته تقترب من العاصمة الليبية. وسادت حالة هلع بين سكان طرابلس بعد إعلان قنوات فضائية اقتراب قوات حفتر من مشارف العاصمة لدعم الخلايا النائمة الموالية لهم، بينما أجرت قناة موالية لقوات «فجر ليبيا» التي تسيطر على العاصمة، بثاً مباشراً من المداخل الجنوبيةلطرابلس، تحديداً في منطقة كوبري الزهراء، حيث أكد مقاتلوهم دحر مسلحي جيش القبائل ولوائي القعقاع والصواعق. إلى ذلك، أعلن آمر منطقة جبل نفوسة العسكرية العقيد محمد شطيبة أن «قوات فجر ليبيا أحرزت تقدماً سريعاً صباح اليوم (السبت) في ملاحقتها فلول جيش القبائل الهاربة من منطقة العزيزية التي تم دحرها منها مساء الجمعة». في المقابل، أعلن مصدر في غرفة عمليات المنطقة الغربية أن «الجيش الوطني الليبي سيطر السبت على معسكر أم شويشة جنوب العجيلات والمناطق المحيطة به». في غضون ذلك، أغارت طائرة تابعة للجيش على معسكر النقلية المتاخم لمطار طرابلس الدولي المتوقف عن العمل منذ تموز (يوليو) الماضي. وقصفت مواقع في منطقة «خلة الفرجان» حيث معسكر اليرموك الذي يشكّل المدخل الجنوبي للعاصمة. وقال القيادي في سلاح الجو التابع لحفتر صقر الجروشي إن طائراته قصفت مطار معيتيقة في طرابلس ومعسكراً تستخدمه قوات «فجر ليبيا» قرب مطار آخر في العاصمة. وقال مصدر أمني أن المعسكر قُصف، لكن الطائرات أخطأت هدفها حين استهدفت المطار. وذكرت قناة النبأ التلفزيونية ومقرها طرابلس، إن طائرات حربية قصفت أيضاً مطار زوارة في غرب البلاد. من جهة أخرى، أفادت مصادر «فجر ليبيا» بأن القصف على معسكر النقلية لم يوقع اضراراً بشرية، فيما أكد ناطق باسم قوات حفتر ان القصف استهدف مخازن السلاح في المعسكر. وأبلغ مصدر من مدنة سرت «الحياة» أن الهدوء يسود المدينة المسيطر عليها من قبل تنظيم داعش، فيما صرح مصدر في محور شرق سرت عن وقوع اشتباكات ظهر أمس، بين مسلحي داعش وقوات تابعة للمؤتمر الوطني. في سياق آخر، قررت وزارة الخارجية الأوكرانية نقل سفارتها في ليبيا إلى تونس موقتاً بسبب توتر الوضع الأمني. ونفت بيلاروسيا أمس، اتهامات الأممالمتحدة لشركات أسلحة بيلاروسية حكومية، بتسليح فصائل ليبية. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية البيلاروسية ديمتري ميرونشيك إن بلاده امتثلت لقرارات مجلس الأمن بشأن حظر الأسلحة وأرسلت فقط شحنة معدات بموجب اتفاق رسمي مع وزارة الدفاع الليبية عام 2013». على صعيد آخر، حذر مبعوث الأممالمتحدة إلى ليبيا برناردينو ليون من انهيار الحوار الليبي الذي دخل يومه الثاني أمس، في منتجع الصخيراتجنوب العاصمة المغربية الرباط، وذلك إثر أعقاب تجدد المعارك في العاصمة، مناشداً الفرقاء وقف القتال.